عوامل عديدة اجتمعت بين المشاركين في الاجتماع التحضيري للمؤتمر الإقليمي عن التهريب والاتجار بالبشر في القرن الافريقي، الذي ضم سفراءالسودان ومصر واثيوبيا وارتريا ودول الاتحاد الاوروبي، اسفرت دون التوصل الى اتفاق بشأن مكان وموعد تاريخ انعقاد المؤتمر الاقليمي المزمع انعقاده في اكتوبر القادم، غير أن تلك العوامل أثرت على حتمية استعجال الاتحاد الاوروبي للدول المعنية بهذا الشأن، باتخاذ قرار حاسم لموعد انعقاد المؤتمر الاقلمي لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر الذي تسبب في خلاف بين مصر والسودان الامر الذي ادى الى تمسك السودان بموقفه، واصراره على انعقاد المؤتمر في الخرطوم، باعتباران السودان معبر للمهاجرين من دول الجوار، غير أن مصر قالت إنها لن تستطيع أن تحدد مواعيد قاطعة للمؤتمر إلا من خلال الرجوع الى وزير الخارجية، وترك المشاركون الامر للسودان ومصر للتواصل في مشاورات والوصول الى نتيجة قبل الخامس عشر من يونيو القادم، ورأواإذا لم تتوصل الدولتان الى اتفاق سوف يتم القبول بعرض الحكومة الايطالية والمفوضية الاوروبية، المتمثل في مبادرة الحوار لمكافحة تهريب البشر في اطار الحوار الاوروبي الافريقي. ومن المتوقع ان يقدم اصحاب المبادرة نصاً مكتوباً يوزع على نطاق واسع بين الدول المعنية، التي طالبت بضرورة ان تكون المبادرة على مبدأ الملكية والقيادة والشراكة. وتم الاتفاق في الاجتماع على ان مشكلة تهريب البشر لن تستطيع حلها دولة واحدة، لذلك تحتاج الى عمل مكثف بين جميع الدول للقضاء على تلك الظاهرة، التي وصفها الخبراء بانها أرقت الشعوب وسببت القلق للاتحاد الاوروبي، بجانب إنشاء آليات تعمل عليها الدول الاوروبية، تتلخص في مشاركة المعلومات وحشد الموارد والتنمية بالاشارة الى الاسباب الاساسية للهجرة غير الشرعية، فضلاً عن طالبي اللجوء واللاجئين في دول القرن الافريقي، وطالبت الدول الأربع ان يكون الحل شاملاً وإستراتيجياً وعملياً من خلال توفير البيئة المواتية من قبل الاتحاد الاوروبي للبلدان الاربعة، حتى تتمكن من تحقيق التنمية المستدامة، بينما تم التوصل الى التفاهم حول جمع الدول المعنية والشركاء للمشاورات، في اجتماعات تعقد في قمة ملابو في الفترة المقبلة. أما السودان فقد أرجع في فعاليات ختام الاجتماعات التحضيرية بدار الشرطة، تحفظ مصر لعدم تحديد تاريخ للمؤتمر للظروف السياسية التي تمر بها، فضلاً عن ضغوط على الاتحاد الاوروبي والحكومة الايطالية ودول الايقاد في برامجهم، الامر الذي ادى الى استعجالهم للدول المعنية لاجل التخطيط للمؤتمر بصورة اكثر فعالية. وأوضح سفير السودان باثيوبيا الفريق عبد الرحمن سر الختم، أن هذا الاجتماع معني بتوحيد رؤى الدول المباشرة للقرن الافريقي بشأن قضية تهريب البشر، خاصة دولة مصر والسودان واريتريا واثيوبيا في كيفية معالجة قضية الهجرة غير الشرعية وخارطة طريق لمستقبل التعامل معها، وقال ل«الإنتباهة» إن الافكار تبلورت في الاجتماع علي تكوين آلية متابعة بين الدول المصدرة والمستقبلة مع الشركاء الاخرين، فضلاً عن اتفاق على عقد مؤتمر اقليمي للمعالجة بصيغة جمع المعلومات والتنسيق وتكامل الجهود، وكان السودان قدم تقدم في وقت سابق لاستضافة المؤتمر ولم يتم التوصل الى نتيجة، واعطيت الفرصة للدولتين بالاتفاق، ومن ثم تحديد تاريخ اقصى لقمة ملابو بنهاية يوينو المقبل، واكد السفير أن القضية تهم السودان باعتباره دولة لجوء وعبور، وتوقع ان تتواصل الاجتماعات في اديس ابابا بين سفراء الدول الاربع في التداول حول مخرجات وضع خطة للمؤتمر الاقليمي المزمع انعقاده في أكتوبر المقبل. وأضاف معتمد اللاجئين حمد الجزولي، أن المشاركين متحمسين لمعالجة ظاهرة تهريب البشر التي قال انها خطيرة وغير انسانية، مؤكداً على عدم حسم موقع انعقاد المؤتمر، باعتبار انه دليل على اهتمام غير عادي ومسبوق بهذه الظاهرة، وطالب بأهمية وجود دعم كل الدول المعنية المصدرة للاجئين والمهاجرين وضحايا الاتجار بالبشر، ودعا الى اهمية ان تعمل مبادرة الحكومة الايطالية والاتحاد الافريقي في الأهداف والمخرجات لمكافحة تلك الجريمة، ونوه انه تم الاتفاق على تضمين عدد من الدول المتأثرة بحركة الهجرة غير القانونية في المؤتمر، مثل ليبيا وتونس واليمن . وكان وزير العدل قد أشار في فاتحة اعمال الملتقى لتزايد مستمر في الهجرة غير الشرعية ما يستوجب التعاون والتنسيق بين كافة الدول، وايجاد حلول جذرية واعتماد نهج الحوار الممتد مع الدول الاعضاء.