ظلت القوات المسلحة طيلة تاريخها العريق تدافع عن حمى السودان، في كل الاتجاهات، ووجدت السند الرسمي والشعبي من كل الحكومات مما هيأ لها أن تظل قومية وتلعب الدور المنوط بها حفاظاً على هيبة وكرامة الإنسان السوداني. في الآونة الأخيرة اتسعت رقعة القتال والذي تحركة أيادي خارجية لها مصلحة في عدم استقرار السودان، فما كان من القوات المسلحة إلا وأن تقف أمام كل المتربصين لصد أي عدوان. في هذه المساحة التقينا الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، لنقف على بعض الجوانب التي تهم القوات المسلحة في الميدان، وما يثار مؤخراً عن قوات الدعم السريع. فإلى مجريات الحوار: تقييمكم للأوضاع على الأرض من حيث الأمن والاستقرار؟ نحن تقييمنا على الأرض إنه من الواضح جداً هناك تقدم للقوات المسلحة وعلى الأرض أيضاً هناك جيوب للحركات المتمردة موجودة في المناطق المستعصية بحكم طبيعة الأرض لكن القوات المسلحة حريصة كل الحرص على أن تصل لأي متمرد وتتعامل معه وبالتالي الأوضاع على الأرض مستقرة وليست سيئة وهنالك انحسار للتمرد في كثير من الأماكن، وكما هناك تقدم للقوات المسلحة كذلك في كل المناطق التي انحسر منها التمرد ففي دارفور عموماً نستطيع أن نؤكد أن التمرد قد أصبح هزيلاً جداً ولا يقوى على فعل شيء، أما في جنوب كردفان فهناك بعض المناطق المستعصية ولكن سنعمل على دخولها وتحريرها من قبضة التمرد وهنالك بعض المناطق النائية جداً في النيل الأزرق وهي تعتبر جيوباً كذلك للتمرد بحكم بعدها ووعورة الطريق إليها. هناك حديث عن تقدم القوات المسلحة ناحية كاودا؟ هذا مجرد كلام، ونحن لا نكشف عن خططنا أبداً والحديث عن كاودا ضجة إعلامية ليس إلاّ ونحن عندما نحرر مدينة كاودا سوف نعلن في بيان إننا قد حررنا مدينة كاودا ولكن نحن لا نعلن أبداً عن تقدمنا لمنطقة من المناطق وهذا خطأ يقع فيه بعض الناس يريدون أن يستصدرون منا بيانات أن القوات المسلحة تتحرك نحو كذا أو كذا وهو خطأ لا يمكن أن تقع فيه القوات المسلحة. وقبل أيام قد حررنا منطقة "دلدكو" وقبلها "ميري برة" ولم نعلن حينها بأننا متقدمون لتحرير تلك المناطق. ولكن كاودا ليست كتلك المناطق؟ نعم والسبب لأن المواطن حفظ هذا الاسم "كاودا" وهي عبارة عن قرية صغيرة في منطقة وعرة جدًا ونحن كقوات مسلحة لا تشكل لنا خطورة ولا تشكل لنا هماً تعبوياً ولكن أيضاً مهما يكن من أمرها فإن القوات المسلحة ستنتزعها من المتمردين. تحرير (دلدكو وميري برة) ماذا يعني لكم كقوات مسلحة؟ ميري برة تعني تأمين مدينة كادوقلي من الناحية الغربية؛ لأن كل القصف الذي استهدف المدينة وتواجهه كادوقلي يأتي من منطقة "ميري برة" وهو من الناحية الغربية، أما دلدكو فتعني كذلك تأمين الناحية الشرقية لمنطقة كادوقلي وما حولها من المناطق لأن المتمردين موجودون في منطقة دلدكو وبالتالي يخرجون منها ويقتربون من كادوقلي ويقومون بقصفها، وبالتالي نحن نعتقد أن تحرير هاتين المنطقتين (ميري برة ودلدكو) هو تأمين شامل كامل لمدينة كادوقلي حتى لا تقصف من قبل الخوارج. ماذا عن الحالة الأمنية في الحدود مع الجنوب؟ الوضع الأمني في حدودنا الجنوبية مستقر لأبعد الحدود بمعنى أنه لا توجد هناك معارك دائرة بيننا في السودان والمجموعات سواء أكانت موالية أو معارضة لم تجرِ أي معارك بيننا في تلك المناطق وبالتالي الوضع على الحدود مستقر تماماً، أما بخصوص تدفق اللاجئين فهذا أمر قد حشدت له المنظمات الإنسانية وهي الآن تؤدي عملها بصورة طبيعية، ونحن تعاملنا مع هؤلاء المتدفقين الذين يلجأون إلينا كمواطنين سابقين وبالتالي لم نلاحظ بأنهم أصبحوا مهدداً قومياً أو أثروا على الأمن القومي أو أثروا على مجرى العمليات الأمنية في المناطق الحدودية بيننا وبين دولة جنوب السودان. وماذا عن اتهامات الجنوب لكم حول دعمكم لمشار وأعوانه؟ هذه حسمها السيِّد وزير الدفاع فقد أكد أنه بما أن حركة العدل والمساواة موجودة في جنوب السودان وحسب الاتفاقية الموقعة مع الجنوب في أديس أبابا وعرفت باتفاقية التعاون المشترك التي تمنع الدعم والإيواء لمتمردي البلدين وبما أن هناك متمردين من السودان موجودين في الجنوب فبالضرورة هناك إيواء ودعم أيضاً وكلام السيد وزير الدفاع في هذه القضية واضح، أما أن نتهم بأننا ندعم متمردين فإننا أعلنا موقفنا الواضح وقد زار السيد الرئيس مدينة جوبا وأعلن موقفنا الراسخ مع حكومة دولة الجنوب القائمة الآن بقيادة الرئيس سلفا كير ميار ديت فهذا هو الموقف المعلن والذي نتبناه نحن بعدم التدخل في شؤون دولة جنوب السودان وعدم المساس بأمنها القومي ونحن ملتزمون تماماً بهذا الخط. بخصوص اتهاماتكم للجنوب بدعم وإيواء الحركات المسلحة ما هي خطوتكم القادمة، هل ستصعدون الأمر للآلية الإفريقية؟ الآلية الإفريقية ليست بعيدة، وهي مشاركة الآن في كل ما يجري فهي مراقبة ومشاركة ولم تكن غائبة أساساً في اتفاقية التعاون المشترك وما كانت غائبة في الدخول في تفاصيل تنفيذ هذه الاتفاقية وما زال مبعوثهم حتى الآن هنا في الخرطوم والآن يتابع كل ما يجري من أحداث على الأرض بكل دقة، لذلك الآلية ليست بعيدة حتى يتم تنويرها بما يجري. ما هو موقفكم من التدخل العسكري اليوغندي في الأزمة الجنوبية وما هي تأثيرات ذلك على السودان؟ هذا التدخل لم نرضَ عنه نحن ولا الآلية الإفريقية التي طالبت يوغندا بالانسحاب من دولة جنوب السودان وموقفنا نحن مع الاتحاد الإفريقي الذي يرفض مثل هذه التدخلات في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء وأياً كان المقياس فإن التدخل مرفوض ولا يؤدي إلى حل المشكلة وإنما لزيادة تعقيداتها ونحن كقوات مسلحة أعلنا بأنه لم نتدخل أبداً في شؤون الجنوب الداخلية عسكرياً. كيف تنظرون لقول المجتمع الدولي الذي أكد أن السودان يمكنه أن يلعب دور قوي جداً في إنهاء الصراع الجنوبي، ألم يكن المعني بهذا الجيش السوداني؟ ليس المعني هو القوات المسلحة السودانية ولا المراد أن تقوم بحل المسألة الجنوبية بطريقة عسكرية وإنما المقصود هو العمل السياسي والدبلوماسي هذا هو الذي يمكن أن يكون محكاً أساسياً يؤثر على مجريات الأحداث في دولة جنوب السودان، أما من ناحية عسكرية فأي تدخل منا كقوات مسلحة في دولة جنوب السودان سيزيد الأمر تعقيداً وبالتالي نحن كقوات مسلحة لن نتدخل عسكرياً. ألا تعتبرون خطوة نفي الجيش اليوغندي بعدم دعمكم لجيش الرب خطوة متقدمة في سبيل طي الخلافات بين السودان ويوغندا؟ نحن سبقناهم بالنفي وأكدنا أنه لا وجود أبداً لجيش الرب وقناعتنا مثل القناعة الدولية أن جيش الرب مجموعة إرهابية وجيش الرب قضيته واحدة وهي ضد دولة يوغندا ونحن لا حدود لنا مع أوغندا وبالتالي لا يهمنا ذاك الأمر بشيء أو حتى أوغندا نفسها لأننا ليس لنا معهم حدود حتى نتهم بإيواء قوات معارضة للحكومة الأوغندية. على ضوء انتصاراتكم التي حققتموها على المتمردين، هناك حديث عن استعانتكم بمليشيات ليست عسكرية وغير رسمية؟ هذا الكلام كثر في هذه الناحية ومن المعروف أنك تعني قوات الدعم السريع أو المجاهدين أو الدفاع الشعبي، وهنا لا بد لنا أن نوضح أن الخدمة المدنية والدفاع الشعبي موجودتان في كل العالم وليس السودان فحسب، فكل الدول من حقها أن تنشئ قوات شعبية وقوات تخديم وطنية ويشارك فيها المقاتلون ولكن تحت لواء القوات المسلحة وتحت شروط القوات المسلحة وبتكليف مباشر من القوات المسلحة بالمهام التي يمكن أن تقوم بها هذه القوات بمعنى أن القوات المسلحة هي التي تقوم برسم الخطط والبرامج العملايتية ولا تسمح لأي جهة مهما كانت ان تتولى نيابة عنها رسم الخطط وتنفيذ العمليات العسكرية، وهذا ما نسميه في القوات المسلحة بالمهمة والتي لا يعينها أو يصدرها إلا القائد العسكري حتى ولو أن بعض القوات شاركت بطريقة رسمية معنا فهي تنفذ ما نطلبه منها كقوات مسلحة وبخطة مدروسة وموضوعة من القوات المسلحة وبقادة يتبعون للقوات المسلحة وبإمكانات توفرها القوات المسلحة خلاف ذلك لا يمكن أن تقوم أي مجموعة بعمل يمكن أن يكون مؤثراً وبالتالي نحن يمكن أن نستعين في إطار قوات الخدمة الوطنية والدفاع الشعبي ويمكن أن نستعين بمجاهدين أو أفراد الدفاع الشعبي ليقوموا بمهام قتالية تحددها القوات المسلحة. إذاً لماذا الحديث ظل يتردد عن قوات الدعم السريع؟ هي قوات حديثة التكوين ولعل الناس يذكرون كيف كانت الحملة شعواء جداً ضد الدفاع الشعبي باعتبار أنهم قوات مدنية ونحن نستعمل مدنيين وأننا نخدم أطفالاً وأشياء كثيرة جداً صاحبت تجربة الدفاع الشعبي رغم عراقتها ورغم قدمها، ولكن عندما تم تفعيلها بصورة واضحة في السودان وقف الكثيرون جداً ضد هذه التجربة بنفس هذا الوقوف الذي نشاهده الآن ضد الدعم السريع وهو وقوف من القيادات والمعارضة، ولكن أننا نؤكد أنها قوات نظامية تنفذ ما يؤكل إليها من قبل القوات المسلحة وأي مخالفة ترتكبها تخضع فيها لقانون القوات المسلحة. هناك حديث عن تمييزهم عن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى كالشرطة والدفاع الشعبي؟ أبداً لم يكن هناك تمييز إطلاقاً فكل القوات المشار إليها سواسية فقط فيما تتولاه من مسؤوليات. وماذا عن الحوافز التي تمنح لقوات الدعم السريع جَراء كل عملية عسكرية يقومون بها؟ هذا كله عبارة عن شائعات مغرضة قصد منها هزم هذه القوات لأنها قامت بعمليات ناجحة وحاسمة ولذلك حسدت تماماً في هذه المضمار ووصفت بأنها تقوم بانتهاكات مريعة وما إلى ذلك، ونحن لا ننكر أن أفراد القوات المسلحة يمكن أن يقعوا في مشكلات تؤدي إلى أن يعاقبوا ولكن لا نجزم أن قوات الدعم السريع هذه أصبحت فاسدة يمكن أن ترمى بأي تهمة يمكن أن يطلقها أي إنسان، ونؤكد أن قوات الدعم السريع مستهدفة استهدافاً كبيراً جداً من كثير جداً من الذين لم يجدوا وسيلة للمعارضة إلا أن يعارضوا عبر محاولة تبني بعض القضايا، بطريقة خاطئة. هنالك اتهامات دولية غير التي تقول عن انتهاكات تقوم بها قوات إنسانية وقد رفعت ملفات عن تلك الاتهامات والآن بأيدي الأممالمتحدة فماذا عنكم لمواجهة تلك الملفات؟ أنا أؤكد تماماً بأنه ليس هناك اتهام مباشر للدعم السريع ولا توجد ملفات كما ذكرت في حوزة الأممالمتحدة، ولكن حقيقة هناك اتهامات عن أنها فعلت وفعلت ولكنها كلها اتهامات جزافية، هنالك نعم حادثة حدثت في الأبيض وهي حادثة محددة ومعزولة وتم التعامل معها، وهنالك حادثة أخرى كانت في دارفور وأيضاً كانت معزولة وتم التعامل معها وحسمت بقانون القوات المسلحة، ولكن بعد ذلك أي حديث عن اتهامها فهي قوات والذين ينتسبون إليها لهم الحق الكامل في أن يقاضوا كل من يتهمهم جزافاً إما أن يحدد التهمة ويحدد المتهم ويحاسب، ونحن في القوات المسلحة لا نقبل تعميم التهمة وإنما يتم تحديد المجني منها ويقدم للمحاكمة، وأن تقوم قوات الدعم السريع بأنها ارتكبت كذا وكذا فهذا غير صحيح يجب تحديد المتهم منهم. وهل يخضع أفراد قوات الدعم السريع لقانون القوات المسلحة؟ نعم هم يخضعون للقانون العسكري ولديهم نمر عسكرية ولا يوجد بينهم "مدني" أو "ملكي" واحد، ويتبعون لجهاز الأمن وكل قادتهم من الضباط ينتسبون أما للجهاز أو للقوات المسلحة وبالتالي يخضعون لقانون للمساءلة العسكرية عندما يقومون بتنفيذ أي مهمة قامت بتكليفهم بها القوات المسلحة. قائد الدعم السريع قال إنكم استحدثتم طرقاً للقتال لم تكن مألوفة من قبل؟ نعم هذا فيما يختص بالتدريب فهو يسير على خطى ثابتة ومرسومة وعلى قدم وساق، وأعتقد أن تدريبنا عادي ليس هناك ما يقال أن أننا استعنا بدول أخرى وهذا غير صحيح، ولكن نعم هناك تطوير وهو عادي جداً ويمكن أن يحدث لأي قوات على وجه هذه الأرض. إلى ماذا تعزو الانتشار الواسع لقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى حول العاصمة وحتى الطائرات بدون طيار، فماذا هناك؟ ليس هنالك شيء في الخرطوم فليس هنالك حشد ولا زيادة لدرجة التأمين، فالدرجة التي تسير بها العاصمة درجة التأمين العادية جداً في العاصمة هي عادية جداً وهي كافية جداً لتأمين العاصمة من أي محاولة تخريبية سواء أكانت من داخل العاصمة أو خارجها ونؤكد تماماً أن الأمور تسير سيرها الطبيعي في العاصمة ليس هنالك حشود ليس هنالك زيادة قواتنا في بعض المناطق، ليس هنالك تهديد على مدينة الخرطوم حتى نقوم بأي إجراءات احترازية. هل الجيش قادر على رعاية وحفظ مكتسبات السلام؟ أكيد أننا قادرون لكن بمساعدة الشعب والمواطنين ووقوف المواطنين مع قواتهم المسلحة والقوات النظامية الأخرى أكيد سنكون قادرون وكذلك بمساعدة الجانب السياسي والجانب الدبلوماسي.