كانت تلك سانحة طيبة أن ألتقي كذلك بالسيد محمد أحمد حمودة مستشار الشؤون السياسية لأمير أمارة المسيرية بالخرطوم.. ولما لم يمض سوى أسبوع على النزاع المؤسف الذي كانت ساحته ولاية غرب كردفان بين أهلينا أولاد عمران فرعية النواصحة والفلايتة فرعية الزيود. كنتُ ومازالت لدي قناعة راسخة ذلك بأن الصراعات والنزاعات التي تأخذ طابعاً عنيفاً ودموياً، تكون في لحظة تجاوزتْ فيها أعرافها وتقاليدها ومثلها وقيمها.. تلك القيم التي تميز مجتمعاً عن آخر. كانت تلك هي الفرضية التي انطلق منها الأخ المستشار حمودة وهو يجادلني ويرد على أسئلتي بهدوء على مجمل قضايا متفرعة. قال حمودة: إن معظم الصراعات تحاول أن تجد لها أرضاً خصبةً في ولاية غرب كردفان لأسباب كثيرة لا أجد داعياً لذكرها درءاً لمخاطر كثيرة، ونحن في الإدارة الأهلية معنيون بفض مثل هكذا نزاعات. ولكني والقول للسيد حمودة إذا كنت سأجيبك يا قور على سؤالك حول كون البعض أصبح ينظر إلى ولاية غرب كردفان على أنها الولاية التي انهارت فيها القيم والتقاليد، لا أجد سنداً لذلك . حيث مازال مجتمع ولاية غرب كردفان بتنوعه الثقافي وتعدده العرقي واختلاف لهجاته وسحناته، مازال يحافظ على أعرافه وخلقه وقيمه.. وأن هذا التنوع هو مصدر قوة لنا في غرب كردفان ومنعة .. لذلك لا تجد أي تأثير سالب كما افترضتَ أنتَ.. لم أجد تأثيراً سالباً لهذا التنوع والتعدد على الخطابين السياسي والأهلي .. فقط تحتاج الإدارة الأهلية إلى تفعيل القوانين التي تجعلها أكثر قوةً ومنعةً. نعم هناك صراعات تأخذ طابعاً عنيفاً مثل ما جرى وذكر في المقدمة ولكن وا لحديث للسيد حمودة مستشار إمارة المسيرية للشؤون السياسية ولكن الظفر لا يخرج من الأصبع. الأخ حمودة أشاد بالجهد الضخم الذي قام به الأعيان ورجال الإدارة الأهلية والسلطات بالولاية من احتواء الموقف.. كما أشاد بوفد الخرطوم من أبناء المنطقة الذين غادروا إلى غرب كردفان للإصلاح بين الأخوين المتنازعين. في ختامه قال السيد المستشار حمودة: نسأل الله الشفاء العاجل للسيد رئيس الجمهورية ليقف على أحوال أهله بغرب كردفان .. كما لم يفت عليه شكر السيد والي ولاية غرب كردفان على تذليل الصعاب وسرعة الاتصالات بالمناطق المختلفة وحماية وتوفير الأمن. ملاحظة: يذكر أن الصراع الدموي وقع في منطقة «الورل» جهات الدبب.. حول أرض يتفق الكثيرون على أنها أرض مشتركة بين أولاد عمران والفلايتة من المسيرية الحمر.. غير أن اختلافاً حول أيلولة آلية للمياه الجوفية كانت سبب النزاع حسب ما توفر لدي من معلومات من مكتب اتحاد المسيرية بالخرطوم.