القيادي في حزب الأمة وكيان الأنصار الأستاذ النبيل عبد الرسول النور ظل يصف نفسه في الآونة الأخيرة والممتدة منذ فترة بأنه لم ولن يتخلى عن حزبه وكيانه الوطني العريق، لكنه سيبقى ممارساً لدوره ومهامه ونشاطه في الوقت الحالي من منزله، وذلك لأنه لا يرى حالة من الرضا على النحو المرتجى في الأوضاع الراهنة التي يمر بها ويعاني منها هذا الحزب والكيان. وبالنسبة لي على المستوى الشخصي فقد ظللت أكن وأحمل تقديراً ووداً خاصاً وخالصاً وصادقاً للأستاذ عبد الرسول. وقد تعمقت مشاعري نحو شخصه الكريم بصفة خاصة عندما زارنا في صحيفة «الراية» الناطقة باسم الجبهة الإسلامية القومية أثناء حقبة الديمقراطية الحرة والممارسة السياسية للتعددية الحزبية الثالثة والكاملة الدسم عقب الإطاحة بنظام الحكم الشمولي للرئيس والزعيم الوطني الراحل المرحوم جعفر نميري الذي كان قد استولى على السلطة بانقلاب عسكري ثوري قام به اليسار السوداني في العام 1969، وظل يتقلب على سدة السيطرة عليها بهيمنة منفردة حتى تمت الإطاحة به في الانتفاضة الشعبية العارمة والظافرة التي انفعلت بها، وتفاعلت وتلاحمت معها، وانحازت لها القاعدة العامة والقيادة العليا للقوات المسلحة عام 1985م. ففي تلك الحقبة اللاحقة للإطاحة بالنظام الشمولي والديكتاتوري والاستبدادي والتسلطي السابق، كنا نعمل في صحيفة «الراية» عندما تولى رئاسة تحريرها المناضل الوطني والإسلامي والثوري الجسور المرحوم أحمد عثمان مكي، الشهير ب «ود المكي». وكان الأستاذ عبدالرسول النور زميلاً وصديقاً ل« ود المكي»، وقد كان أيضاً عضواً بارزاً ومناضلاً ثائراً وفاعلاً وناشطاً معه ممثلاً لحزب الأمة وكيان الأنصار في اتحاد طلاب جامعة الخرطوم الذي قاد ثورة شعبان الشهيرة والمنفجرة في مناهضة ساخطة ورافضة ومناهضة لنظام حكم الرئيس نميري عام 1973م حيث كان الشعار الذي ظل خالداً في الذاكرة الوطنية المتقدة واليقظة الواعية منذ ذلك الحين، كما ردده طلاب الجامعة الثائرة آنذاك هو:«الجامعة منار ولن تنهار وود المكي وراه رجال». وعلى العموم، فقد زارنا الأستاذ عبد الرسول النور في مكاتبنا بعمارة صحيفة الراية بالخرطوم ثلاثة أثناء تلك الحقبة اللاحقة للإطاحة بالنظام الشمولي السابق وكما هو واضح ومعلوم بناء على ما أشرنا إليه فقد كانت تلك الزيارة التي تواصلت بعدها زيارات متكررة، قد جاءت مرتبطة بصفة خاصة بمناسبة رئاسة الزعيم الثوري الراحل المرحوم «ود المكي» للتحرير في الصحيفة. ونظراً للعلاقة الخاصة التي كانت تربط بين شخصنا وأستاذنا الراحل «ود المكي» في تلك الفترة، حيث ظل يحرص على مثل هذه العلاقة مع كل الزملاء في أسرة تحرير «الراية» آنذاك، فقد حرص على توثيق العلاقة بيننا وبين الأستاذ عبد الرسول النور القيادي الناشط والبارز في حزب الأمة وكيان الأنصار وحاكم إقليم كردفان آنذاك. وبناء على ما جرى بيننا في ذلك الحين، فقد اقترح علينا أستاذنا الراحل «ود المكي» أن نقوم بزيارة صحفية لعروس الرمال حاضرة وعاصمة كردفان. ومن جانبه رحب الأستاذ عبد الرسول بذلك وتمت تلك الزيارة بالفعل ثم جرى ما جرى حتى تمت الإطاحة بالحكومة المدنية المنتخبة وبدأت محطات ومطبات أخرى..