وصلتني الرسالة التالية من الأخ الصديق الأستاذ المحامي الضليع عبد الله مسعود السيد من مقر إقامته بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وهو ليس غريباً على المجتمع الرياضي، فقد عمل ضمن إدارات فريق الهلال لسنوات عديدة. موضوعه اليوم يتعلق بالسلوك المثالي للمشجعين الكوريين واليابانيين في وقت نضب فيه معين اللعبة النظيفة والمشجع النظيف، وكذلك الحكم والإداري النظيف، فتحولت مباريات كرة القدم إلى ركل وضرب تحت الحزام. يقول الأستاذ عبد الله مسعود المحامي: قامت ألمانيا بتنظيم نهائيات كأس العالم في عام 2006م. ولتحاشي شغب الجمهور وما يأتي به «الألتراس» من أهوال، اعتادت الدول المنظمة لنهائيات كأس العالم أن تخصص مكاناً معيناً لجماهير الفرق القومية المشاركة بحيث لا يصطدم جمهور دولة بجمهور دولة أخرى، مع تكثيف قوات أمن الملاعب لحفظ النظام. ومن ضمن الدول التي شاركت في نهائيات كأس العالم لعام 2006م بألمانيا كانت كوريا الجنوبية. وكان جمهور تلك الدولة يدخل الاستاد بمنتهى النظام وكذلك يخرج. إلا أن ما لفت نظر السلطات الألمانية أن جمهور كوريا الجنوبية كان يشرع في الخروج بعد أن يغادر كل المشاهدين الاستاد بعد نهاية كل مباراة. ليس ذلك فحسب، بل أن كل واحد من الكوريين كان يقوم بتنظيف المكان الذي حوله من بقايا الأكواب البلاستيكية والأوراق ومناديل الورق وبقايا المأكولات، ثم يذهبون جميعاً في صفوف منظمة إلى أماكن وضع المخلفات لوضع تلك البقايا فيها قبل الخروج من الاستاد. وتعجب المسؤولون الألمان من ذلك التصرف الذي تكرر مما أكد أن ذلك هو سلوك جُبل عليه ذلك الجمهور. وقامت السلطات الألمانية بطلب المنهج التربوي لذلك الشعب من السلطات الكورية وكان لها ما أرادت. واتضح للسلطات الألمانية أن الطفل الكوري الذي لم يجاوز الخامسة يُبعث به إلى مخيمات أثناء العطلات المدرسية يتعلم فيها: بر الوالدين «تصوروا!!» واحترام الكبير والعطف على الصغير ويتعلم الطبخ في تلك السن المبكرة والاعتماد على النفس، وفوق ذلك كله يُسقى حتى الثمالة حب الوطن والمحافظة على ممتلكاته لأنها ممتلكات الشعب. ولا غروأن انتقلت كوريا الجنوبية من الفقر إلى الغنى والحداثة في خمسة عقود فقط. نحن في السودان نشعلها ناراً تقضي على الأخضر واليابس إذا ثرنا.. نقوم بتدمير استاداتنا إذا غضبنا من الحكم في مباراة لكرة القدم وكأن تلك الاستادات ملك خالص له. وحتى إن كان الأمر كذلك أيصح أن نأخذ القانون في أيدينا ؟!! أقول للشيخ محمد متولي الشعراوي «يرحمه الله»: وفي آسيا أيضا مسلمون بدون إسلام والله من وراء القصد. حاشية: في واقعة تدل على مدى تحضر الشعوب الصفراء، قام مشجعو المنتخب الياباني عقب مباراة فريقهم أمام كوت ديفوار يوم أمس الأول ورغم هزيمتهم، ضمن منافسات المجموعة الثالثة في كأس العالم بالبرازيل، بتنظيف المدرجات التي كانوا يجلسون عليها أثناء مجريات اللقاء وبعده. عبد الله مسعود السيد