في كل عام ولسنوات خلت تواجه مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور أزمة حقيقية في مياه الشرب، فكانت فكرة مشروع مياه نيالا من حوض البقارة الذي يعد الحل الناجع للمشكلة، وقد تفاءل الكثير من الاهالي عندما بدأت الشركة الصينية في التنفيذ الفعلي للمشروع قبل عدة سنوات الا ان افرازات الازمة في دارفور وبفعل التمرد، خرجت الشركة ولم تعد حيث تم انهاء العقد وتوقيع اتفاقيات جديدة شهدها نائب رئيس الجمهورية د.حسبو محمد عبدالرحمن ووالي جنوب دارفور اللواء ادم محمود جارالنبي بالخرطوم الشهر الماضي لاكمال مشروع مياه نيالا من حوض البقارة بتكلفة تبلغ اكثر من «80» مليون جنيه بحضور وزير المالية بجنوب دارفور وعدد من نواب المجلس الوطني وقال وزير المالية بجنوب دارفور الدكتور ادم محمد ادم في تصريح ل«الإنتباهة» وقتها، ان العقد الاول وقعه وكيل وزارة المالية الاتحادية نيابة عن حكومة السودان مع شركة سودانية اماراتية مصرية لإكمال حفر الآبار وتركيب المضخات وتوصيلات الكهرباء بتكلفة بلغت «60» مليون جنيه بجانب توقيع عقد مع شركة اخرى تشيكية تقوم بعملية تركيب الانابيب من مصادر المياه حتى مدينة نيالا بتكلفة «23» مليون جنيه، وحول المدة الزمنية قال ادم إن العقد الزم الشركات المنفذة بان لا يتجاوز العمل العامين، واصفاً مشروع حوض البقارة بالحيوي وأنه سيوفر حوالي «40%» من حاجة المدينة للمياه، ووقف وزير التخطيط العمراني بالولاية اللواء أمن عيسى ادم ابكر برفقة مدير هيئة مياه الولاية، على سير العمل الجاري لتنفيذ سد بليل الذي وصل العمل فيه نسبة «60%» طبقاً للمهندس المختص بوحدة تنفيذ السدود عبدالماجد شريف الذي قال ان العمل بالسد بدأ مطلع مايو ومتوقع له الانتهاء قبل هطول الامطار، واضاف ان سعة السد «355» متر طولي وبعمق يتراوح ما بين «3 الى 4» امتار وفي بعض القطاعات «8» امتار، بينما اشار مدير هيئة مياه الولاية المهندس دبكة ادريس الى ان سد بليل الارضي واحد من المشروعات الكبيرة المستهدف بها حل مشكلة نيالا التي تعاني من إمداد المياه خاصة في الصيف، الذي ينخفض فيه منسوب المياه في وادي برلي وبالتالي تخرج العديد من الابار عن الخدمة، وقال ان نيالا الان تعتمد على «20%» فقط ويضيف لها سد رمالية اكثر من «10%» بحفر الابار بجانب سد رمالية «20%» علاوة على حوض البقارة «40%»، وقال ان المتبقي سيتم تغطيته من خلال حفر الابار الجوفية فيما قال وزير التخطيط العمراني اللواء عيسى ادم انهم استطاعوا تنفيذ ما وعدوا به المواطن الذي ظل ينتظر كثيراً حل مشكلة مياه مدينة نيالا واضاف «كما تعلمون أن مدينة نيالا هي مدينة صخرية يصعب فيها حفر ابار جوفية، لكننا الان استطعنا بجهد الحكومة المركزية ممثلة في وحدة السدود وحكومة الولاية في وزارة التخطيط ان ننفذ هذا السد ونصل ل«60%» وباكتمال هذا السد الصيف القادم، سيشهد مواطن نيالا حلاً معقولاً لمشكلة المياه باعتبار ان هذا السد سيقوم بحجز المياه التي تغذي الآبار التي كانت تجف في الصيف، وباكتمال سد رمالية ستحل المشكلة بصورة كبيرة، وحول مشروع مياه نيالا من حوض البقارة قال عيسى انهم في انتظار الشركات التي وقعت واستلمت التزاماتها وتوقع ان تباشر مهامها قريباً. وفيما يتعلق بسؤال «الإنتباهة» للوزير بشأن كهرباء نيالا قال عيسى، إن هناك حركة دءوبة للشركات الكرواتية والتشيكية وشركت كينمس السودانية وعملها ليل نهار في عمليات الصيانة، حتى يصل مستوى الكهرباء إلى «20» ميقاواط تحل بموجبها مشكلة كهرباء نيالا، عموماً تظل نيالا ما بين حلم الكهرباء والمياه الى أن يصبحان حقيقة ماثلة ووقتها ستسجل وزارة التخطيط العمراني صفحة ناصعة في سجل تاريخ المجهودات التي بذلت لرفع المعاناة عن كاهل انسان الولاية الذي واجهته ظروف معقدة والله المستعان.