في هذه المساحة وقبل شهر تقريباً كتبنا عن مطار الشهيد صبيرة الدولي الذي افتتح على يد النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق اول بكري حسن صالح، وتسابق الحضور في التغزل والمدح في هذا المطار الذي يعد الاكبر في ولايات دارفور واحدثها في منطقة غرب افريقيا، من حيث تجهيزات الملاحة الجوية والاضاءة المدرجية وبحكم استيفائه لكل المعايير الفنية من حيث انظمة التشغيل والمواد الارشادية، فضلاً عن تجهيزات الصالات والدفاع المدني بينما وصفه بعض المتحدثين بان حلم مطار الشهيد صبيرة قد تحقق في زمن يصعب فيه ان تتحقق الاحلام، ولكن ورغم كل ذلك المدح ومع اول مطرة للخريف تبدد هذا الحلم وصار ادراج الرياح مع الأهوية والامطار التي اصابت مدينة الجنينة في مستهل هذا الشهر، حيث تفاجأ مواطنو الجنينة بان حلمهم الذي طال انتظاره بدأت تتساقط أجزاؤه بعد اقل من شهر من افتتاحه، وتحركوا زرافات ووحدانا للتأكد من ذلك الحدث بام اعينهم، وكانت بطبيعة الحال تصحبهم كاميرات هواتفهم الذكية وتبودلت الصور وانتشرت اسرع ما يكون كانتشار النار في الهشيم، وكانت «الإنتباهة» بينهم ووقفت على حجم الضرر الذي لحق بالمطار رغم المحاولات المضنية من بعض القائمين على امر الطيران باخفاء الاثار في وقت لاذوا فيه بالصمت من هول الحدث، بينما سارع وزير التخطيط العمراني ونائب الوالي ابوالقاسم الامين بركة للوقوف على ما حدث وقال في تصريحات صحفية نقلتها قناة الشروق، ان اجزاءً من الزجاج في واجهة صالة المغادرة تهشمت بسبب الرياح والامطار التي شهدتها المنطقة، الامر الذي دعا حكومة الولاية للتحرك الفوري للوقوف على حجم الاضرار واضاف ان حكومة الولاية اجرت اتصالات مع شركة مطارات السودان، من اجل الوقوف ميدانياً والتحقيق لتقييم حجم الضرر وترميم ماتم تدميره، ونبه بركة ان حكومته لم تكن طرفاً في العقود القومية تجاه تنفيذ المطار لكنها تعمل على متابعة تلك المشروعات والتنسيق مع جهات الاختصاص، بينما قال مدير شركة المطارات الولائية عبد المحمود عمر في تصريحات صحفية، قال ان الاضرار التي لحقت بمطار الشهيد صبيرة محدودة وانحصرت في الناحية الشرقية للمطار فقط، حيث تسببت بها عاصفة ترابية ضربت المنطقة يومي الاربعاء والخميس، وافاد عبد المحمود ان اعمال الصيانة تجري على قدم وساق من قبل الشركة المنفذة، حيث ان المطار ما زال تحت فترة التشغيل التجريبي ولم تتم عملية الاستلام النهائي بعد، وان الجوانب التشغيلية للمطار لم تتأثر وجميع الرحلات تسير كالمعتاد. الشركة المنفذة للمطار وهي شركة منافع طالتها اسهم نقد كثيرة واعتبرها البعض انها السبب الاساسي فيما حدث، حيث طالبها رئيس لجنة الخدمات بالمجلس التشريعي بالولايه صلاح الدين ادم باعتذار رسمي لكل مواطني الولاية، واشار الى غياب الجودة ومطابقة المواصفات لافتاً الى وجود خلل في السقوفات والابواب والارضيات واجزاء اخرى، وطالب الشركة المنفذة باجراء الصيانة والتراميم لكل مواقع الخلل، فيما حاول ممثل شركة منافع التقليل من وطأة ما حدث وقال ان الذي سقط هو جزء يسير، ونعمل الان لتقوية شاملة لكل الاجزاء التي سقطت والتي لم تسقط واعادة تثبيت كل الواجهات بحديد، واضاف تاني ما حتحدث أي اشكالية سقوط اوتخريب بسبب الرياح والاعاصير، رافضاً في الوقت ذاته تحديد حجم الخسارة وقال الخسارة يسيرة جداً، ولم يستبعد ان يكون سبب الانهيار لبعض الاجزاء بسبب التقصير الهندسي حيث قال كل التحقيقات التي تمت افادت ان الامطار والاهوية ما كانت بالعنف الكبير، وغالباً ما يكون هنالك ضعف في احد الاجزاء واثر على البعض، ومن جانبه اخذ والي غرب دارفور حيدر قلوكما منحى آخر في تناوله للامر وقال في تصريحات صحفية قبيل مغادرته للخرطوم وبعد اسبوع من الحدث، قال ان وسائل الاعلام وخطباء المساجد تحدثوا في الايام الماضية حديثاً كثيراً حول انهيار مطار الشهيد صبيرة، لكن الذي حدث هو سقوط بعض الاجزاء في الجانب الشرقي وطالب وسائل الاعلام بتحري الدقة عند تناول هذا الموضوع، لان مثل هذه الاشياء تثير البلبلة واشار ان العمل يجري بصورة جيدة لتمتين وتقوية كل الواجهات، عموماً ان سقوط اوانهيار بعض الاجزاء في مطار الشهيد صبيرة الذي لم يمض على افتتاحه شهر كامل، تبقى هذه الاجزاء مثل ورقة التوت حيث تكشفت عيوب هندسية كبيرة كما اوضحها رئيس لجنة الخدمات بالمجلس التشريعي وظهرت «الكلفتة» في أوضح صورها حيث ظهرت الارضيات الخارجية من الجهة الشمالية غير مستوية.