نادى السيد المدير على يوسف أفندي كاتم أسراره، وقال له يا خوي من بكرة عايزك تسجل مقاولات باسم ابن أختنا عشان عايزنو يلحق العطاء بتاع البرجين، فرد سريعاً يوسف أفندي بابتسامته الماكرة: + جداً اعتبر الموضوع ده منتهي وابن أختك اعتبره خلاص بقى بتاع شركة مقاولات. أنا ما عارفك زول حربي وبعدين الشغلانة بعد ما تنتهي طبعاً حنديك أتعابك بس المشكلة ما في تكوين الشركة نحن طبعاً عايزين شركة استشارية كبيرة نعمل معها العقد من الباطن عشان هي الحتنفذ مشروع البرجين. + ولا يهمك يا سعادتك الشركة موجودة وأنا قبل كده كنت فاتح معاهم خط لكن المشروع زي ما إنت عارف اتلغى. المهم نحن عايزين شركة ناسها مفتحين وبتاعين بزنس وبس وبيعرفوا يحفظوا الأسرار كويس لا نو نحن ما عايزين الحكاية دي تتسرب للشارع وبعدين بكرة نلقاها كمان وصلت الجرايد. + ولا يهمك يا سعادتك الناس ديل لو قلت ليهم أبنوا لي مستوطنة إسرائيلية يبنوها ليك، ديل ما عندهم قشه مرة مستعدين يخشوا أي مشروع بجيب قروش وهم ناس بطنهم غريقة ما عندهم حاجة بتسرب. خلاص من بكرة إن شاء الله أنت حتبدأ في إجراءات تسجيل شركة ابن اختنا وبعدها عايزين تقعد مع الإدارة الهندسية عشان تصعبوا شروط العطاء . + تصعيب الشروط دي مسأة سهلة والباشمهندس بتاعنا متخصص في وضع الشروط التعجيزية. وبعد أيام قليلة استلم ابن أخت السيد المدير شهادة تسجيل الشركة بعد أن أستوفى كل الشروط المطلوبة من مقر وآليات مؤجرة ودفع الرسوم والضرائب والزكاة، كما قام السيد يوسف بإكمال الاتفاق مع شركة ابن أخت المدير والشركة الإستشارية الكبرى لتنفيذ العمل من الباطن، وعندما قص المدير العام شريط وضع الأساس لمشروع البرجين عاد إلى مكتبه مبتسماً وقال ليوسف أفندي: عايزك بعد ما يصرف ابن أختنا القسط الأول للتنفيذ تخصموا منو مبلغاً لشراء عربية بوكس دبل كابينة وتكتبوا فيها اسم المشروع ودي حتكون مع ابن أختنا للمتابعة. + جداً من بكرة اعتبر الموضوع ده منتهي الليلة حنسلم الشركة الإستشارية المبلغ ناقص قيمة عربة البوكس. أيو كده. ما عارفك بتعرفها طايرة. وبعد عام من التنفيذ تسربت أحاديث لإحدى الصحف أن هناك تلاعباً في مواصفات تنفيذ البرجين. فنادى السيد المدير أبو جضوم مدير الشركة الإستشارية وعيناه كالجمر من الغضب وقال له: أسمع نحن اتفقنا معاك عشان تتلاعب بالمواصفات؟ + أسمع بالواضح إنتو عايزين تكسبوا من المشروع دهب ودي ما ممكن تتم لو ما حصل على الأقل شوية زوقة في المواصفات. يا أخي ما بتحتاج تتلاعب في المواصفات كل ما في الأمر كان تلتزم بدقة بكل الشروط وتخلي جزءا كبيرا من الطابق الأعلى ما مشطب ونحن بعد داك بنستلم منك وقادرين نتعامل مع الوضع، تقوم تطمع وتتلاعب في مواصفات السيخ والأسمنت عايز العمارة تقع وتودينا في داهية كلنا. هنا يتدخل يوسف أفندي ويوجه حديثه للمدير العام قائلاً: التسريب الحصل ده ممكن يتعالج نحن نعمل إعلانات تحريرية في الصحف وننظم زيارة لبعض الصحافيين للموقع وبعد داك الصورة بتستعدل. ويرد المدير العام قائلاً: والله فكرة كويسة البرجين شكلهم ما بوحي أنو في مخالفات فنية كبيرة والمنظر بتاعهم بديع جداً سراميك وكندشة ومصاعد حديثة والتسريب أنا مستغرب جاء من وين يكون من مكاتبنا؟ ويرد يوسف أفندي سريعاً: أبداً يا سعادتك التسريب ده طلع من مهندسين من الشركة الإستشارية وهنا يتدخل مدير الإستشارية قائلاً: أنا عملت تحقيق وعرفت المهندس لكن ما بنقدر نرفتو عشان ما تصعد المشكلة وبنحاول أحتواءه أو على الأقل تحييدو لحد ما تنتهي الحكاية بسلام لكن المهم أنو ما في خطورة على البرجين رغم مخالفة المواصفات ونحن عندنا تجارب كتيرة هسه عندنا برج فيه نقص في المواصفات يقدر 30% ورغم مرور عشر سنوات هسة ما حصلت حاجة لأنو التنفيذ بتاعنا فيه معالجات فنية معقدة بنعلمها عشان نسد بيها النقص في المواصفات وعشان كده أنا عايزكم ما تشيلو هم في حكاية أنو الأبراج دي يمكن تقع. وهنا يرد عليه المدير العام قائلاً: يا خوي ما في حاجة مضمونة وبعدين نحن هسه ما في حكاية وقوع البرجين نحن في حكاية التسريب النشرتو الجريدة. ويرد يوسف أفندي قائلاً: نحن عايزين ناس الشركة الإستشارية يظبطوا البرجين عشان نجهز لاحتفال ضخم ونعمل ليه تغطية صحفية كبيرة وإعلانات في بعض القنوات الفضائية وبعدين نحن نكلم ناس الإدارة الفنية يغيروا في الخرط عشان لو في تحقيق حكومي ما يلقوا في مخالفات تذكر. وهنا يضحك المدير العام ويقول: على الطلاق يا يوسف أفندي التقول إنو أبليس متعاقد معاك متعهد أفكار. علي الطلاق أنا حاضاعف ليك العمولة بتاعتك بس كيف نتخارج من المحنة دي، ويبتسم يوسف أفندي بخبث ويقول للمدير العام: أيدك يا سعادتك على عربون عاجل عشان نبدأ الشغل وبعد داك نشوف حكاية الكومشن بتاعنا ثم ينظر لمدير الإستشارية ويقول طبعاً الكلام ده بخصك برضو لو عايز تخرجوا من الموضوع ده زي الشعرة من العجين.