من المؤتمرات المهمة جداً في هذه الفترة بالذات مؤتمر الإعلام... الذي سيعقد صباح اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم، وأهميته تأتي من زاوية أن الإعلام حقيقة يحتاج لجلسة مع الحكومة لإيضاح رؤيته تماماً... باعتبار أنه قطاع مهم جداً تقوم عليه كل العملية المفصلية لسياسات الدولة. تعجبني في هذا المؤتمر الجلسات المتكررة التي تمت فيها مناقشة العديد من الأوراق العلمية.. قدمتها مجموعة مختصة في هذا المجال كلها تدور حول مشكلات الإعلام في قضايا إطلاق الحريات.. لتقول الصحافة كلمتها تحديداً وتؤدي رسالتها بصورة مشبعة بالحرية والضمانات الحكومية صاحبة السلطة في ذلك. وربما نالت الصحافة تحديداً اهتماماً كبيراً من هذه السلطات برعاية ومتابعة لصيقة لكل ورش العمل التي أُقيمت تمهيداً لهذا المؤتمر.. الذي أعتقد أنه مهم جداً .. فقط لأنه يُقِّرب المسافة بين الإعلام والحكومة ويقهر فكرة التهديد والوعيد لصاحبة الجلالة والسلطة الرابعة، لتؤدي دورها في حرية واطمئنان.. وإنه لدور وطني كبير وعظيم يحتاجه المواطن والوطن. معالجة قضايا الإعلام من حيث القانون بداية وبقية المفاهيم الخاصة بالحريات وتميزه، ضرورة يفرضها الواقع الحالي لهذا البلد.. خاصة أن الصحافة تحديداً حين نتحدث عن الإعلام نعنيها بهذه التفاصيل، فقط لأنها «شيالة» تقيلة، وأنها دائماً هي التي تكون في الواجهة. هكذا نرى أهمية هذا المؤتمر اليوم خاصة إذا تناول السيد النائب الاول الفريق أول بكري حسن صالح توصياته التي خرجت بها الورش... وبدأ تنفيذاً مباشراً في تحقيقها توصيةً بعد الأخرى، وحين ذلك لا نحتاج لأي مؤتمر حول هذا الأمر.. ولا نحتاج للحديث حول سلب الحريات ولا استفزاز الصحافيين، كما يحدث هنا وهناك في كثير من مناسبات وزيارات رجالات الدولة في الحكومة. أهمية المؤتمر هذا لأنه يجيء منفرداً، خاصة أن اللجنة العليا لإعداده بذلت جهداً كبيراً ومقدراً لاحظته من خلال الورش فقط لإثبات تلك الأهمية، وعلى الأستاذ ياسر يوسف رئيس اللجنة العليا لهذا المؤتمر متابعة تنفيذ هذه التوصيات التي ننشرها نحن هنا في الوهج بدورنا ونتابع تنفيذها بنداً بنداً.. لا لشيء أكثر من أننا ضد فكرة تكرار المؤتمرات دون تنفيذ ما توصلت له مؤتمرات أخرى سابقة من توصيات تظل حبيسة أدراج المسؤولين كما قلنا، ورأينا كثيراً في المؤتمرات التي تكون تحصيل حاصل غير إهدار للمال العام في أشياء معروفة سلفاً تنتظر التنفيذ. والجميل في هذا المؤتمر من خلال الورش أنه خالص في سودانيته، وهو يأتي في إطار الجمع بين الإعلام والحكومة كشأن اجتماع الأسرة الواحدة التي تحرص على حل مشكلاتها في هدوء دون إعطاء الفرصة لأية جهة بأن تتدخل فيها.. لذا احتمال نجاحه وارد مائة في المائة. وأكثر ما يلفت النظر في هذا المؤتمر حضور قيادات الدولة للورش التي عقدت كبداية لنقاش مستفيض.. والكل قال ما يريد أن يقول في حضور «ناس الحكومة» مع الإعلام باختلاف أشكاله وألوانه.. حتى أن أحد الذين قدموا الأوراق من إحدى سفارات السودان «ملحق إعلامي» أو هكذا، قال إني لست حركة إسلامية ولست عضواً في المؤتمر الوطني، لكن الحديث يجمعني معهم في قضايا وطن.. وبالتأكيد هذا الذي يرفع درجات الإحساس بنجاح المؤتمر وأن الحكومة تسمع لكل الناس في حضورها وليس حديثاً منقولاً لها.. كما كان يحدث في السابق .. «قاااااعدة» مع الإعلام في الكنداكة!! حضور السيد بكري حسن صالح لجلسة هذا المؤتمر اليوم باعتباره نائباً أولاً لرئيس الجمهورية.. يُعضِّد ويُقوُيْ أصل الفكرة.... فالرجل «حقاني» ومحب للخير.. وقطعاً وجوده في المؤتمر وتشريفه له سيجعل للمؤتمر رونقاً وجمالاً.. خاصة لو تحدث بلغته المعهودة دائماً في أن البساط «أحمدي» .. فالرجل بسيط في مظهره عميق الفكرة والمضمون «لو كنتم لا تعلمون». مرحباً بمؤتمر الإعلام اليوم في قاعة الصداقة.. ومرحباً بالسيد النائب الأول بكري حسن صالح وكل رجالات الدولة الحضور والضيوف في رحاب قبيلة الإعلام الكبيرة.. وتهنئة خاصة لكل رجالات الإعلام بالسودان وخارجه من الإعلاميين السودانيين.. وللأستاذ ياسر يوسف وزير الدولة بالإعلام الرجل الذي جعل في فترة وجيزة للإعلام كلمة ومعنى ومضموناًَ.. و«أهميةً بالمناسبة».