نسرين محمد الحسن: يعتبر التلفزيون من أكثر وسائل الاعلام تأثيراً على ثقافة الاطفال، وتتجدد القنوات الفضائية مما ينمي قدرات الطفل في الثقافة يوما بعد آخر، والتلفزيون بما قدمه استطاع ان يحقق تبادل الثقافات والمعارف، ولكن يجب مراقبة ما يتلقباه الأطفال من ثقافة حتى لا تتأثر ثقافتهم بثقافة دخيلة، لأن الاطفال في اعمارهم الاولى الى ان يبلغوا سن الصبا يحتاجون الى رعاية جيدة، حيث ان عقل الطفل يستقبل اكبر قدر من المعلومات، ودرجة الاستيعاب والفهم تكون عالية ولكن في الحد المعقول لكي لا يكتسب ثقافة اكبر من عمره، وعلى الاسرة توجيه الطفل الى ما يجب ان يشاهده، وللتلفاز اثر كبير في ثقافة الاطفال بلا شك.. البيت الكبير اجرى مسوحات حول الآراء في هذا الصدد. تحديد أوقات معينة للمشاهدة: قال «أ. أ» «مهندس»: للتلفزيون الأثر الكبير في تكوين الثقافة بالذات البرامج التعليمية، حيث نجد ان الطفل عندما يشاهد هذه البرامج يستوعب كثيراً من الامور الجيدة، وحتى لغته اصبحت فصيحة، وجل الاطفال يشاهدون طيور الجنة لما فيها من فقرات واناشيد منوعة، فهي ممتعة بالنسبة لهم، والمهم استيعابهم لها بوعي، كما أنها تزيد ثقافتهم لكن في نفس اللحظة يجب ألا يتركوا كل اليوم امام شاشة التلفاز حتى لا يؤثر على تحصيلهم الاكاديمي، فعلى الاسرة وضع اوقات معينة للمشاهدة ومراعاة اختيارهم للبرامج التعليمية. تأثير العولمة الثقافية يوماً بعد آخر ويقول «ه. م» «موظف»: يعتبر جهاز التلفزيون من اكثر وسائل الاعلام تأثيراً على الاطفال، لأن الطفل لا يمكنه ان يقرأ صحيفة أو يستمع جيداً للراديو، ولكنه يركز تماماً امام التلفاز، وتتسع الفضائيات وتأثير العولمة الثقافية يوماً بعد آخر مع تزايد أدواتها ووسائلها وتقنياتها على العقول وخصوصاً الاطفال الناشئة الذين يتلقون تلك الخطابات التي توجه عبر الصورة بكل ما فيها من قوة تعبير وسحر وجاذبية مما يجعل مفعولها واضحاً وتسطو على عقولهم مباشرة، وتوجه ثقافاتهم وأساليب نموهم الفكري وطرق تعاملهم وسلكوهم. ومن يدقق النظر في هذه البرامج يجدها انها اصبحت عاملاً اساسياً في عملية التنمية الاجتماعية والثقافية للطفل لما فيها من معارف وخبرات واشكال واساليب متنوعة لو استخدمت واحسن توظيفها بالشكل الصحيح لكان لها مفعولها الايجابي، اما اذا استخدمت خلاف ذلك فإنها تدمر النفوس والعقول. حتى لا تتأثر ثقافتهم بثقافة دخيلة واضافت «ت.ح» «ربة منزل» قائلة: ان التلفزيون بما يقدمه استطاع ان يصنع واقعاً حقيقياً لتبادل الثقافات والمعارف والعلوم، وحضور التلفزيون في حياه اطفالنا يشكل ثقافاتهم، والتقنيات والمعرفة والمعلومات ووسائل الاتصال والفضائيات سلاح ذو حدين، وعلى المجتمع ان يكون يقظاً حيال ذلك لأن اطفالنا هم اجيال المستقبل، وعلينا ان نكون حريصين على تنشئتهم تنشئة سليمة، لذا يجب مراعاة اطفالنا في ما يتلقونه من برامج حتى لا تتأثر ثقافتهم بثقافة دخيلة التلفاز سلاح ذو حدين هيثم الجيلي «محاسب» يقول: فلذات اكبادنا الاطفال في اعمارهم الاولى الى ان يبلغوا سن الصبا يحتاجون الى رعاية مكثفة، وذلك لأن السنين الاولى تعتبر فترة اكتساب المعرفة والثقافة، وبظهور التلفاز ظهرت معه ثقافة لها الكثير من الوسائل التعلمية الحديثة كمنبع تستقى منه المعرفة والثقافة والترفيه وغيرها، والتلفاز اضحى سلاحاً ذا حدين بالنسبة للأطفال، حيث انه يبث ثقافة كثيرة للطفل، ولذلك يجب التحكم في ما يشاهده اطفالنا ليتماشى مع مبادئ التربية والتعليم والتثقيف المناسب لأعمارهم ومداركهم، ليكون الغرس طيباً فينبت شجرة اصلها ثابت من ثقافة ومعرفة، ويجب أن نجنبهم الموضوعات الهدامة ونغرس فيهم الثقافة المحلية لنضمن تعرفهم على ثقافة بلدنا الطفل يكتسب ثقافة أكبر من عمره وأكدت وداد الفاضل «خريجة» ان التلفاز ينمي عقول الاطفال ودرجة الذكاء، والثقافة تكون عالية لأن التلفاز له تشويق وإقبال الطفل عليه كبير، خاصة ان الاطفال عقلهم خالٍ يستقبل اكبر قدر من المعلومات، ودرجه الفهم تكون عالية، والاستيعاب سهل جداً عليهم مما يساعد على استيعاب الثقافات بسرعة، ولكن بجب مراقبة هذه الثقافات المكتسبة لأنه اذا زادت الثقافة عن الحد المعقول والمضبوط ربما تكون نتائجها عكسية، وهناك آثار ايجابية، منها يتعرف على العالم الخارجي كما أنه ينمي عنده اللغة ويجعله سريع البديهة، ويجعل هوايته حقيقية وقادر على ان يمارسها، اما الآثار السلبية فقد يكتسب الطفل ثقافة اكبر من عمره، وكثرة مشاهدة التلفاز تؤثر سلباً في البصر وتجعل الطفل عالي الحساسية او عصبياً. القنوات التعليمية وأشارت «أ. ت»« صحافية» إلى ان التلفزيون مهم للطفل خصوصاً في تشكيل ثقافته ومعرفته ببعض الاشياء، وينمي فيه حب المعرفة وهو في رأيي مفيد بالنسبة له خصوصا القنوات التعليمية، ولكن يجب الانتباه لما يشاهده الطفل، ويجب ألا نتبع معه اسلوب المراقبة ولكن اسلوب الارشاد والتوجيه لما يشاهده، فكل عمر له برامج معينة يجب ان يتابعها، فهناك اطفال اصبحوا من المدمنين للتلفاز خصوصاً القنوات التي تعرض مسلسلات الأبطال التي يتعلم منها بعض العنف، فعلى الاسرة ان توجه الاطفال إلى ما يجب ان يشاهدوه. اختيار ما يناسبه من برامج واضاف «م.ح» «موظف» التلفزيون بالنسبه للطفل له ايجابيات وسلبيات من ناحية ثقافته، فهو مفيد اذا عودنا الطفل على البرامج التعيلمية والدينية لكي تزداد ثقافته ووعيه عن طريق تعامله مع الآخرين، وتكون هناك متابعة من الاسرة في اختيار ما يناسبه من برامج، وذلك لوجود عدد كبير من القنوات المفتوحة وألا يكون كل زمنه في مشاهدة التلفاز، وان يختاروا له الزمن المناسب للمشاهدة. أثر التلفزيون في تكوين شخصية الطفل وقال «م. م»: للتلفزيون اثر كبير في تكوين شخصيات الاطفال، والطفل السوداني لا يجد وسيلة ترفيه غيره، لذلك نجده يتقمص شخصيات ما يشاهده اذا كانت كرتونية او غيرها، وفي القرن الماضي كانت هناك مسلسلات اثرت اثراً عميقاً في الاطفال مثل المسلسلات التاريخية، واذكر منها مسلسل «ورد»، ونجد الاطفال يصنعون السيوف بالحديد، وبعد نهاية اليوم الدراسي تدور معارك بينهم وكل واحد منهم يتقمص شخصية احد ابطال المسلسل، وهنا يظهر جلياً مدى تأثر الطفل بما يعرض في التلفاز، وتعددت القنوات إلى ان ظهرت قناة طيور الجنة، وكل الاطفال في المحيط العربي لا يشاهدون غيرها لاختلاف اهدافها وخروجها من دائرة العنف التي كانت تنتهجها القنوات الاخرى، والجميل انها كونت شخصية مسامحة ودينية داخل الطفل من خلال القوالب المقدمة في شكل أغنيات يغنيها الاطفال ويعملون بنصائحها، ولهذا التلفزيون له الأثر الكبير في تكوين شخصية الطفل بلا شك. رأي علم النفس وتحدثت الينا ريم حامد علي اختصاصية علم النفس قائلة: ننظر للتلفزيون على انه عامل ضمن عوامل اخرى عديدة، ويري عدد من الباحثين ان المشاهدة الزائدة للتلفزيون لها تأثيراتها على الطريقة التي تنمو بها عقول الاطفال، ومن الضروري ان نفهم هذه المرحلة الحرجة والحساسة في حياة الإنسان، فالطفولة مرحلة واحدة، فالإنسان يمر عبر مراحل مختلفة تشكل اساساً لبناء الشخصية، ويرى خبراء النفس ان ما يتعلمه الطفل في سنواته الثلاث الاولى يفوق ما يتعلمه في باقي حياته، ومن الطموح ان يكون التلفزيون نافذة تطل على آفاق رحبة نقية تساعد على نمو الاطفال النفسي والعقلي، وتساعد على اشباع حاجاته وتهيئته للمدرسة والحياة، ونحن ندرك ان التلفاز سلاح ذو حدين، فهو يؤدي لتزييف الوعي ويؤدي الى الاحباط ويعطل ملكة الخيال، وفي المقابل يمكن ان يكون عاملاً مساعداً في التنشئة الاجتماعية، ويستطيع أن يغرس القيم الاجتماعية ويعزز شعور الانتماء الوطني والقومي، ويمكن وضع فلسفة واضحة للتلفزيون بما يتعلق ببرامج الاطفال ومراحله المختلفة، والحرص على تنشئة الاطفال تنشئة سليمة نفسياً وفكرياً، ومن هنا نوصي الوالدين في ما يتعلق بمشاهدة التلفزيون بالتأكد من ان طفلك يشاهد برامج هادفة، وانه لا يشاهد برامج عنف وجنس وعدوانية، ومعرفة الفرق بين ما يعرضه التلفزيون والواقع، لأن الطفل أغلب ثقافته مكتسبة من التلفاز، ويجب إطفاء التلفاز اثناء تناول الطعام.