في هذا الزمان يصعب أن تتحقق الأحلام لكن في ولاية غرب دارفور وفي حاضرتها الجنينة هنالك صورة مغايرة هذه الأيام بعد أن صار حلم مطار الشهيد صبيرا الدولي واقعا معاشا بعد أن تم افتتاحه بصورة رسمية على يد النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح وفي معيته وفد عالي المستوى من الحكومه الاتحادية يتقدمهم وزير الدفاع ووزير الداخلية والصحة ورئيس السلطه الإقليمية لدارفور. ويقع مطار الشهيد صبيرا في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الجنينة على بعد 11كلم. ويعد المطار الأكبر من بين مطارات دارفور وأحدثها في منطقة غرب إفريقيا من حيث تجهيزات الملاحة الجوية والإضاءة المدرجية وبحكم استيفائه لكل المعايير الفنية من حيث أنظمة التشغيل والمواد الإرشادية فضلا عن تجهيزات الصالات والدفاع المدني، لذلك هو مؤهل أن يلعب دورا أساسيا في دعم السودان لأن يصبح محورا للنقل الجوي في إفريقيا. حشود كبيرة غطت أرض المطار جاءت منذ الصباح الباكر لتفتح أعينها أمام هذا الصرح العظيم تقدمتهم الفرق الشعبية بمختلف ألعابها والفرسان الذين يمتطون الخيول الأصيلة كانوا في منتهى الفرح عندما لوح لهم النائب الاول لرئيس الجمهورية معلناً افتتاح المطار، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا المطار عمل تنموي كبير، وأضا ف أن هذا المطار سيربط السودان بدول الجوار، مؤكدا أن هنالك مطارات دولية ستأتي تباعا في الضعين وزالنجي. وقال هذه المشاريع هي إشارات للسلام، وطالب بإسراع الخطى في مشاريع التنمية حتى نعوض ما فات في فترة الحرب. ودعا حملة السلاح من ابناء دارفور بالانضمام للسلام وأردف قائلا نمد أيادينا بيضاء لهم من اجل السلام، مشيرا في الوقت ذاته الى أن ولاية غرب دارفور اصبحت أنموذجا للتعايش والاستقرار. مدير عام شركة مطارات السودان المهندس محمد عبد العزيز أعلن اكتمال خطوات تمويل مطارالخرطوم الدولي الجديد. وقال هذا المشروع الرائد سيسهم في زيادة معدلات الحركة الجوية بالبلاد. وقال ان مطار الشهيد صبيرا حلقة جديدة تضاف الى شبكة المطارات السودانية. واضاف هذا المطار سيكون رأس الرمح للتنمية في الولاية من حيث دعم جميع الانشطة الانتاجية الاخرى، فضلا عما سيوفره من فرص العمل بطرق مباشرة او غير مباشرة وسيعمل على تنشيط مجمل النشاط الاقتصادي وجذب الاستثمارات خاصة في مجال الطيران. عدد من المواطنين الذين استطلعتهم الصحيفة أبدوا ارتياحهم لافتتاح هذا الصرح العظيم، وأعربوا عن أملهم ان ينعكس ذلك ايجابا على المنطقة التي تعيش غلاء فاحشا بسبب الترحيل، بينما طالب آخرون بضرورة مراجعة امر ارتفاع تذاكر الطيران حيث بلغت تذكرة الجنينةالخرطوم 1185جنيها، وفي ذات الاتجاه قدم رئيس اللجنة العليا نائب الوالي ابو القاسم الامين كلمة ضافية شكر فيها الشركات التي حولت هذا الحلم الى واقع معاش، وأردف ان مطار الشهيد صبيرا كان حلما يراود مواطني الولاية لكنه الآن اصبح منارة للمدينة، واضاف أن اسمه جاء ترسيخا لمعاني الشهادة وإعلاء لقيمها، وقدم شكره لأسرة الشهيد صبيرا التى كانت حاضرة، وأشار إلى انهم في حكومة الولاية يتطلعون الى موسم استثنائي لمشاريع في مجال الصحة والتعليم والمياه، وأكد ان الولاية تعيش أوضاعا امنية هادئة ومستقرة. واتفق معه والي الولاية حيدر قلوكما في هذا المنحى، وقال ان ولايته تشهد استقرارا كبيرا من النواحي الامنية بفضل تضافر الجهود بين الاجهزة الامنية وشركاء حكومة الولاية، واشار الى عودة اعداد كبيرة من اللاجئين في معسكرات اللجوء بشرق تشاد. اسرة الشهيد محمد أبكر صبيرا كانت حاضرة وقد تم تكريمها. ولد الشهيد بمدينة الجنينة وتخرج في جامعة الخرطوم كلية الهندة الميكانيكية، وماجستير جامعة مانشستر واستشهد في جنوب السودان عام 1994م.