تقول الحكمة الشعبية «إن تعليم الأبناء هو الاستثمار الأمثل لأولياء الأمور لتحسين الوضع الاقتصادي لرب الاسرة», إلى ذلك فقد ظلت الولاية الشمالية ولأكثر من ثلاثة عشر عاما تتقدم الركب في نتائج شهادتي مرحلتي الأساس والثانوي على مستوى ولايات السودان,ويٌرجٍع العديد من الخبراء الأسباب في ذلك إلى تكاتف الجهد الشعبي مع الجهد الرسمي فيما يتعلق بدعم مكونات العملية التعليمية حيث ظل المجتمع وبكل مكوناته يسهم في إنشاء المدارس ويقدم رجال المال والأعمال من أبناء الولاية جهدهم خالصاً لبناء المدارس وعطفا على ذلك فليس من المستغرب أن يتم إنشاء مدارس على طراز حديث على نفقة رجال البر والإحسان بكل محليات الولاية من مروي إلى حلفا، وليس من المستغرب أن يصل الجهد الشعبي في دعم مكونات العملية التعليمية إلى نحو«50%» ,فيما يتعلق بعملية إنشاء المدارس وصيانتها والعمل على دعم معينات التعليم وغيرها من أنواع الدعم ... إلى ذلك فقد انطلقت في الحادي عشر من مايو الجاري مسيرة العام الدراسي بالولاية الشمالية كأول ولاية من ولايات السودان تبدأ العام الدراسي مبكرا، وتشير وزير التربية بالولاية الشمالية هويدا إبراهيم في حديثها ل«الإنتباهة» إلى أن الهدف من بداية العام الدراسي مبكرا هو تفادي أي طارئ ثم إعطاء إجازه للطلاب والمعلمين في شهر رمضان المعظم الذي أثبتت الدراسات أن نسبة الأداء للمعلمين والاستيعاب للطلاب والتلاميذ فيه تكون أقل بالمقارنة مع الأيام العادية، مشيرة إلى أن الفترة ستستمر إلى يوم التاسع عشر من يونيو القادم لتكون البداية بعد ذلك يوم5/8/ عقب شهر رمضان المعظم. وأوضحت وزيرة التربية أن الوزارة أكملت كل استعداداتها منذ نهاية العام السابق بإكمال النقص في الكتاب المدرسي وتهيئه البيئة المدرسية مشيرة إلى أن أكثر ما كان يؤرق الوزارة هو النقص الكبير في مكونات البيئة المدرسية خاصة دورات المياه وكذلك الفصول ولكن تم التدخل من قبل حكومة الشمالية ببناء دورات المياه في عدد كبير من المدارس وكذلك إكمال الفصول. من جانبه أوضح الأستاذ لطفي سعيد مدير عام وزارة التربية في حديثة ل«الإنتباهة»,أن التجهيزات للعام الدراسي الجديد بدأت منذ فترة باكرة بداية بانعقاد الاستشاريات للمرحلة الثانوية ومرحلة الأساس والمتعلقة بموازنة المعلمين وتوزيعهم على امتداد الولاية في المرحلتين ,كذلك رسم خارطة الطريق للعام الدراسي الحالي حتى يكون عاما مستقرا منذ بدايته حتى نهايته حسب التقويم المدرسي المعد، وكذلك تمت عملية القبول بالمرحلة الثانوية من الصف الثامن مشيرا إلى أنه تم قبول كل الناجحين الذين يفوقون ال«تسعة آلاف» طالب وطالبة في المرحلة الثانوية كذلك تم توفير الكتاب المدرسي للنسبة المتممة لنسبة ال(100% ) أي الخمسين بالمائة وسبق أن استقدمنا(50%) العام الماضي,وأضاف«تأتي مبادرتنا بفتح المدارس في هذا التوقيت حتى نتفادى الطقس الحار والذي غالبا ما يكون في أوآخر شهر يونيو وشهر يوليو بالشمالية وكذلك لتفادي العمل في شهر رمضان المعظم خاصة المدارس التي بها داخليات، وأشاد سعيد بجهود حكومة الولاية ممثلة في وزارة المالية لاهتمامهم بمتطلبات واحتياجات وزارة التربية والتعليم,. وبالرغم من هذه الترتيبات من الجهات الرسمية والدعم المتواصل للعملية التعليمية من قبل الخيرين إلا أن مديري عدد من المدارس بالشمالية يمارسون القسوة في مثل هذا الطقس على المعلمين والطلاب وذلك بإيقاف تشغيل الكهرباء داخل المدارس بحجة «تكاليف الصرف»، رغم الرسوم الكبيرة المفروضة على التلاميذ والطلاب وبذلك تصبح المراوح والمكيفات التي تبرع بها الخيرون مجرد لافتات في أسقف وجدران الفصول والمكاتب، حيث اشتكى العديد من الطلاب والكثير من المعلمين بعملهم في ظل طقس درجة حرارته مرتفعة مع وجود نعمة الكهرباء والمراوح مناشدين بذلك وزارة التربية بالتدخل لإلزام مديري المدارس بتشغيل الكهرباء داخل المدارس طوال اليوم الدراسي.