رحبت القوى السياسية بولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان بمفاوضات الحكومة مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، مؤكدة دعمها التام لها ومطالبة بضرورة المضي قدما في طريق التفاوض حتي يفضي لسلام مستدام بالمنطقتين يضع حدا لمعاناة المواطنين الذين يعتبرون ان امدها قد تطاول بسبب الحرب. وعبر قادة أحزاب سياسية بالولايتين تحدثوا ل«الصحافة» عن بالغ دهشتهم لارتفاع اصوات بالخرطوم تجهر برفضها جلوس الحكومة مع قطاع الشمال، واعتبر القادة الولائيون بان المعارضين لجهود تسوية الأزمة في الولايتين عبر الحوار «غير مدركين لطبيعة الاوضاع الانسانية غير الجيدة، على ارض الواقع» ، مشيرين الي ان مواطني الولايتين هم المكتوون بنيران الحرب وليس الذين يعارضون الجنوح الي التفاوض، ومطالبين باشراك ابناء الولايتين في المفاوضات حتي لاتتكرر اخطاء اتفاقية نيفاشا. ويؤكد الامين السياسي للمؤتمر الشعبي بولاية النيل الازرق ادريس البلال في حديث عبر الهاتف مع«الصحافة» علي ضرورة الحوار مع قطاع الشمال، معتبرا ان التفاوض تأخر كثيرا ما عمق من معاناة المواطنين وفاقم من الاوضاع الانسانية بالولاية ،ورد القيادي الشعبي عملية تأخر الدخول في حوار حول الأزمة مع قطاع الشمال يؤدي الى انهائها الي ما اسماه ب»مكابرة الحكومة»،مشيرا الي ان القوي السياسية بالنيل الازرق دعت الحكومة اكثر من مرة للجوء الي التفاوض من اجل وضع حد للحرب ،لافتا الى ان من يرفضون التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال لم يتذوقوا طعم الحرب ولم يكتووا بنيرانها مع المواطنين ،وزاد:نحن القاطنون في الولاية من نعاني ويلات الحرب وليس الذين يضعون ايديهم في الماء». ويبدي القيادي الشعبي ادريس البلال ترحيبا واضحا باتجاه الحكومة الى التفاوض مع الحركة ، منوها الى ان الاثار السالبة التي خلفتها طالت كل القطاعات وابرزها الزراعة التي تعد مصدر الدخل القومي للولاية،فضلا عن تعرض مواطني الولاية الى مخاطر النزوح والتشرد والتوجس الامني الذي عطل التنمية والانتاج. من جهته ، يؤكد رئيس حزب الامة بولاية جنوب كردفان الظاهر خليل على ان الولاية لم تبارح حتي الان مربع شهر يونيو من العام الماضي، لافتا الى ان البعض هنا وهناك مايزالون يعتقدون ان الحل لايأتي بغير البندقية، وهو الامر الذي يجعله يبدي اسفا بالغا على سيادة مثل هذه المفاهيم بين الطرفين. ورغم تأييد رئيس حزب الامة للمفاوضات الجارية بأديس أبابا بين الحكومة وقطاع الشمال ،الا انه تساءل عن اسباب ومبررات غياب او تغييب ابناء الولاية ومكوناتها المختلفة عن التفاوض في شؤونهم ،واردف قائلا: ما حدث في نيفاشا يتكرر الان في أديس أبابا ،وهذا يؤكد ان طرفي التفاوض يبحثان عن مصالحهما ويرفضان اشراك اهل الشأن بالولاية، غير انه قال «عموما لابد ان تتوقف هذه الحرب وبأي ثمن ، وذلك لانها لم تترك قطاعا لم تؤثر عليه خاصة الزراعة». ويعتقد الامين العام للاتحادي الديمقراطي المسجل بولاية النيل الازرق ابراهيم الطريفي ان الحرب مهما تطاول امدها لابد ان تكون لها نهاية ،معتبرا في حديث هاتفي مع «الصحافة»ان التفاوض والسلام نهاية حتمية لكل حرب ،وقال ان اهمية المفاوضات التي تجري بأديس أبابا تنبع من تركيزها علي الجانب الانساني، الذي اعتبره الامين العام للاتحادي هو مربط الفرس الذي يحتم الوصول لتفاهمات ،كاشفا عن احتجاز الحركة الشعبية لمواطنين علي الشريط الحدودي مع اعالي النيل ،مبينا ان هؤلاء المحتجزين في امس الحاجة لاتفاقية تنهي معاناتهم وتتيح للمنظمات الوطنية ايصال المساعدات لهم ،مشددا على ان انهاء قضية النازحين يعني اغلاق الباب امام الذين يتجارون بقضيتهم. ويشدد رئيس الحركة القومية للسلام والتنمية بولاية النيل الازرق عباس محمد عبد الرحمن بدوره في تصريحات ل«الصحافة»علي ضرورة المضي قدما في طريق التفاوض ،موضحا ان الولاية لم تنعم بالسلام والاستقرار الا بعد اتفاقية نيفاشا ،مبديا دهشته من معارضة البعض للمفاوضات، وقال انهم لايشعرون ولايعرفون حجم معاناة المواطنين بالولاية ،معتبرا المفاوضات الحالية سانحة طيبة لاكمال برتوكول الترتيبات الامنية الذي حملته اتفاقية نيفاشا. وهذا فيما يري الامين العام للمؤتمر الشعبي بجنوب كردفان ابراهيم كرشوم بان السلام هو الخيار المنشود من الجميع، الا انه اعتبر ان السلام المشروط والمفروض لن يؤدي الغرض الذي وقع من اجله،واكد كرشوم في حديث عبر الهاتف مع «الصحافة» علي ضرورة مشاركة ابناء الولاية في التفاوض حتي لاتتكرر اخطاء نيفاشا، قاطعا برفضهم التام في الشعبي لاي اتفاق لا يشارك فيه ابناء الولاية، مؤكدا علي ان السلام بات ضرورة ملحة، ذلك لأن دولاب الحياة بالولاية قد تأثر كثيرا بالحرب.