ولاية جنوب كردفان ولاية اللا امن منذ أكثر ما يفوق الثلاثين عاماً حيث دخلها التمرد في العام 1983م بقيادة يوسف كوة وكانت منطقة قردود ام ردمي مسرحاً لاول فظائع التمرد الذي تغلغل فيما بعد وسط مجتمع الجبال البسيط مستغلاً الامية والجهل والتهميش وبساطة اهله وانعدام التنمية والخدمات فكانت محافظات مثل الدلنج والرشاد والعباسية تسمع سمعا بالتمرد وما احدثه من دمار وتشرد وخراب علي كافة الاصعدة حتى وصل الان الي كل الولاية ومحليات مثل ام دورين والبرام وهيبان تحت سيطرة الحركة الشعبية وجزء من محلية دلامي والدلنج وعانت ابي كرشولا من بربرية التمرد والجبهة الثورية عموما توقفت التنمية في الولاية وسعت الحكومات الي السلام وجلسات التفاوض في شتي المدن الافريقية وعلى المدى القريب كان برتكول مشاكوس الاطاري واتفاقية نيفاشا وقبلها اتفاق سويسرا الذي اوقف الحرب وكانت قوات السلام المشتركة التي ساعدت على حفظ السلام الا ان نيفاشا عملت على تقوية الحركة الشعبية وتعزيز وجود قواتها في المدن وتمددت وتغلغلت وسط المجتمعات مما خلق لها قاعدة واسعة وجذبت الكثير من الشباب العاطلين عن العمل واصحاب الفاقة والفقراء مع اغداقهم بالمال ولعل الكتمة كانت خير شاهد علي لجوء الشباب الي التمرد وحمل السلاح في مفاجأة لم يتوقعها الكثير. وعلى الصعيد التنموي يقول والي ولاية جنوب كردفان ل (الانتباهة) ان نيفاشا خاطبت القضايا الكبرى في السلطة والثروة ولم تخاطب القضايا الصغرى والاحتياجات الاساسية لذا عقدت حكومته ورشة وحددت الاحتياجات الاساسية من مياه وصحة وتعليم وتوسيع سبل العيش والنسيج الاجتماعي والمواطن عايز (كرجاكة) مضخة وطاحونة وهذا سبب عودة التمرد عندما طرح سؤال لماذا تمرد الناس في الولاية بعد التنمية الكبيرة التي حدثت؟ المتتبع للوضع بالولاية يرى ان حكومة الفكي قدمت الكثير من اجل السلام حيث اطلقت السجناء السياسيين من الحركة الشعبية واعادة المفصولين الي الخدمة المدنية بجانب تقديم العديد من المبادرات التي تدعو الى السلام وكذلك الاحزاب والتيارات السياسية تقف مع مساعي السلام في مسارها التفاوضي في اديس ابابا والمزمع مواصلة جلساتها قريبا حتى تنشل الولاية من براثن التخلف والتمزق والخراب. فيقول الامين العام لحزب الحركة الشعبية تيار السلام بالولاية الاستاذ/ ابراهيم احمد ابراهيم ان رؤية الحزب واضحة وبينة والدليل عدم خوض افراد الحزب لحمل السلاح وسلك نهج الحرب واضاف ان المظالم تناقش في اطار التفاوض بعيدا عن الصراعات وتساءل ماهي النتائج التي جنتها الولاية من الحرب الاخيرة ودعا الاطراف على الاصرار على السلام والحرب ليست حلا للقضية ونادى بالتوصل الي السلام في اقرب فرصة ممكنة من خلال منبر اديس ابابا والولاية لا تتحمل والمواطن وصل لضرورة السلام. فيما يرى الاستاذ/ابراهيم بشير ابراهيم رئيس الحزب الديمقراطي الجديد بالولاية ان السلام هو مطلب اساسي لجنوب كردفان وحان الوقت لوقف الحرب والتوجه الي السلام كقيمة دينية وانسانية بعد ان عانى المواطن من التشرد والتخلف، الجهل، المرض، والجوع طالباً الحركة الشعبية بتقديم تنازلات بشكل اكبر وفصل قضايا المنطقتين عن باقي السودان والنزول الي رغبة المواطن مقرا بنقص الخدمات والتنمية. ويقول مستشار الوالي ورئيس الحزب القومي السوداني الحر/ الاستاذ احمد حجاج ابيلي ونجة ل (الانتباهة) شعار الحزب هو لا للحرب نعم للسلام وظل الحزب ينادي بالسلام منذ الرئيس السابق للحزب المرحوم فليب عباس غبوش وحتى الان الا ان نيفاشا صاحبتها اخطأ من الحركة الشعبية والجنوبيون اخذوا حقهم وتركوا جنوب كردفان وكنت مع وفد التفاوض وقلت لقرنق: (ما هذه المشورة الشعبية؟) فقال: هذا جنى صغير يترعرع ويكبر. ودعا حجاج طرفا التفاوض الي الاحتكام الي صوت العقل والحكمة وازالة الغبن فيما قال رئيس المجلس الاستاذ/ الهادي عثمان اندو ل (الانتباهة) تم اعداد مصفوفة خاصة بالسلام في جبال النوبة ارسلت الي وفد التفاوض والسلام هو خيار اهل الولاية والمجلس يعبر عن المواطن ونسعي للتبشير له في كافة الدوائر والمحليات ويكون للأعضاء دور بارز في ذلك واشاد اندو بانتصارات القوات المسلحة ودورها البطولي في الدلدكو والانساني في عبري. الجميع في جنوب كردفان يترقبون بداية المفاوضات والتي حدث فيها تقدم ملحوظ فيقول والي جنوب كردفان المهندس ادم الفكي ل (الانتباهة) لاول مرة يتم الالتزام بالقرار 2046 من الطرفين وتم تحديد الاجندة في مسارها الانساني والسياسي والامني واضافة الحوار الوطني والجولة القادمة سوف تشهد تقدماً إن شاء الله. هذه المساعي والبشريات نتمنى ان تحقق السلام المرتجى واثبتت التجارب ان الحوار والحل السلمي والتفاوض هي السبيل لتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية لا فوهات البنادق والسلام يتحقق بتكاتف جميع مكونات الولاية وعزيمة الارادة السياسية مع عدم تكرار تجربة نيفاشا التي كانت خصماً على الولاية وانتصارا للحركة الشعبية نداؤنا نريد توقيع اتفاق قوي يعزز كرامة المواطن ويصون تراب الولاية.