الرسالة الأولى: «دعوة للهدوء» فجأة قامت الدنيا ولم تقعد في الأسابيع الفائتة بسبب مواضيع كثيرة أثارت غضب الشعب السوداني.. في قضايا كثيرة تتعلق بسلب حقوقه دون علمه.. من المال العام.. الذي يخصه ويمتلكه هذا الشعب.. لكن الذي أفسد كل الأمر تفشي الشائعات التي تلازمت مع الأخبار المؤسفة.. وشيء طبيعي ازدحام الحديث حول أمر جلل وكثرة الحديث فيه يضعف المعنى والمغزى والهدف من الحصول على نتائج إيجابية تصب في خانة تحقيق الهدف.. الاتهام بالباطل وتكبير حجم المتهمين الحقيقيين وإلحاق بعض المسؤولين بأهل القضية أضعفها في معناها وتحقيق نتائجها على الأقل في الوقت الحالي.. لأن الشائعات «محبطة» ولا تقوم على سند أصيل إلا نادراً.. لكن في الغالب تكون من ورائها أهداف ذات أبعاد استراتيجية تهدف من جهات ربما تكون رسمية لتحقيق غرض يكون مرتبطاً باتخاذ قرار يخص المواطن في معرفة رأيه في موضوع ما.. الدعوة اليوم التي نطلقها أن نسجل هدوءاً عاماً لنتبصَّر أمرنا ونعي ماذا نريد!! إن كان فساداً فأمره محسوم وإن كان إصلاحاً فلا يأتي إلا بالهدوء والتروي. الرسالة الثانية: «كوبري الجيش» لم يظهر حتى اليوم مسؤول واحد يشرح لنا العملية الهندسية السلحفائية التي تمارس على هذا الكوبري المهم.. رغم ما كتبنا عنه كثيراً وتحدث بعض الناس متبرعين بصفتهم الشخصية للحديث عن الذي يجري فيه دون وجه حق. الكوبري حتى اليوم يقف ولا جديد عليه.. قالوا شغالين فيه «بتِحت».. عاوزين واحد من الشغالين فيه «بتحِت» ديل يطلع «بفوق» يورينا الشغل شنو؟ والمدة التي يمكن أن يستغرقها كم؟ ومتى ستتم إعادة افتتاحه نهائياً للعمل خلال كل اليوم.. وأضعف الإيمان أن يكتبوا لافتة كبيرة «تقص القصة كل القصة» عشان «نَخْرَس».. «كسارين التلج» يمتنعون.. عاوزين ناس غير متبرعين. الرسالة الثالثة: «اللجنة الإعلامية للمخدرات» هي اللجنة الإعلامية باللجنة القومية لمكافحة المخدرات.. أرسلت إلينا في «الوهج» تعقيباً مهذباً ومسؤولاً حول ما كتبنا عن مؤتمر المخدرات المتكرر القاتل.. يبدو من خلال التعقيب إنهم يريدون إقامة هذا المؤتمر في مواعيده.. على العموم قلنا رأينا أننا نرى لا جدوى منه البتة غير إهدار المال العام في أمر تم قتله بحثاً ودراسة.. وسنفسح «الوهج» لتعقيبهم بالأحد بإذن الله ونقول رأينا على تعقيبهم مرة أخرى. الرسالة الرابعة: «الزي المدرسي» حتى اللحظة لم نر هذه العقلية الخطيرة التي تحدث تغييراً مفاجئاً يتفاجأ به أولياء الأمور على الدوام في تغيير زي أبنائهم المدرسي.. وبالرغم من أني أكثر المعترضين على زيهم الذي جاء مشابهاً آنذاك للزي المدرسي المموه العسكري الذي بالطبع كان له انعكاس سيئ على نفوسهم خاصة بأن منحهم التشبه بالعسكر في سن صغيرة لم يبلغوا بها حد ذلك الإحساس الصعب.. وبالتأكيد الذي له علاقة بما تقوم به من واجب.. أقلها تربوياً يوحد فكرة الانتماء والتبعية ويكشف السلوك لأي تصرف ناتج تمييزاً للطالب عن إنسان الشارع العام.. وهو شعار متابعة من إدارة المدرسة لمعرفة ومتابعة سلوك الطلاب خارج أسوارها إذا كانت هناك متابعة دقيقة داخل أسوار حيشان المدرسة.. نقترح مجانية هذا الزي وتثبيته على الدوام.. ويشتريه الطالب في مقبل سنواته الدراسية لاحقاً من حر ماله.. لكن المرة الأولى خلوها عليكم والجاية علينا.. «الناس تعبت». الرسالة الخامسة: «المدير التنفيذي للمحلية» هم ذاتهم الضباط الإداريون الذين تزين «كتوفهم» شرائط صفراء تبدأ بنصف شريط ثم تتمدد إلى أن تصل إلى ثمانية شرائط ليصبح مديراً تنفيذياً.. وكان الضابط هيبة وجبرة يربط ويحل.. وهو الأقرب للناس وللمواطن.. يسمع لهم مباشرة ويحل مشكلاتهم.. الآن الوضع أصبح صعباً ومعقداً.. ففكرة المعتمد طغت على كل إدارة تنفيذية لكنها دون جدوى.. الآن المعتمدون لا يأبهون بالآخرين من المواطنين.. إلا من رحم ربي فيهم.. وغاب الضابط الإداري الذي كان في الولايات له كلمته وهيبته يأمر وينهى.. فصار يرتدي الملكي.. ويأتي متأخراً المكتب، فمكتبه بالٍ ومتساقط وكأنه ليس بتلك القيمة الإدارية الكبيرة.. نعشم في إعادة هيبة الضباط الإداريين وأن يلتزموا بزيهم الرسمي حتى نعرفهم ونتبعهم لأنهم هم المفيدون من دون المعتمدين.. وعلى السيد الوالي والسادة المعتمدين أن يتنازلوا عن سلطاتهم لهؤلاء الضباط ليقوموا بدورهم مع المواطنين.. فالخريف على الأبواب والعاصمة تعاني أكثر الصعاب.. الذي ساقني لهذا الحديث أنني شاهدت أحد الضباط يرتدي زياً كاملاً وقد امتلأ الكتفان بالشرايط في منطقة بحري بكافوري.. فأعادني ذلك المنظر للزمن الجميل، وعرفت أنه الضابط الإداري «التنفيذي» لمنطقة كافوري وما جاورها في دائرة الاختصاص.. فتمنيت أن يعود ذلك الزمن الجميل. الأخيرة: الليلة الجمعة مشيتوا للأهل.. أمشوا ليهم ما تنسوا.