وجهت الجبهة الثورية الدعوة رسمياً إلى قيادات تحالف المعارضة بالداخل للانضمام إلى ممثليها في اجتماع مشترك ينتظر التئامه في ألمانيا خلال الأسابيع المقبلة. بينما قطعت مصادر موثوقة في التحالف بأن قيادات رفيعة ستشارك في اللقاء المرتقب، وأبدى حزب المؤتمر الشعبي تمسكاً بموقفه الرافض لنقل الحوار إلى خارج البلاد. وقالت مصادر ل«سودان تربيون» إن رئيس تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى وممثلين لأحزاب الأمة والبعث والشيوعي تلقوا دعوات للمشاركة في اجتماع ألمانيا الذي يرمي للضغط على حزب المؤتمر الوطني الحاكم للقبول باشتراطات المعارضة لإجراء حوار وطني شامل وإيقاف الحرب.بقية الثورية تدعو وأكدت المصادر أن اللقاء المرتقب حال التئامه سيؤدي إلى عزل الحزب الحاكم، لكن ذات المصادر أبدت قلقها من موقف حزب المؤتمر الشعبي الذى مال كلياً حسب توصيفها باتجاه المؤتمر الوطني وتناسى الحلفاء المعارضين بعد قبوله للحوار من دون أي شروط مسبقة. وقالت المصادر التي فضلت حجب هويتها إن الترتيب الأساسي كان يقتضي عقد اجتماع بين تحالف المعارضة والجبهة الثورية لتطوير ميثاق الفجر الجديد بعد مزاوجته مع «البديل الديموقراطي» الذي أقرته قوى التحالف مجتمعة العام الماضي. وأشارت إلى أن الخطوات كانت تمضي بشكل متسارع لإنجاز المشروع الموحد، إلا أن الجبهة الثورية تحولت إلى توسعة الاجتماع بدعوة قوى أخرى بعيدة كلياً عن التفاصيل الدقيقة. وفي السياق، قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام ل«سودان تربيون»، إن حزبه حريص على تطوير العلاقات مع الجبهة الثورية بكل مكوناتها باعتبارها فصيلاً مهماً في عملية السلام والاستقرار بالبلاد، وقطع باستمرار الاتصالات مع ممثلي الجبهة لتطوير وتنسيق المواقف بما يخدم المصلحة الوطنية العليا. وأقر كمال بأن قبول حزبه للحوار خلق توجسات عديدة وسط القوى الحليفة في المعارضة، لكنه شدد على أن حزبه ينطلق من ذات أفكار المعارضة المرتكزة على مبادئ الديمقراطية والعدالة والحرية والحكم الراشد. وألمح عمر إلى تحفظ حزبه على المشاركة في ملتقى ألمانيا، وقال إن المؤتمر الشعبي يؤمن بالحل الداخلي وهو ذات الاعتقاد الذي دفع به لقبول الحوار. وأضاف: «سنعطي الحوار الوطني مساحته كاملة ولن نستطيع العمل بموقفين». وقال إن حزبه دعا المجتمع الدولي وسفراء الاتحاد الأوربي ليكونوا شهوداً على عملية الحوار التي قال إنها تتعرض إلى عثرات حقيقية إلا أن ذلك لا يدعو حسب قوله للانتقال إلى الخارج. منوهاً إلى أن دعوة الجبهة الثورية أقرب إلى ابتداع منبر جديد يوازي منبر الحوار الداخلي. مردفاً: «نحن لدينا التزام داخلي ينبغي إكماله لأجله». وكشف كمال عمر عن ترتيبات تجري حالياً لإنهاء الاتصالات مع الجبهة الثورية إلكترونياً، وابتعاث وفد من قيادات المؤتمر الشعبي للقائها لشرح وجهة نظر المؤتمر الشعبي، مبدياً ثقته في تفهم قادة الثورية لأهمية توحيد المنابر وعدم تشتيت الجهود بين العواصم الخارجية. وأضاف: «لدينا تقدير خاص للجبهة الثورية وهي مهمة جداً في الحوار والحل القادم لا ينبغي أن يستثنيها».