تحت عنوان «عبقرية البشير في التعبير عن ضمير الشعب وقواته المسلحة» أشرت في مقال كنت قد نشرته بصحيفة «الرائد» الصادرة بالخرطوم سابقاً، عندما كانت ناطقة باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم، قبل أن يتم نهبها ووأدها في مرحلة لاحقة لصدورها الذي لم يستمر نتيجة لذلك كما يرى البعض.. أشرت إلى رؤية أرى أنه قد جرى تجسيدها من جانب السيد رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم المشير عمر البشير بصورة لافتة لدى المراقبة والمتابعة المتجذرة والمتمعنة في أسلوبه وممارسة لدوره الوطني المحوري والشديد الوطأة على كل الأصعدة المتعلقة بموقعه ومنصبه الرسمي في سدة مقاليد السلطة الحاكمة الراهنة، والسيطرة والهيمنة عليها، وتسييرها وتصريفها وتوجيهها وتصويبها وترشيدها، وتحديد وجهتها واتجاهاتها وتوجهاتها، طيلة الفترة الماضية والمنصرمة منذ أن أقدم في العام 1989 على القيام بقيادة الانقلاب الثوري الذي أتى به ليتولى مهامه كحاكم أعلى بإرادة مشتركة ومعبرة عن النخبة السودانية والقاعدة الشعبية للحركة الإسلامية الحديثة والمعاصرة على المستوى المدنى والصعيد العسكري. وكما ذكرت في ذلك المقال فقد أشرت إلى أنني أرى أن من أبرز السمات والصفة المميزة واللافتة فيما يتعلق بالمراقبة والمتابعة العميقة لما يقوم به السيد الرئيس البشير في أسلوبه القيادي وممارسته لدوره الوطني والحضاري والسيادي، الذي يتجسد ويتحذر ويتمثل فيه بحكم موقعه ومنصبه الر سمي والشعبي أو الجماهيري بعبارة أخرى، إنما يتجلى في إثباته للقدرة الواضحة والمبهرة والشاخصة في التعبير الملموس والمحسوس عن ضمير الشعب وقواته المسلحة بصفة عامة، وفيما يتصل بالتصدي الرافض والمناهض للتدخل الأجنبي الخارجي الضاغط والمتآمر والساعي للتأثير السلبي على الإرادة والسيادة الوطنية وإجهاضها وإحباطها وعرقلتها وتعويقها، وذلك إضافة للتصدي والتحدي للحركات المسلحة المتمردة المعارضة والمناهضة للسلطة الحاكمة القائمة في محاولة ساذجة وطائشة وهادفة لإسقاطها بالقوة الموهومة والمزعومة والفارغة والمتواطئة مع القوى الأجنبية الإقليمية والدولية المتآمرة والدافعة والمحرضة والمساندة والموازرة والمعضدة لمثل هذه الحركات المتعاضدة معها في مسعى لتوظيفها وتجييرها والاستفادة منها لتحقيق الأهداف والأغراض الرامية لتجاوز المصلحة والإرادة والكرامة الوطنية المعارضة لمثل هذه المحاولات والمناقضة والمتعارضة معها والرافضة لها. وفي سياق هذا الإطار للرؤية المشار إليها والمتجسدة والمتجذرة في جماهير الشعب السوداني وجيشه الوطني وقواته النظامية الأخرى، وسيادته على وطنه وأرضه وموارده، وحقه في أن يحظى ويتمتع بها، ويستفيد منها لوحده، وبناء على إرادة نابعة منه وعائدة له، نعود إلى السؤال الذي انتهينا إليه أمس فيما يتعلق بالدلالة ذات المغزى من حيث أهميتها بالنسبة لزعيم حزب الأمة وكيان الأنصار السيد الصادق المهدي، وذلك لدى النظر إلى ما يتعرض له في الوقت الحالي، وعلاقة ذلك بموقفه من الدور الوطني والسياسي للجيش السوداني في أنموذجه الساري والجاري منذ الاستقلال من الاستعمار الأجنبي في النصف الثاني من القرن الميلادي العشرين الماضي وحتى الآن، كما جرى تجسيده على صعيد الواقع العملي والفعلي من قبل كل من الرئيسين العسكريين السابقين ممثلين في الزعيمين الوطنيين الراحلين المرحومين إبراهيم عبود وجعفر نميري، ثم يتواصل تجسيده حالياً متمثلاً في التجربة القائمة والراهنة للمشير البشير وتطور علاقته مع المهدي على النحو الذي نتطرق له غداً إن شاء الله.