تبدأ مسيرة الالحان الغنائية السودانية بعمالقة الغناء والالحان في عصر الحقيبة مروراً بالاساطين من اصحاب المساهمة في عصر الغناء الوتري. ومن ضمن هؤلاء الاستاذ الملحن العبقري عبد الماجد خليفة الذي يؤسس وجوده داخل منظومة الغناء السوداني الطفرة اللحنية في عالم الكم والكيف.. وبل التنويع في عوالم الالحان وجملها التي ظلت واحدة من ضمن متلازمته في صناعة الالحان. منذ طفولته بمدينة ود مدني ظل عبد الماجد خليفة مهجساً بالالحان والغناء، فكان ترديد الغناء مع الفنانين من خلال الاذاعة واحداً من اهتماماته. وتنامي هذا الاهتمام حتي اوصله في عام 1972م للانتماء لمعهد الموسيقى والمسرح فتخرج فيه في عام 1971م من قسم الموسيقى. ولم يكن معهد الموسيقى والمسرح هو الموقع الاول الذي مارس فيه الموسيقى. بل كان احد الذين قاموا بتلحين عدد من الاغنيات لعدد من الفنانين في الفترة منذ عام 1964 وحتى عام دخوله معهد الموسيقى والمسرح، وفي هذا فقد عرف عنه خلال فترة الستينيات بانه احد المؤسسين لاتحاد الفنانين. ومثابرته في تطوير ذاته كانت السبب في ثقة ادارة الاذاعة السودانية في شخصه بتكليفه بمنصب نائب مدير ادارة الموسيقى بالاذاعة السودانية، وكذلك رئيس قسم التدوين الموسيقي عام 1983م. واختير خبيراً غنائياً موسيقياً للعمل باذاعة وادي النيل التابعة لاذاعة صوت العرب بالقاهرة، فقدم عدداً من البرامج عبر اثيرها وهي: «الوان من الغناء» «اغنيات على ضفاف النيل» «نغم خماسي». وذلك في الفترة منذ عام 1961م وحتي نهايات عام 1998م. في مجال إسهامه الفني الرئيس التلحين لحن لاكثر من خمسة وسبعين شاعراً بدءاً من جيل الكتابات الشعرية الاولى للغناء وهي فترة الحقيبة وحتي جيل الألفية الجديدة، وهم علي سبيل المثال خليل فرح، محمد بشير عتيق، مبارك المغربي، كباشي حسونة، ذو النون بشرى، الصادق الياس سعد الدين ابراهيم نعمان علي الله محجوب سراج، والشعراء العرب فاروق شوشة المصري. والصويغ بن جلوي السعودي. وتغنى بالحانه عدد مقدر من الفنانين كان على رأسهم صلاح بن البادية، صالح الضي، سيد خليفة، زيدان ابراهيم، ابو عركي البخيت، عبد المنعم الخالدي، مجذوب اونسة، سمية حسن ومنى الخير. وموسيقار عملاق مثله لا يمكن ان يكون بعيداً عن التأليف الموسيقي للمقطوعات فكان له عدد منها، وهي حوالى «22» مقطوعة موسيقية أبرزها «أفراح العاصمة، وجدان، أم بارونة، تأملات ايام عشناها، المحبة، ذكريات، فراق حبيب وعودة» وللموسيقار خليفة عدد من المشاركات الخارجية وهي: مهرجان الطفل الاردني الخامس عام 1999م فكان ان نال السودان ممثلاً في شخصه المركز الثالث زائدا وسام الاعلام الموسيقي من وزير الثقافة والاعلام المصري صفوت الشريف تقديرا لدوره وجهده في العمل باذاعة وادي النيل عام 1984م. ووسام العلم والاداب والفنون من الرئيس نميري عام1975م وعدد من الجوائز التقديرية من سمو الامير فيصل بن فهد بالمملكة العربية السعودية عام 1982م. وفي جزئية تقديم خبرته لطلاب العلم فقد ساهم بالتدريب لطلاب الموسيقى بجامعة السودان وكليتها المعروفة باسم كلية الموسيقى والدراما وكذلك جامعة جوبا كلية الموسيقى. واثناء فترة وجوده بالقاهرة ساهم بالعمل ممثلاً في مسلسل بلال بن رباح كممثل اول في دور رئيسي، وكذلك دور النجاشي ملك الحبشة في فيلم يحكي قصة حياته. وحاليا مازال الموسيقار عبد الماجد خليفة يقدم كل عون لطالبي العلم الموسيقي بوصفه احد المتخصصين فيها للشهادات العليا التي يحملها كدكتور موسيقي بعد ان نال هذه الدرجة في القاهرة في عام 1997م.