نفذ مسلحون تابعون لحرس الحدود، عملية انتقامية اهتزت لها مدينة نيالا، عندما اطلقوا النار على طفلين، ما ادى الى مقتل احدهما في الحال واصابة الثاني بجراح خطيرة نقل على اثرها لتلقي العلاج بالخرطوم. واكد معتمد محلية نيالا شمال، أن الجناة يتبعون لحرس الحدود بمنطقة «يارا». وشن مسلحون هجوما غادرا على منزل الاستاذ بمدرسة نيالا الثانوية، حمد النيل كوكو، ما ادى الى مقتل ابنه «أواب» ذي ال12 ربيعا واصابة الثاني «اديب» البالغ من العمر 3 سنوات بجراح مميتة، وذلك اثناء مشاهدتها التلفاز بمنزلهما الكائن داخل المدرسة. وأشار والد الطفلين إلى أن أسباب الحادث تعود إلى قضية متعلقة بدية سابقة كان يمثل الوسيط فيها بين اسرته التابعة لقبيلة العجة النوبية واسرة تابعة للابالة، حيث توفي احد أبناء الابالة نتيجة انقلاب عربة سائقها ينتمي إلى (العجة)، واوضح انه تمت معالجة المشكلة بدفع (13) ألف جنيه تم دفع سبعة آلاف جنيه منها وتبقت ستة آلاف. ووجه كوكو، الاتهام إلى (ع. ع) بارتكابه الجريمة، مؤكدا انه تلقى تهديدا بالتصفية عبر اتصال منه عند الساعة الخامسة عصر يوم الحادث إذا لم يتم دفع المبلغ المتبقي. وكشف انه عند الساعة العاشرة ليلا قدم شخص ملثم يحمل بندقية كلاشنكوف لمنزله واطلق النار علي ابنيه إثناء جلوسهما امام التلفزيون، مضيفا أن الجاني واصل إطلاق النار حتى بعد ارتكاب جريمته الانتقامية، وقال إن الأجهزة الأمنية داهمت منزل الجاني بعد فتح بلاغ في مواجهته بشرطة نيالا وسط إلا أنها لم تعثر عليه. واكد معتمد محلية نيالا شمال، سرور محمد عبدالله، أن الجناة يتبعون لحرس الحدود بمنطقة يارا، وقال ان شرطة المحلية داهمت منزل احد الجناة إلا أنها لم تعثر عليه، وشدد على ضرورة حسم المتفلتين، وحمل سرور، المواطنين مسؤولية المساعدة في انتشار الجريمة بعدم التبليغ الفوري قبل وقوع الحادث، مدللا على ذلك بعد ابلاغ والد الطفلين للاجهزة الرسمية بالاتصال الذي تلقى عبره التهديد. في سياق متصل، شهدت أحياء مدينة نيالا الشمالية إطلاق نار مكثف ليلة أمس الاول ما ادخل الذعر والرعب في قلوب الكثيرين من سكان تلك الضاحية، وطالب الاهالي حكومة الولاية والسلطات الأمنية بضرورة حسم التفلتات والمظاهر السالبة بالمدينة والتي وصفوها بالخطيرة. واصيب شخصان بجراح نتيجة لاطلاق الاعيرة النارية من قبل المتفلتين الذين يقومون بنهب وتهديد المواطنين ليلا، وقبل ايام اصيب ايضا المدرس بالمدارس الثانوية محمد يعقوب بكسر فى ساقة اليمنى نتيجة لعملية تهديد من قبل مسلحين اثناء عودته من صلاة العشاء عندما حاولوا نهب هاتفه. واعتبر عدد من المواطنين استطلعتهم «الصحافة» ان ما يتم من اعمال اجرامية ونهب داخل احياء المدينة يعتبر فوضى تمارس امام ناظري حكومة الولاية، مؤكدين ان احياء مدينة نيالا شمال اضحت مناطق عسكرية للعديد من المسلحين.وعلمت «الصحافة» ان هناك تحركات من اللجان الشعبية وعدد من المستنيرين وقيادات المنطقة لتقديم مذكرة لحكومة الولاية تطالب بنقل تجمعات المسلحين خارج المدينة، ووضع حد لظاهرة العربات اللاندكروزر المقصوصة التي لا تحمل لوحات، بجانب حسم مظاهر التسلح داخل نيالا ومعالجة ظاهرة الملثمين الذين يتجولون بين الأحياء ليلا ويتأبطون الاسلحة. وافاد مواطنون بأن اغلب العمليات الاجرامية تنفذ اثناء تجوال الاهالي في الامسيات، بينما تنفذ عصابات التصفيات اعمالها فى الساعات المتأخرة من الليل، وطالبوا الحكومة بوضع نقاط ارتكاز دائمة بالاحياء وتزويدها بكل وسائل الاتصال والحركة. وحمّل احد المواطنين، والي جنوب دارفور مسؤولية الارواح التي أزهقت جراء التفلتات، «والوالي غارق في نومه وحراساته تحيط بمنزله من كل النواحي».