ظل الهاجس الأمني بمدينة الفاشر يتخوف منه الجميع في ظل التفلتات المتكررة داخل الأحياء وبالاسواق الأمر الذي بات الكل يحترس في كل خطوة منذ الخروج من المنازل وحتى العودة وإذا اردنا ان نحصر عدد الحالات التي حصلت في مطلع هذا العام داخل الفاشر فقط ليس بالقليل ولكن على سبيل المثال استشهاد المواطن أبو بكر إسماعيل أبوه الذي لقي مصرعه جراء الاعتداء عليه من قبل مجموعة مسلحة تمتطى سيارة ذات دفع رباعي بحي الهوارة وسط مدينة الفاشر، وكان ذلك أثناء توقفه امام ورشة هندسية بحي الهوارة الذي يقوم «بركن» سيارته بها، حيث ظهرت له مجموعة مسلحة تمتطى سيارة لاندكروز وقاموا بتهديده لأخذ سيارته التى كان يستخدمها من اجل توفير لقمة العيش لاسرته الكريمة التي تتكون من «3» أفراد من البنين والبنات، ولم تمضِ فترة للحادثة حتى تم اختطاف الموظف ببنك الثروة الحيوانية بالفاشر صلاح صديق جمعة عبد الله وطالب الخاطفين اسرته بدفع فدية قدرها «100» ألف جنيه لإطلاق سراحه. بعدها جاءت حادثة اختطاف تاجر بسوق الإنقاذ وأعقبها اختطاف طفل عمره تسع سنوات وذلك بعد ان قام ثلاثة ملثمين يستغلون عربة أتوس باختطافه وطالبوا ذويه بدفع فدية مقدارها «250» ألف جنيه. حيث قاموا بعد عدة ساعات بالاتصال بأسرته مطالبين بفدية لإطلاق سراحه. وكان الملثمون وجدوا الطفل البالغ من العمر تسع سنوات ويدرس بالصف الثالث أساس يجلس أمام منزله، حيث طلب منه الملثمون بأن يأتي لهم بماء شرب من داخل المنزل وبعد أن أتى لهم بالماء قاموا باختطافه وأخذوه لجهة غير معلومة. وأخيراً أُطلق سراح الطفل محمد يعقوب عبد الكريم الذي تم اختطافه بالفاشر بعد أسبوعين من ختطافه، وجاء إطلاق سراحه متزامناً مع اليوم الذي اشتبكت فيه القوات النظامية مع المتفلتين شرق المدينة ونتج عنه ضحايا من المواطنين. علاوة إلى ان هنالك تاجراً آخر أُطلق سراحه في ذات اليوم بعد أن طالب مختطفوه بدفع مليار جنيه لإطلاق سراحه وهذه نماذج غير الحوادث الأخرى، ويرى عدد من الأساتذة في استطلاع أجرته (الإنتباهة) معهم أن هذه الأحداث تأتي نتيجة لترك القيم الدينية والمجتمعية إضافة إلى تفشي السلوك غير الأخلاقي وهو سلوك لعادة الجاهلية ولا بد من نبذه، واضافوا ان لا بد من ضرورة وجود آليات بالاحياء يتم تكوينه بالتعاون مع امن المحلية لضبط التفلتات والمجرمين، بينما يرى اخرون انه لايمكن تكوين آلية من المواطنين ويجب على السلطة فقط ان تتحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها خاصة أن مدينة الفاشر ليست بالكبيرة. وأضاف بعض المراقبين ل (الإنتباهة) بعد ان ظهرت تفلتات داخل المدينة في وقت سابق إلا أن القوة المشتركة بدأت في عمليات الحسم، وأشاروا الى الضبط الذي تقوم بها الشرطة العسكرية حتى للذين لم ينضبطوا بالتعليمات العسكرية، وأضافوا أن تفشي القبلية ساعدت على هذا الامر وقال ان الجناة حينما يرتكبون جريمة يحتمون بالقبيلة ويوصلوا معلومات مضللة مما تساعد في إخفاء الجريمة المرتكبة والي شمال دارفور في وقت سابق أعلن رفض وإدانة حكومة ولجنة أمن ولايته جملةً وتفصيلاً لتلك الحوادث ووصفه بأنه سلوك أناس طامعين مؤكداً سعى حكومته لمعالجة ظاهرة التفلتات الأمنية التي استشرت بالفاشر، كما دعا المواطنون إلى التحلي بالصبر والتعاون مع الحكومة بتوفير المعلومات عن المجرمين، وأن حكومته قد اتخذت حزمة من الإجراءات من أجل حسم التفلتات الأمنية والوصول الى الجناة الذين يقومون بارتكاب تلك الحوادث. فيما قالت لجنة الأمن ان تلك الأحداث يقودها عصابة من المجرمين الخارجين عن القانون الموالين للتمرد والمتفلتين بقيادة الآتية ألقابهم وهم عيسى المسيح وتمتام وود ابوك والصادق محمد ومحمد زين وآخرين هم من ارتكبوا جرم الاعتداء على القوات النظامية وهي تؤدي دورها في دوريات عادية لتأمين المدينة في منطقة البورصة الشرقية، وأشار البيان بأنه تم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية في مواجهة وملاحقة حاملي الألقاب والأسماء المذكورة أعلاه وهذا بمثابة إعلان رسمي باتهامهم مطلوب القبض عليهم وقتما كيفما وأينما وحيثما وجدوا سيتم اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية والوقائية اعتباراً من ذلك الوقت للحيلولة دون حدوث الاضطرابات والانفلاتات الامنية التي تؤثر على أمن وسلامة المواطنين، كما أكدت لجنة الامن عزمها على تعزيز السلام والاستقرار بالولاية، كما أعلن الوالي خلال مخاطبته احتفال شرطة مرور الولاية بمناسبة أسبوع المرور العربي منح شرطة الولاية كافة الصلاحيات لتنفيذ تلك القرارات وقال إن غياب اللوحات عن بعض المركبات تعد من المظاهر السالبة التي تحتاج لحسم باعتباره جزءاً من مشكلة دارفور وساهم في بعض التفلتات الأمنية وطمس معالم الجريمة عن الجناة الذين دأبوا على ارتكاب الجرائم بواسطة السيارات والدراجات النارية التي لا تحمل لوحات.