عجبت للأخ الباشمهندس الطيب مصطفى وهو يدلق مقالاً على مساحة عموده زفرات حرّى يوم الأربعاء 12/5 تحت عنوان: «صلاح قوش» معترضاً على دفاعي عن الفريق أول صلاح قوش مدافعاً عن الأستاذ عبد المحمود الكرنكي لانتقادنا له على ما كتب في حق الأخ صلاح بصحيفة ألوان الغرّاء قال فيه ما قال متهكماً وساخراً، فلم يكتفِ الأخ الطيب بحديث الكرنكي ولكنه أعاد نشر المقال كاملاً في صحيفة الإنتباهة الواسعة الانتشار معجباً بما جاء فيه من هجوم وتهكُّم ونقد وكراهية. مصدر عجبي أن مقال الأخ الطيب جاء معظمه دفاعاً عن الأستاذ الكرنكي مبرئاً له عن ما جاء في مقاله واصفاً ما كتبت بأنها عبارات مبتذلة وغير ذلك من همز ولمز، فلحق رأس سوطه أسرتي وأهلي وصحبي وسلوكي. وكنت أتوقع من الأخ الطيب أن يكون بيننا التناصح فما ورد في مقالي إشارة لم أذكر فيها اسماً ولم أكن أتوقع منه أن يقول فينا ما لم نقله، فقد انطبق عليه عنوان مقالنا: «إنهم يسلقونك بألسنة حداد» وصفني الأخ الطيب بأنني المتيّم بحب الرجل الحافظ لأفضاله. وأقول لك أخي الطيب، نعم، إنني متيّم بحبه وحافظ لأفضاله على الوطن وعلى أهلي وأهل دائرته بقدر ما أنا متيم بحب كل من له فضل على هذا الوطن وكل من ضحى بدمه واستشهد في سبيل الأرض والعرض فكانت اتكاءة محارب وفاءً لحبي لهم. ومتيّم بحب هويتي وعقيدتي وخرجت أكتب وأدافع عنها. ومتيم بحب قادتي وزعماء أمتي متى كانوا صادقين عفيفين أطهاراً. فهل تعيب عليّ ذلك؟! ولكن لماذا أنت متيّم بحب الكرنكي وما هي فضائله التي تحفظها له، وخطه معاكس لخطك وفكره مناهض لفكرك؟ { أعدت قراءة مقالي الذي وصف الأخ الطيب مصطفى عباراته بأنها متبذلة في حق الكرنكي، أعدت قراءته عدة مرات أبحث عن تلك العبارات المبتذلة التي وردت فيه فلم أجد ما كان مبتذلاً وأرجو أن يناصحني القراء إن كانوا قد لاحظوا ابتذالاً في عباراتي ، فقد أدبتنا القوات المسلحة عفة في اللسان وسماحة في الأدب إلا من كان يستحق غير ذلك. أحبائي المتيّم بحبكم، قرائي الكرام، ما كنت أود تناول هذا الموضوع من أساسه وفاءً لكثير من القرّاء الذين اتصلوا مطالبين بأن لا أعقِّب وبعض من أهل المنبر الذين طلبوا أن لا أعقب فما جمعنا في المنبر فكر وأدب وهوية ندافع عنها وعقيدة نحميها. وكثير من أسرة صحيفة الإنتباهة طلبوا مني أن لا أعقِّب لقناعات لديهم وفهم احترمه وأقدِّره وأنحني له. وكثير من الأهل اتصلوا مندهشين مستغربين لما كتبه الأخ الطيب في حقنا مطالبين بأن لا أراد. ولكنني لم أستطع فقد تعدى القول شخصي الضعيف. وأقول لكل هؤلاء الإخوة وأولئك المشفقين إن الأمر أعدُّه ظاهرة صحية وممارسة لحرية الرأي نأمل أن تكون بعيدة عن الغرض وإن لم نتجادل ونكشف ما في السرائر فلن ينعدل الحال وهذا ما قلت في مقالي الأسبق عن ما حدث بين الدكتور نافع والفريق أول صلاح على الهواء الطلق قلته عنه «إنني أرى فيه ظاهرة صحية تحسب للنظام» وكان ذلك قبل إقالة الفريق أول صلاح الذي لا يعرف أسبابها ولا يعرف الشعب السوداني أسبابها حتى الآن، ولكن الأخ الطيب يعرف فقد قال في نهاية مقاله بعد أن سلقني بقلم حاد ووصفني بأنني لا أعلم شيئاً قال الآتي: «أما صلاح فنقول له أخطأت إن أخطأ ليس من منطلقات قبلية ولا جهوية لكنها منطلقات أكبر وأسمى وأرفع، فكيف إذا كان خطؤه خطيئة في حق من وثقوا فيه وأكرموه وقلّدوه أرفع المناصب ولا أزيد؟!» انتهى حديث الأخ الطيب. ونقول للأخ الطيب هل هذه الخطيئة تعرفها أنت والأستاذ الكرنكي فقط؟ ولماذا لا يعرفها باقي الناس حتى يكونوا على بيِّنة من الأمر وحتى لا يكون الأمر متداولاً بين الشيوخ محظوراً على الناس؟! كتب الاستاذ الكرنكي أمس الأحد مقالاً مطولاً يشتمني فيه ويقول إنني أسيء للصحفيين وأقوم بالوصاية عليهم وفي مقالي موضوع الحديث لم يأت ذكر لصحفي أو حديث عن الصحافة والصحفيين فأيقنت أن الرجل مفلس في فكره وفي قلمه ومتخلف في فهمه ولا يستحق الرد عليه فمعركته في غير معترك. أخي القارئ الكريم، بالرغم من أن هناك الكثير الذي ورد في مقال الأخ الطيب يستحق التعقيب ولكنني أكتفي بهذه الملاحظات وأعدك بأنني لن أعود للكتابة فيه.