من الواضح جداً لكل إنسان أن أطفال اليوم يعيشون عمراً أكبر من سنهم وتدرك عقولهم أموراً كثيرة في كل المجالات حتى يمكنهم أن يتناقشوا في كل المواضيع ويدركون كل الأشكاليات التي حولهم، ولكن تفتح العقل والذكاء اللامحدود والمعرفة السابقة لأوانها ليست أمراً سيئاً، ولكن عندما تأتي هذه الأشياء من الجلوس أمام القنوات الفضائية؛ فهذا خطر يجب أن يقف عنده كل الآباء والأمهات والبعض منهم الآن يعاني من إدمان أبنائه للقنوات الفضائية؛ بل إن الكثير من الأسر أصبحت تعاني من تأثير القنوات الفضائية. فمتى تدرك تلك الأسر خطر القنوات الفضائية التي سيطرت على عقول الأطفال ! وهل ما يشاهده الأطفال الآن في القنوات يناسب عمرهم؟ مروة الحاج تقول.. الأمر أخطر مما يتوقعه الآباء والأمهات الذين يتركون أبنائهم طول اليوم يجلسون أمام القنوات الفضائية خصوصاً أولئك الآباء الذين يظلّون طوال اليوم خارج البيت بحيث لايدركون ماذا يشاهد الأبناء في التلفاز وماهي القنوات التي يشاهدونها وماهي المسلسلات والأفلام التي يجبذون مشاهدتها ويداومون عليها، هذا الأمر يحتاج إلى مراقبة ومتابعة من الأب والأم حتى لايحدث خلل عند الطفل بحيث يصعب بعد ذلك متابعته و معالجته فعقل الطفل صفحة بيضاء وكل ما يراه أو يتعرف عليه ينقش على تلك الصفحات البيضاء سواد سلوك أو موقف أو حدث أو غيره من الأشياء السالبة التي تتكرر في القنوات الفضائية. عامر عبداللطيف.. يؤكد أنه.. يجب أن تدق اجراس لهذا الخطر الذي أصبح واقعاً في حياة كل طفل، بحيث أن أغلب أطفال اليوم يدمنون الجلوس أمام القنوات الفضائية وليس قنوات أطفال بل يجولون، لذلك نجد أن القنوات الفضائية الآن هي فعلاً خطر يهدد عقول الأطفال ويهدم طفولتهم البريئة التي يجب أن تكون بعيدة عن كل ماهو سلبي. الأستاذة آمنة محمد.. أستاذة علم النفس ترى أن الأسرة هي المرشد والرقيب للطفل بحيث أن الأب والأم هم أكثر إلتصاقاً بالطفل لذلك هذا الدور موكول بهم ، وعندما يجد الطفل ثغرة إهمال من الأسرة يدمن تلك القنوات التي هي بعيدة عن عالمه الصغير بكل ما تحمله من مواد سامة تشوه عقله الصغير وطفولته البريئة، لذلك نجد أن تلك القنوات الفضائية هي الآن التي تنشئ الطفل وليس الأسرة.