تصوير: محمد الفاتح شهد السودان في السنوات الأخيرة نشاطاً واسعاً لعمليات التنقيب عن الذهب بواسطة المواطنين في 18 ولاية ويشارك في هذا النشاط حوالى مليون مواطن من كل بقاع السودان بثقافات متنوعة ومستويات تعليمية متفاوتة حيث يوجد خريجي الجامعات والأميين ومن خلال الممارسة ورغم الإيجابيات التي تحققت في زيادة الدخل للاسر الا ان هنالك العديد من الاثار على البيئة والصحة وسلامة المعدنين أنفسهم أو المجتمعات المحلية التي تجاور مناطق التعدين التقليدي وتم رصدها في كل مناطق التعدين التقليدي ليس في السودان وحسب وإنما في كل الدول التي انتهجت التجربة واتضح من خلال التجارب العالمية هنالك تأثير على البيئة ومكوناتها وتصب سياسة الدولة تجاه التعدين استغلالا للموارد المعدنية لاجل توسيع قاعدة الدخل القومي وتنويع الصادرات تمشياً مع اهداف الخطة الاستراتيجية القومية الشاملة والبرنامج الثلاثي للاصلاح الاقتصادي وامس افتتحت وزارة المعادن مؤتمر التعدين التقليدي تحت شعار( تقنين تطوير إنتاج). ووجه النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح المعدنين يسدون ثغرة مهمة من ثغور البلاد ويأتي المؤتمر لمناقشة الشان الاقتصادي الذي تضعه الدولة في قمة اولوياتها وتبذل الجهود سعياً لاستعادة الاستقرار الاقتصادي دفعا لعجلة التنمية للامام وقال في الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر امس ان الدولة تولي قطاع التعدين اهتماماً خاصاً قناعة منها باهمية القطاع ودوره في نهضة الامة وايمانا بذلك تم انشاء وزارة خاصة لاعطائه ميزة تفضيلية حتى يكتمل النهوض به ويزدهر ولزيادة الانتاج الوطني ودعم الاقتصاد الوطني ومازلنا نامل ان تتفجر طاقات الامة وعلمائها في هذا القطاع لان البلاد تنام على خير كثير الثروات في بواطن الارض واستخراجها مسؤولياتنا وتوظيفه واجب وطني من اجل البناء والنهوض والتقدم للامام وبمثل ماتولي الدولة اهتماماً خاصاً بقطاع التعدين المنظم فانها ومنذ ظهور النشاط العشوائي للتعدين ظلت تتعهده بالرعاية والتطوير واستوعبت قطاعات واسعة من ابناء الشعب الذين انخرطوا في هذا النشاط للخروج من الفقر الى رحاب تحسين مستوى المعيشة مشيرًا ان المؤتمر يسعي لتنظيم قطاع التعدين الاهلي ويخطو نحو الاتجاه الصحيح والتطلع لتطوير الخدمات بمناطق الانتاج والمحافظة على البيئة والانفتاح والتناغم مع القطاعات الاخرى مؤكداً ان تنظيم قطاع التعدين الاهلي لايجاد المزيد من فرص العمالة يساعد الدولة في مكافحة التهريب بما يعود على الحكومة والمواطن بالفائدة على حد سواء، ووجه بالتنسيق التام والمستمر بين المركز والولايات والمحليات بما يمكن من تجاوز سلبيات المرحلة السابقة ويساعد في التخطيط المستقبلي بصورة تحقق الاهداف المرجوة في الادارة الجيدة والنتائج الباهرة لقطاع التعدين، داعياً وزارة المعادن لاستنهاض همة العاملين في القطاع لزيادة الانتاج والمساهمة في الاستقرار الاقتصادي مؤكدا رعاية الدولة توصيات المؤتمر وتوفير الاليات المناسبة للتنفيذ ومن جانبه اكد وزير المعادن د. احمد محمد محمد صادق الكاروري الدور الكبير الذي يطلع به قطاع التعدين وتوفير فرص العمل لحوالى مليون مواطن، وقال ان وزارته تولي القطاع اهتمام متعاظماً لمساهمته الواضحة في الاقتصاد الوطني بحوالى 90% من انتاج الذهب ويغطي التعدين معظم ولايات البلاد مشيرا الى لعب التعدين التقليدي دوراً رئيساً في الترويج عن الذهب السودان، واقر بوجود تحديات كبيرة تواجه تطوير التعدين مما يدعو لوضع اللوائح والقوانين المنظمة وتعظيم دور الولايات في التعدين التقليدي واتباع الطرق العلمية واجراءات السلامة والصحة المهنية وضمان المنافسة بين الشركات العاملة وحل المشكلات التي تواجه المعدنين داعيا لتضافر الجهات ذات الصلة في المركز والولايات لتوفير الحلول المناسبة، وقال ان جهود الوزارة وحدها غير كافية دون التعاون والتنسيق مع الجهات ذات الصلة لمعالجة التحديات مشيرا لاستصحاب تجارب الدول في المجال تفادياً للسلبيات، مبيناً حجم التحديات التي تواجه السودان في المرحلة الراهنة وزاد ان التعدين التقليدي فرس الرهان للخروج من الازمة المالية والاقتصادية عبر رؤية طموحة لتطوير قطاع التعدين وتعهد بوضع توصيات المؤتمر موضع التنفيذ وايلائها القدر الكافي من المتابعة، وفي السياق نفسه قال وكيل وزارة المعادن راشد احمد ان المؤتمر يأتي تجسيداً للاهداف الكمية والنوعية التي تسعي الدولة لتحقيقها ووصفه بانه رسالة جلية لتقنين وتطوير وزيادة الانتاج المعدني للبلاد من الذهب وفقاً للاستراتيجية الشاملة للدولة لتنمية القطاعات الاقتصادية مشيرا الى ان التعدين الاهلي اصبح واقعاً وطرق باب اغلب ولايات السودان لتوفير فرص العمل ورفع المستوى المعيشي بجانب المساهمة الواضحة في خزينة الدولة والاقتصاد الكلي موضحاً ان العمل في قطاع التعدين الاهلي بتواتر متقطع رغم الانتشار الجغرافي الذي حققه في ولايات نهر النيل والبحر الاحمر والنيل الازرق وولايات كردفان الكبرى ودارفور في حوالى 800 موقع بمختلف ولايات البلاد، مبيناً ان التعدين يشهد تطوراً افقياً وراسياً نحو الشمولية لجميع ارجاء البلاد مبيناً ان المؤتمر يتناول قضايا محورية من شأنها احداث نقلة نوعية ترتقي بالتعدين التقليدي وفقاً لرؤية علمية وعملية ويتم تقديم 8 أوراق عمل وبمشاركة 1000 شخص من العلماء والباحثين والمعدنين والجهات ذات الاختصاص.