لا حديث للعالم اليوم ولا شاغل للناس الا افتتاح مونديال البرازيل ومتعة مشاهدة كرة القدم في ابهى صورها. كرة قدم حقيقية وصورة ولا احلى لالتقاء شعوب العالم اجمع رغم اختلاف الوانهم والسنتهم حول عشق واحد ولغة وحيدة «كرة القدم». الحدث الذي ينتظره عشاق اللعبة مرة كل اربع سنوات تستضيفه هذه المرة بلاد السامبا اصحاب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (5) مرات والمنتخب الاكثر شعبية حول العالم وخصوصاً في السودان. السليساو اكثر المنتخبات امتاعاً في كرة القدم ولطالما كانوا كذلك فالبلد التي انجبت «بيليه» لم يكن مدهشاً انجابها لاجيال من امهر لاعبي الكرة على مستوى العالم فقد مر عبر بوابة منتخبها لاعبون بقيمة غارنشيا جيرزينهو زيكو سقراط رونالدو ريفالدو رونالدينو واخر المبدعين نيمار. ظلت البرازيل على مر التاريخ البلد الاكثر سخاءً في انجاب المواهب صاحبة القيمة الفنية العالية لذلك امتد طابور العاشقين لمنتخب الاصفر والازرق والاخضر من مشارق الارض حتى مغاربها. غابت الكأس العالمية عن التواجد في اراضي امريكا اللاتينية لنحو «36» عاما ً فمنذ مونديال الارجنتين 78 لم تستضف الاراضي اللاتينية بطولة كأس العالم لكنها لم تغب عن خزانات منتخباتها الكبيرة ففاز بها منتخب التانجو الارجنتيني العام 86 في مونديال مارادونا ثم انفردت البرازيل بلقب الاكثر فوزاً بالكاس الغالية بعد لقبي 94 و2002. مواجهة الافتتاح التي تجمع السليساو بمنتخب كرواتيا لن تكون سهلة لابناء سكولاري ذلك ان المواجهات الافتتاحية في الكأس العالمية كثيراً ما خالفت التوقعات واسقطت المرشح في فخ الهزيمة ولعل ابرز مثال في هذا الخصوص ما حدث لحاملي لقب 90 و98 فالارجنتين صاحبة لقب 86 سقطت في اولى مبارياتها في ايطاليا 90 امام اسود الكاميرون بينما افترست السنغال ديوك فرنسا في 2002. اليوم كرواتيا التي شكلت تواجداً مستمراً في البطولات العالمية واحتلت المركز الثالث في مونديال 98 بفرنسا بجيل ضم الهداف سوكر تريد ان تبني مجداً جديداً للكرة الكرواتية وسيكون فوزها اليوم ان حدث الحجر الاساسي في هذا البناء. اكثر ما يجعل هذا العرس الكبير باهتاً هو حرمان ملايين المشاهدين حول العالم من مشاهدته حياً وعلى وجه خاص دول العالم الثالث وافريقيا التي تعاني في الاساس من الفقر والتي تأتي شعوبها في مقدمة العاشقين لكرة القدم وتمثلها خمسة منتخبات في المونديال. آخر اللمسات البرازيلي المعتزل روبرتو كارلوس قال إن منتخب بلاده يتعين عليه الفوز بالمونديال المقام على أرضه مبينًا أن حلول راقصي السامبا في المركز الثاني سيكون مثله مثل احتلال المركز الأخير في البطولة .