هل تعرفون العالم العلاّمة والمفكر الفهّامة، الطبيب المغربي العربي الأشهر، الذي قدَّمَ في حقل الطب البشري إضافاتٍ عظيمة، ارتبطت باسمه، أُويس بن أبي الأشتر؟؟ لا تعرفونهُ بالطبع ، ولا أظن أحداً من العرب يعرفه، ولا حتّى أهلهُ في بادية تونس، يعرفون عنهُ شيئاً، ولعل السبب في هذا الجهل هو «غتاتة» الفرنسيين الذين يزعمون أن «لويس باستير» هكذا يُسمُّونهُ بعد أن قاموا بتحريف اسمه بلسانهم الأعجمي ما هو إلا فرنسي مؤصّل، أباً عن جد، وحين يتحدثون عن ذكاءِ وبلاء بني جنسهم ، وتأثيرهم في النهضة العلمية والصناعية في أوربا، فإنهم يذكرون، بكل قوَّة عين، لويس باستير !! نشأ أُويس بن أبي الأشتر، راعياً للأغنام في بوادي تونس، وكان معروفاً عنهُ شدّة النزوع إلى التأمل والتفكر في خلق الله، وخصوصاً تأمُّل الأعشاب، في المراعي التي يغشاها بأغنامه، وخصائصها ومنافعها، ثم لما كبر قليلاً، ترك مهنة الرعي وراح يتتلمذ على طبيب أعشاب في تلك الناحية، ثم راح يقرأ لأسلافه من الأطباء العرب، فاطّلع على كل آثار الشيخ الرئيس ابن سينا في الطب، ثم قرأ مصنفات الرازي، ثم ألف بعد ذلك كتاباً في الطب البلدي يعد الأشهر في نوعه، سماهُ «البرهان الأبهر، في خصائص الطندب والعُشَر، لمؤلفه أويس بن أبي الأشتر» .. ثُمّ إن أُويساً لم يقنع بما أُتيح له في البادية، فهاجر إلى باريس حيث أُعجب أطباء فرنسا بعلمه الواسع ومهارته في الطب، فألحقوه بمدرسة الطب في جامعة السوربون، حيث أكمل الدراسة في عامين، ثم غيَّر الفرنسيون اسمه إلى «لويس باستير»، وراح يُمارس الطب هناك .. ولا يزال العرب المساكين يحسبونه فرنسياً !! وما دمتم لم تعرفوا عروبة أويس، فمما لا شك فيه أنكم لن تعرفوا المناضل والشاعر العربي، المصري«الصعيدي» الذي هاجر جنوباً إلى أن بلغ الكونغو، حيث راح يدعو إلى الإسلام هناك، ثم تزوج فيها، وقاد الكنغوليين في معارك التحرير ضد المستعمر، وألهب حماستهم للثورة بأشعاره الساحرة، حتى استشهد، وأصبح نموذجاً للنضال ورمزاً للحرية في كل أنحاء الدنيا، وراحت كل قوى التحرر في العالم تستلهم أشعاره وسيرته.. ذلك الشاعر المناضل هو «أبا عتريس آل منبع».. وقد كان الكنغوليون يجدون صعوبةً في نطق اسمه العربي، فراحوا ينادونه «باتريس لوممبا».. وأقيمت له التماثيل في معظم أنحاء الدنيا بعد استشهاده. والناس، بالطبع، لا يعرفون أن عربياً مسيحياً من جبال لبنان كان قد هاجر أوائل القرن الماضي إلى فرنسا، ونبغ في علوم كثيرة، وأصبح من أشهر المفكرين والكتاب على مستوى العالم، ثم أسلم بعد أن درس القرآن دراسة بصيرةً، ومازال يلقى حفاوة المؤسسات العلمية، وكيد اليهود، أينما حلَّ، ذلكم هو المفكرالعربي «رُجيح القُرادي» من قبيلة بني قراد، وقد سماهُ الفرنسيون الذين يزعمون أنه منهم، سموه «روجيه جارودي»، فتأمَّل يا شيخ !! وفي نيالا وُلد الرجُل الفوراوي الذي يزعم الإنجليز أنهُ منهُم ، آدم خميس، وكان آدم يعمل صبياً لصاحب كنتين في نيالا، وقد اكتشف صاحب الكنتين أن الصبي بارع جداً في الحساب، فألحقه بالمدرسة، ثم إن مفتشاً إنجليزياً ذهب إلى المدرسة أيام الاستعمار يطلب من الناظر أن يُرشِّح لهُ تلميذاً ذكياً وبارعاً في الحساب حتى يُعينهُ محاسباً، فرشح لهُ آدم، فأخذه الخواجة وسرعان ما أُعجب بذكائه وحسد السودانيين عليه، فأرسلهُ إلى بريطانيا، حيث أوصى بتعليمه في أرقى الجامعات هناك، وما هي إلا سنوات قلائل حتى برز اسم «آدم سميث» «لاحظ أنهم غيروا كلمة «خميس» ب «سميث» حتى يغبُّوا الأتر» كمؤسس مدرسة في علم الاقتصاد وصاحب إضافات جوهرية في هذا العلم !! ولن تعرفوا، أكيد، أن كثيراً من ممثلات هوليوود الساحرات هُنَّ أيضاً عربيات صميمات.. الخميس القادم إن شاء الله ستعرفون شيئاً عن الممثلة التي يزعمون أنها أمريكية «النجلاء بنت جُعل» وستسمعون أيضاً عن الممثلة السويدية «الجريثاء بنت جربوع»، فاصبروا..