مطالبة اتحاد قوى المسلمين بإقالة وزير الخارجية علي كرتي بسبب تصريحه بشأن قضية الطبيبة المرتدة أبرار في حوار مع الزميلة السوداني بأن هذه القضية قد سببت حرجاً وأضرت بالسودان ضرراً بليغاً. تصريح الوزير وجد انتقادات واسعة من قبل علماء ومشايخ ورجال دين وبالتحديد من اتحاد قوى المسلمين متمثل برئيسه د. أحمد مالك خلال تصريح للزميلة آخر لحظة. منتقداً تصريح الوزير حول حكم وحد شرعي لا يجب الخوض فيه. رئيس الاتحاد أكد خلال حديثه ل (الإنتباهة) أن الله عز وجل أقر أحكام وحدود قطعية لايمكن أن يدخل فيها رأي مخالف سواء دبلوماسي أو قانوني أو غيره وهذه القضايا الشرعية يجب أن يكون هناك حرج في حكم الله عز وجل فهي قضية عقيدة وليست دبلوماسية. وأضاف أن تصريح وزير الخارجية يمثل إدانة للحكومة فهو يصرح عكس تصريحات رئاسة الجمهورية والبرلمان لكن للأسف فهو يمثل الحكومة خارجياً ورأيه يعتبر رأياً للحكومة فهو لسان الحكومة في القطاع الخارجي وحديثه محسوب على السودان ويمضي مالك في الحديث بأن لا مركزية في القرارات وإطلاق التصريحات. ٭ صراع الدبلوماسية والشريعة تصريح كرتي أتى بعد استدعاء القائم بأعمال سفارة السودان في لندن في وزارة الخارجية البريطانية التي وصفت حكم المحكمة (السودانية) ب (الهمجي) وكانت واشنطن قد انتقدت الحكم وذلك سبب حرجاً بحسب تصريح الوزير، الذي انتقده عدد من المراقبين واصفين تلك الدول معادية للسودان منذ (خمسة وعشرين) عاماً طويلة، وقد تم طرد سفير أمريكي سابق، وسفير بريطاني سابق في زمن (دبلوماسية المعاملة بالمثل). الضجة الإعلامية التي أحدثتها قضية المرتدة أبرار التي تخطت أبعادها حدود السودان وحظيت باهتمام دولي واسع النطاق، وتصدر خبر الحكم عليها بالإعدام كبرى عناوين الصحف الأمريكية والبريطانية، وبرز موقف واشنطن المنتقد لهذا الحكم، وطالبت الحكومة باحترام الحرية الدينية التي يكفلها الدستور، وجاء رد الخارجية دبلومسياً حينما أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير أبوبكر الصديق أن حرية الأديان مكفولة في السودان، وقال في تصريح بحسب وكالة رويترز إن الحكم قد يستأنف في محكمة أعلى. ردود الفعل الدولية ربما كانت وراء تصريح كرتي فقد تباينت الآراء من قبل المجتمع الدولي فكان وزير شؤون إفريقيا مارك سيموتز قد وصف الحكم بأنه بربري. ٭ قلق حكومي الحكومة بدورها أبدت تخوفاً يبدو غير مبرر خاصة أن العقوبات الأمريكية ما زالت مفروضة إلا أن الحكومة أبدت تخوفاً وجد انتقادات كثيرة خاصة أنها تخوفت من أن تستغل أمريكا قضية الطبيبة المرتدة لفرض عقوبات جديدة على السودان وبحسب وزير الدولة بالخارجية السفير كمال إسماعيل فإن الإدارة الأمريكية تستخدم أجندة متحركة لفرض عقوبات مجهولة متوقعاً أن تفرض عقوبات أخرى بسبب الطبيبة. المحلل السياسي عباس إبراهيم قال للصحيفة: إن لا مبرر حول تصريحات المسؤولين بإبداء هذا التخوف الصريح مضيفاً أن هيبة الدولة يجب أن تبرز في مثل هذه القضايا وليس كما يفعل المسؤولون وأن هنالك الكثير من التصريحات تضع الحكومة في موقف ضعيف. حديث عباس يبرز أن مبدا المؤامرة واضح في معظم تصريحات المسؤولين فقد صرح رئيس البرلمان الفاتح عز الدين أن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة حول قضية الفتاة، أثيرت ونشرت في وسائط الإعلام المختلفة. وأضاف أن ما يثار الآن في وسائط الإعلام حول الفتاة المرتدة الهدف منه الإساءة لسمعة السودان وللقضاء. مراقبون يرون أن القضية أخذت أبعادا أكبر من حجمها فهي ليست الأولى التي ترتد عن دينها فعمليات التنصير في السودان كثرت في الآونة الأخيرة وبحسب إحصائيات فإن هناك أكثر من 105 تم تنصيرهن خلال العام 2013 ومعظمهن تمت استتابتهن ورجعن للإسلام، أما البقية فقد غادرو البلاد. لكن وجدت هذه القضية هذا الانتشار بسبب إصرار أبرار على أنها مسيحية ورغم محاولات رجال الدين إرجاعها إلى الإسلام إلا أنها متمسكة بأنها مسيحية وهذا ما دفع الشيخ عمار صالح رئيس المركز الإسلامي لدراسات المقاربة الذي أكد خلال تصريح سابق مع «الإنتباهة» أن سحر النصارى من أقوى أنواع السحر وهم يستخدمون السحر لتنصير الفتيات.