كتبت من قبل مقالاً تحت هذا العنوان.. متى تعي هذه القبائل أوزارها ؟ وذلك حينما كان بأسنا علينا نحن البقارة شديدا ً.. وحينما أشتد وأستعر القتال بين قبائل البقارة في شرق دارفو ر وغرب كردفان. حرب تبدأ بين أهلنا الرزيقا ت والمسيرية الحُمر الفيارين لتتخذ من شقادي مقبرة لها.. ثم نصل لحلول وتوصيات ونحضن بعض.. ثم تبدأ أخرى بين المسيرية الحمر الفلايتة والزرق في ثلاثة خشوم بيوت.. ثم يضع مؤتمر الضعين حلاً يتراضى عليه الإخوة ويفر الميز بالتوصيات التي مازال بعضها عالقاً. ثم إننا نفاجأ بما هو أشد ّ ضراوةً وإختلافاً وموتاًً زؤاماً عندما نشبت الحرب التي بدأت في دائرة مغلقة ثم تنفرج وتنفجر بين أهلينا أولاد عمران والفلايتة بولاية غرب كردفان. مازلت مأخوذاً بالحيرة أن يقتتل أهلي المسيرية أولاد عمران والفلايته ممن يقطنون المرحال الشرقي وهم من عمروا وجملوا هذا المرحال وحفظوا أمنه وأمانه .. نعم انها الحرب اللعينة التي تتجاسر وتتطاول فوق التاريخ الاجتماعي الذي يربط بين هاتين القبيلتين .. والذي يستغرب له أيضاً محدثي وهو ناطق باسم أمارة المسيرة بالخرطوم محمد أحمد حمودة مستشار الشؤون السياسية لأمارة المسيرة بالخرطوم.. قال لي: والله أنا مستغرب حينما نشب الصراع الأول بين خشم بيت النواصحة في أهلنا أولاد عمران والزيود من الفلايتة، كانت هناك وساطة حيث توجه وسطاء من أبناء القبيلة بمختلف خشوم بيوتهم وقبائلهم لحل المشكل.. ثم أن هؤلاء كونوا آليتين من الشباب.. آلية تتكون من عشرة من أولاد عمران وثانية أيضاً تتكون من عشرة من الفلايتة.. ولكن يقول السيد حمودة.. مع ذلك يندلق القتال.. ثم يتساءل.. كيف كانت تعمل هاتان الآليتان؟ وأي عقل جمعي أستطاع أن يفلت من بين قراراتها؟ قلت: إن الحروب الاجتماعية ذات الثأرات لا تعترف بالأجاويد .. وذلك حينما لا تعي مثل هكذا قبائل أوزارها. وشخصياً أستبعد أن تكون وراء هذه الحرب دواعٍ وأيادٍ سياسية، وإلا لاستجاب المتقاتلون واحترموا سيادة الولاية وحرمة أرضها. لأن الذي وراءه سياسي يحترم قراره ويرفع إصبعه عن الزناد .. ولكن هذه الحرب التي أسأل الله أن يحقن فيها دماء من بقي من الرجال العقلاء.. هذه الحرب لا يستفيد من اتساع رقعتها وأكفانها إلا الآخرون .. واني إذْ أناشد الروابط الطلابية والاتحادات والكيانات الاجتماعية ومثقفي المسيرية حمر وزرق بالخرطوم، إنما أتساءل أين د ورهم هنا؟ وما هو الرابط الذي ظل مقطوعاً لا يصلهم بأهلهم؟ نعم مثلما يعمل بكل إخلاص بعض وجهاء القبيلة وأمراء وأعيان القبائل بغرب كردفان، نناشد نحن هنا في أمارة المسيرية بالخرطوم، الحكومة المركزية التدخل والانتشار السريع لتقوية حكومة ولاية غرب كردفان التي انكسرت شوكتها تحت أقدام المتقاتلين.