أكملت دولة جنوب السودان إقامة معسكر تدريبي عسكري لقوات تحالف الجبهة الثورية الذي يضم قطاع الشمال وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، وأوفدت جوبا في الوقت نفسه خبراء عسكريين للمعسكر الواقع بمنطقة «وارجوك» على الضفة الغربية للنيل الأبيض، وقال مصدر استخباري بقوات اللواء جونسون الونج ل«الإنتباهة» أمس إن الحركة الشعبية أكملت التجهيزات اللازمة لاستقبال جنود التحالف لتدريبهم، وقطع بحضور خبراء عسكريين من قاعدة «بلفام» لإدارة المعسكر، مؤكدًا أن تيماً لجهاز الاستخبارات بقوات اللواء ألونج شاهد عمليات نصب ل«درقات» للتدريب على إطلاق النار وإقامة أبراج مراقبة على جوانب المعسكر، فيما قال مصدر جنوبي بأعالي النيل إن قوة من حركة العدل والمساواة حطّت بأرض المعسكر أمس بكامل عتادها الحربي، وتناقلت في السياق ذاته في الأواسط الجنوبية معلومات عن خلافات عنيفة بين الرئيس سلفا كير وقيادات بالحركة بشأن التطبيع الكامل مع الخرطوم والتعاون مع الحركات المسلحة، فبينما وقف نائبه مشار على خط التطبيع بقوة رأت قيادات رفيعة في نظام جوبا المضي قدماً في دعم قطاع الشمال والحركات المسلحة والاهتمام بالتحالف الجديد لإزالة النظام في السودان واستبداله بأبناء الحركة من الشماليين كعقار والحلو وعرمان. في غضون ذلك نفت القوات المسلحة بشدة مزاعم دولة الجنوب بتقديم مدفعية لمساندة هجوم عبر الحدود شنه «مرتزقة» على حد قولهم في ولاية أعالي النيل، وأكد أن الاتهام مردود ومحض افتراء وليست له أية أدلة أو شواهد يستند إليها. وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريح ل «الإنتباهة» أمس، إن القوات المسلحة لا علاقة لها بما يجري في الجنوب من تمرد، واعتبر ذلك مسألة داخلية تخص دولة الجنوب، وقال: «لا نساند أي متمردين في الجنوب»، وأضاف أن أي دعم لن يعود بأية فائدة على السودان، وزاد: «ليس بيننا وبين دولة الجنوب حرب حتى نقوم بتقديم دعم ضدها»، مؤكداً التزام القوات المسلحة باتفاق الترتيبات الأمنية الخاصة بالشريط الحدودي بين الدولتين. وكان المتحدث باسم حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين قد قال ل «رويترز» في اتصال هاتفي: «هؤلاء مرتزقة تدربهم الخرطوم وتسلحهم، حيث تأتي هذه المليشيات وتساندها الخرطوم بالمدفعية». وأشار إلى أنهم عبروا الحدود، ودعا الأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق. وفي سياق آخر نفى الصوارمي اتهام المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أقوير الذي اتهم الجيش السوداني بمساندة مهاجمين على منطقة كويك بولاية أعالي النيل قبل الانسحاب عبر الحدود. وأضاف أقوير أن دبابتين تابعتين للجيش السوداني ساندتا الهجوم. من ناحية ثانية أكدت حكومة جنوب السودان أنها ستدفع باتجاه السلام مع الخرطوم والحيلولة دون وقوع الحرب «بأي ثمن» عبر اتباع المفاوضات للتوصل إلى تسوية للقضايا العالقة بين البلدين. وقال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، للصحافيين بجوبا أمس: «ليس لدينا سوى خطة وحيدة ولا بديل عنها وهي السلام ومنع الحرب. وأضاف نعتقد أن البلدين ينبغي أن يحافظ على السلام وعلى درجة جيدة من التعاون». وقال إن جوبا مستعدة لتقديم مليارات الدولارات للخرطوم لمساعدتها في أزمتها الاقتصادية إذا تخلت عن مطالبتها بمنطقة أبيي. وأضاف أموم «بل نحن مستعدون لمساعدة السودان وإعطائه مليارات الدولارات». وقال نحن مستعدون أن نشاطرهم رغم فقرنا، لما فيه مصلحة السلام. وقال أموم إن حكومة جوبا ستقدم خطتها حول تقاسم عائدات النفط وحول خمس نقاط حدودية متنازع عليها، وحول منطقة أبيي، والمساعدات الأمنية والمالية، إلى فريق وساطة من الاتحاد الإفريقي يتزعمه الرئيس الجنوب إفريقي السابق ثامبو أمبيكي الأحد المقبل.