في شهر رمضان الكريم يمتنع الصائم عن تناول المشروبات والمأكولات طيلة فترة النهار مما يعرضه لأشياء عدة منها الجفاف بسبب عدم تناول السوائل غير أن الشعور بالجوع هو أكثر ظهوراً كما أن هذا الشعور يظهر بصورة أكبر قبيل لحظة الإفطار. ويذكر الأطباء أن تفسير ذلك يكمن في إفراز المعدة للعصارة الهاضمة والذي يزداد باستنشاق الروائح الغذائية لتجهز المعدة لعملها مما يجعل الصائم في حالة مزعجة لتناول المأكولات التي توضع على المائدة ونتيجة الأكل بشراهة وبكميات كبيرة حيث لا يستطيع وضع كنترول على الكمية والنوعية التي يتناولها مما يسبب له التخمة وعسر الهضم الذي يستخدم له بعض المشروبات الغازية ظناً من البعض بيسر ذلك غير أنها تعمل على عكس ذلك مسببة عسر هضم والذي يظهر في الفتور والتعب الذي يجعل المسرف في تناول الأطعمة غير قادرة على الحركة، كما أن الإسراف في تناول الأغذية بكميات كبيرة إذا حدث عسر هضم يلحق بالشخص أيضا بعض العادات غير اللائقة مثل التجشؤ الذي يخرج برائحة الأطعمة من الفم والتي تحدث ضيقا للآخرين، كما أن هنالك كثيرين ممن اعتادوا على البصاق المصاحب للصوم وهذا ليست له أية علاقة بالصوم ولا صحة البطن أو الفم الأمر الذي اكده ل «الإنتباهة» استشاري الباطنية د. عثمان قنديل في حواره عن الصحة ورمضان فإلى مضابط الحوار: يحدث قبل الإفطار بقليل شعور بالجوع فما السبب؟ = تفرز المعدة عصارة هضمية استعداداً لهضم الطعام عند تعرض الصائم لروائح الأطعمة حيث تثير تلك الروائح الجهاز الهضمي استعداداً لتناول الأطعمة، وهذه العملية تجعل الصائم في وضع الشراهة لتناول كل الأطعمة ولكن يجب على الصائم إدراك ذلك وتناول القليل من الأطعمة والابتعاد عن الإكثار في الأكل ومراعاة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والقاعدة السليمة هي الإقلاع عن الطعام بحيث لا تزال هنالك رغبة في الأكل. هل من كمية محدودة يتناولها الصائم من المأكولات لحظة الإفطار؟ = لا.. ليس هنالك تحديد، فالأمر متروك لتقدير الشخص نفسه. وقد قال رسولنا الكريم: (ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) وعليه ان يقدر.. لكن لحظة الإفطار تجد الكثيرين يتدافعون على المشروبات الباردة ويكثرون منها؟ = سبب التدافع الزائد على العصائر الباردة هو ان الماء المثلج لا يذهب الظمأ بل يجعل الإنسان يكثر من الشراب ويحدث بالتالي انتفاخ في البطن ويتبعه ضيق في التنفس لذا يجب التقليل منها، الأصح عدم تناولها عالية البرودة. هل يسبب تناول السوائل الباردة أعراض أخرى؟ = الإكثار من تناول السوائل الباردة يسبب التواء بالمعدة كما انه يحدث التهاب بالحلق. وماذا عن تناول المواد الدهنية؟ = تناول المأكولات الدهنية يسبب عسر الهضم لذا فهي ليست محببة. فما السبب؟ = السبب أن الخمول والفتور الذي يحدث بعد الإفطار لدى معظم الصائمين يصابون بحالة من الانتفاخ أو سوء هضم مما يجعلهم يستلقون على الأسرة لوقت طويل، ويعطل ذلك حياتهم لفترة طويلة من الزمن «من صلاة المغرب الى صلاة التراويح». هل من قاعدة للأكل في رمضان؟ = القاعدة السليمة لتناول طعام الإفطار هي ان يحلل الصائم الإفطار بماء او رطب (بلح) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ويعني ذلك تناول كمية قليلة من الماء والبلح وبعدها يستحسن تناول اشياء دافئة مثل شوربة الخضار او غيرها، وقد كان أهلنا في الماضي يستعملون ماء البليلة ويضعون المديدة حيث ان المشروب الدافئ مفيد للجهاز الهضمي للصائم ويجب ان يتناول الصائم بعده مأكولات دافئة وطرية فهي سهلة الهضم مثل العصيدة. هنالك من يستخدم مشروبات غازية للهضم، هل هذا صحيح؟ = استخدام المشروبات الغازية لا تجدي فهي لا تساعد في هضم الأطعمة بل تزيد من سوء الهضم والقاعدة السليمة هي عدم الإكثار من المأكولات والمشروبات فليس هنالك عقاقير او أدوية تساعد في تيسير عملية الهضم. هنالك ظواهر اجتماعية مصاحبة لدى بعض الصائمين مثل الإكثار من البصاق فما سبب ذلك: = البصاق من الظواهر الاجتماعية المصاحبة للصوم لدى البعض وهي عادة سيئة ومضرة اجتماعيا خاصة عند استخدامها في الأماكن المكتظة او عند الصلاة بالمساجد مثلا عند صلاة الجمعة وهي لا علاقة لها بالصوم، ومن الظواهر الاجتماعية غير اللائقة ايضا ظاهرة التجشؤ «التدشي» فالأولى ليس لها سبب صحي والثانية سببها هو الإكثار من تناول المأكولات الذي يحتوي على كميات كبيرة من التوابل حيث تساعد على توالد الغازات بالجهاز الهضمي سواء كانت بالجهاز الهضمي العلوي او السفلي وتزداد هذه الغازات بالبطن مع ازدياد كمية المأكولات والتي غالباً ما تخرج عن طريق الفم في شكل «تجشؤ» فالعمليتان ناتجتان من تخمير الطعام أثناء عملية الهضم فيخرج بالفم ومعه رائحة الطعام. كيف للصائم منعها في رمضان؟ = المأكولات المحسنة بالتدبيل تسهم في عملية التخمير فتقليلها يقلل من عملية التجشؤ ويمنع ظهورها عند ممارسة الرياضة بعد الإفطار خاصة العبادات المصاحبة للصيام «التراويح» لا يحدث التجشؤ. ماهي الطريقة المثلى للأكل؟ = في العادي يجب تناول المأكولات بطريقة متوازنة لكن في رمضان هنالك بعض الإرشادات الطبية التي يجب ان يتبعها الصائم وهي ذات علاقة وثيقة بطبيعة عمل الجهاز الهضمي؟ إذاً ما هي تلك الإرشادات؟ = الابتعاد عن الإكثار في تناول المشروبات والمأكولات خاصة الغنية بالمواد الدهنية والتوابل والمحدقات لانها تتسبب في عسر الهضم وتسبب الخمول. ماهي الأمراض التي لا يمكن معها الصوم؟ = تقرير عدم الصيام للمريض هو امر متروك للطبيب المعالج لكن هنالك حالات لا يصح معه الصيام مثل الاصابة بالفشل الكلوي او فقر الدم او الإصابة بالسكر الذي يعتمد في علاجه على الاونسولين وايضا أصحاب الغدد النشطة ومرضى ارتفاع ضغط الدم الذي تصحبه مضاعفات ويرجع كل ذلك لتقرير الطبيب المعالج وحالة المريض وقد ذكر سبحانه وتعالى (ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر). وذكر أيضا (إن تصوموا خير لكم). نصح أخير: ننصح الذين يعملون في ظروف صعبة تحت «الهجير» والأعمال التي تعرض الانسان فقدان السوائل عن طريق العرق يجب مراعاة حالاتهم الصحية بالتقليل من الجهد المبذول حتى لا تتأثر الكلى بالجفاف الحاد والعطش وفقدان السوائل لأن الكلى هي اكثر الأعضاء تأثرا بالجفاف والعطش.