بدأت بشريات الخريف وقد وهن عظم رمضان واشتعل رأسه شيبا،وعندما لوّح رمضاننا الفضيل بيديه موداعا،استلم الخريف الراية،وقد خلا له الجو فباض وأفرخا،وبينما يبشّر أهلنا في الريف بالخير العميم،يبشرنا في العاصمة بالعذاب الأليم،والضرب في الصميم،إذا لم نفتح المجاري في الكلاكلات واللاماب والبراري،وبقية الجهات والحواري،وطنّشنا وفتحنا للأمر الكباري. فاجأنا الخريف كالعادة،ولم يترك لنا كديسة ولا جدادة،ولم يرحم عبدوش ولا حمادة،وقد ماص المنازل، وفعل بنا الأفاعيل والمهازل، فانبرى له المتفرد الدولي بنمة تحمل في طياتها الفجيعة،قائلا: الليلة الخريف، أول أغسطس جانا شوف خرتومنا بي موية المطر مليانة مافي مجاري و الخرطوم عموم وسخانة حقّو الوالي يتنحّى و يفضّي الخانة فلمناه على ذلك لأن الوالي لا ذنب له فقد فاجأه الخريف ،ولم يجد حيلة للتصريف،لأن الحكاية تحتاج خطة حريف، وتأكيداً لمفاجآت الخريف الغتيتة، كانت نمة المتنرفز الزهجي : فاجأنا الخريف الفيهو جات شكشاكة سيدي الوالي كانت بالبيوت فتّاكة آه لو جيتنا زاير شفت حالنا براكا كأنّو بيوتنا جاتا و شالتا الكرّاكة أما المغرد الزريابي،فقد كان مستمتعاً بالجو الجميل،مستنشقاً دعاش النسيم العليل، فقد كان حينها صائما أول أيام الستوت،خوفاً من أن ينقضي شوال ويفوت،وقرر أن يسدد ركلة دوبيتية وفي المرمى يشوت،وقال بصوت نمنمي مكبوت : إنطلق الدعاش الليلة جاب النسمة و الصايم الستوت في شفاهو علت البسمة في الجو الجميل يا حمدي شوف القِسمة جو شيّة و جداد و أكلات مفيدة ودسمة فانتفض المتفرد الدولي ،واختطف الموّال، عند ذكر صيام ستة من شوال،أو الستوت بالعربي اللبيخ،ونم نمة للذكرى والتاريخ،وكانت بطعم التفاح ونكهة الفسيخ : رمضان الفضيل لي صومو تب تمّينا لفحات السموم من حرّها انجمّينا بشّرنا الخريف ، ريحة الدعاش شمّينا لي صوم الستوت، داب لي الرماد خمّينا كان المتنرفز في شد وجذب وخد وهات، يستدعي الأحداث ويجتر الذكريات ، قال يذكر مطرة الأحد الفات ،وما حدث له فيها من نكبات: فجرية الأحد، مطرة و معاها رطوبة وأخوي زريابي نايم نافخة بطنو اللوبا في الطملات أنطّط شنقلتني الطوبة و البلاعة رُحت قلبتَ فيها الهوبة فقرقر الجميع، من بشاعة الموقف الشنيع، وأنكمشت أنا منزوياً كالحمل الوديع،لينتفش المغرد الزريابي، إثر عضةٍ من بعوضة خرجت من بين الكبابي، وكأنما لدغته عقرب أو عضّاهو دابي ، فطفق يقول ولا يهابي: من فجر الأحد شايف النسايم هبّت كوركت الضفادع في الطريق انكبّت الباعوضة ديك شالت سموما و عبّت ماكنة سمينة تب دي الفي المجاري اتربّت وكان المتنرفز غاوي المصارعة الحرة، لابداً لبدة الكديسة أو البُرة، وقد ذاق في تلك الفجرية المُرة، وزرزر زرزرة كلب السُرة، فدق النوبة ونقر الطار، ونادى في الأحبة والشطّار، بأن استعدوا للمقالب والأخطار ،وصب جام لومه على الأمطار،وقال بعد أن غلي دمه وفار : فجرية أحدنا النقنقت أمطارا ميكائيل يكيل يي ربْعَها و قنطارا جهجهَت الخلايق و لخبتت أفكارا ضُقتَ الوقعة فيها و شقلبة سين كارا تململ المتفرد وقد نوى أن يعيد سيرة الوالي،فأومأت له بالّا تفعل فازدجر طوّالي، وكف عن الملام، وغير مجرى الكلام، وطفق يصف المطرة، وهبوبها العطرة، وموية الحيشات التي حدّها النخرة،قال وهو ينتكل على جذع شجرة : فجرية الأحد بعد المطيرة الصبّت دايرة توَرّي إنّها من زمن ما كبّت مافي مجاري بس حلوة الهبوب الهبّت و الحيشان دي بي الموية الكتيرة اتْعبّت فقلت في نفسي: طالما الحيشان بي الموية التيرة اتعبّت، والمجاري القافلة لا هبت ولا دبّت، فلماذا لا أريح بالي،وأجر النمة في الوالي؟ فامتشقت لسان حالي،وقلت ما في بالي : فجرية الأحد، سيل المطيرة الجاري شال تُكُل العواسة و ماصا حيطة جاري وأنا في الطملة أمشي و راصّي كوم حجّاري أكيد الوالي فاتح لينا فتْحِ مجاري فأصابت المتفرد الغيرة، ورأى كأنما نفسه صارت صغيرة، فسكت هنيهة وأخذ جمة، ثم حوقل وبسمل وقال في الوالي النمة : الليلة الخميس جانا المطر بي هديرو قرّبت البيوت من هب رياحو يطيرو جانا مطر تقيل بالرغم من تأخيرو و أخونا الوالي في مادة (مصارف) زيرو وبهذه النمة المصرفية الصرفة، صرفنا النظر عن الأمر عسى أن يجد من ذوي الشأن تصريفا.