يصاب الصائم خلال شهر الصيام بالعديد من الأعراض الباطنية المزعجة مثل الانتفاخ، الغازات، الحرقان، بالاضافة للإمساك، وتنجم معظم هذه الاعراض عن سوء فهم حاجة الجسد خلال الصيام للمواد الغذائية، بالاضافة لذلك الارتباط بمجموعة من العادات الاجتماعية والعائلية غير الصحية، بل تكون زائدة عن حاجة الجسد، والصائم في رمضان يتناول كمية أكبر من الوحدات الحرارية، وذلك باستهلاك كمية أكبر من الطعام الغنيّ باللحوم والدهنيات والحلويات والمقالي، الأمر الذى اصبح من ضروريات الموائد الرمضانية، غير أن الصائم بحاجة إلى وحدات حرارية أقل في شهر رمضان، اذ أن الجسم يخفّض معدل الحرقان الإجمالي Metabolism كوسيلة للتأقلم على الصيام، وذلك يؤدي إلى حاجة أقل من الطاقة خاصة ان بعض الصائمين ينامون ساعات طويلة خلال النهارأو لا يقومون إلا بالنشاطات الجسدية الضرورية. ويصحح علماء التغذية مفهوم تقلصات المعدة، حيث يفسرها البعض بمعنى ان المعدة فارغة وتعنى الشعور بالجوع أو الحاجة إلى الطاقة، واكدوا ان ذلك غير صحيح، فالجسم البشري قادر على تلبية حاجات الأعضاء وخاصة الدماغ بالسكر لمدة أيام عديدة من الصيام التام. وذلك عبر استعمال المخزون السكري في الكبد، وكذلك المخزون الدهني المنتشر في الجسم كله، واوضحوا أنّ تقلصات المعدة حين تكون فارغة هي تذكير بالوجبة القادمة المعتادة، وليست تعبيراً عن حاجة الجسد للطاقة أو الطعام. ولذلك تخفّ هذه التقلصات قبل وقت الغداء المعتاد لأنّ الجسم يتعلم بعد أيام قليلة من رمضان، أن الوجبة الأساسية هي في آخر النهار وليست في منتصفه، والصائم فى رمضان يشعر ببعض الاعراض مثل الانتفاخ والغازات وسوء الهضم ويقف امام كيفية علاجها او التخلص منها، وقد اوضح علماء التغذية واطباء الباطنية ان حجم وجبة الافطار الزائد يسبّب تمططاً في عضلات المعدة وتوسعاً إلى حجم أكبر من العادة، لذلك يجب ان تكون وجبة الإفطار بحجم وجبة الغداء أو العشاء، لا بحجم الوجبتين مجتمعتين، واضافوا أن عادة الأكل بسرعة تؤدّي الى ابتلاع كمية أكبر من الهواء الذي يوسع المعدة مجدداً، فنضطرّ إلى التخلص من الهواء الزائد عبر الفم ، واضافوا أن عادة شرب السوائل مع الطعام عادة سيئة حيث يجب شرب كوب واحد فقط من السوائل خلال الوجبة، لأن تناول السوائل يزيد حجم المعدة مما يسبب النفخة، كما أنها تخفف من قوة الحامض والأنزيمات المعدية الأساسيّة للهضم، غير ان الكثيرين اصبحوا يتناولون بعض المشروبات الغازية فمضارها عديدة واوضحها علماء التغذية فى حديثهم عنها قائلين إن الغازات تعمل على توسع المعدة، كما انها تحتوى على مادة الكافيين الذي يدر البول ويتسبب بخسارة السوائل، والحوامض مثل السيتريك والفوسفوريك التي تمنع امتصاص الكالسيوم، واضافوا ان الدراسات أظهرت أنّ كمية الطعام المتناول تزيد عند شرب المشروبات الغازية التى بدورها تحدث زيادة فى البنية الجسمانية مما يجعل بعض الناس يتناولون وجبات صغيرة بين الإفطار والسحور، لذا يحدث لهم سوء في الهضم ونفخة. ويكون الجهاز الهضمي بحاجة الى «4 8» ساعات كي يتخلص من وجبة الإفطار قبل التحضير لوجبة السحور، وعليه أن يكتفي فى هذه الحالة بالسوائل والفواكه بين الإفطار والسحور كي يتجنب التلبكات المعدية والهضمية، واوضح اطباء الباطنية ان الاصابة بالحرقان والغثيان تحدث بسبب تناول كمية زائدة من الطعام التى تضخم حجم المعدة مما يؤدي إلى ارتخاء العضل الذي يفصل المريء عن المعدة، وعند ذلك يبدأ صعود العصارة المعدية إلى المريء، مما يؤدي إلى الإحساس بالحرقة الصدرية والمرارة في الفم والغثيان، ولعلاج هذه الحالة يفضّل تجنّب تناول المواد المشبعة بالدهون والكافيين والحوامض التي تزيد من كسل هذا العضل. ولا ضرر من تناول الأدوية المخفّفة للأسيد عند الضرورة. وفى حديث علماء التغذية عن التغذية فى رمضان اوضحو أن الإمساك ينتج عن أسباب عديدة منها النقص في السوائل، وتغيّر نظام ونوعيّة الطعام، وقلّة أو كثرة النوم، واوضحوا انه لتجنب الإمساك عند الصائم الاعتماد على تناول الخضار «كالسلطة أو الفتوش» والحساء كأساس للوجبة، كما علي الصائم أن يقلل من تناول اللحوم والنشويات الخالية من الألياف، وأن يتناول كمية كافية من السوائل بين الإفطار والسحور، ولا يضرّ أبداً استعمال مليّن في رمضان مثل كوب حساء يتم تناوله عند الإفطار. أما الفاكهة المجففة مثل التين والخوخ والمشمش فهي غنية بالألياف وتساعد في تجنب الإمساك، واوضح علماء التغذية ان التعب خلال شهر رمضان ليس سببه أبداً حاجة الجسم إلى الطاقة أو الطعام. إنمّا سببه قلّة النوم، وإدمان الكافيين والسيجار، فالإرهاق يكون أيضاً بسبب الوجبات الغنية والسهر الطويل.