حسن حامد: «النوم بره والجلكسي بره» هذا هو هتاف رددته بعض جماهير نيالا بالطريق العابر بالقرب من سوق نيالا الكبير، عندما عبرت القوات المشتركة من الأجهزة الأمنية المختلفة التي تم تشكيلها مؤخراً لتطبيق قانون الطوارئ الذي أعاد لنيالا أمنها وهيبتها، بعد أن قاربت السقوط في بحور التفلتات الأمنية والقتل ونهب الموبايلات والسلب والاختطاف الذي أرق مضاجع المواطنين. فاستعراض القوات المشتركة لقوتها بأكثر من «100» عربة مسلحة عقب قياداتها لحملات تفتيش واسعة للمواقع المشبوهة بأحياء المدينة وبعض معسكرات النازحين، وتطبيقها لقرارات لجنة أمن الولاية، وجد الثناء والتقدير من قبل المواطنين والقوى السياسية بالولاية وما كان التدافع التلقائي للمواطنين لداخل مقر قيادة الفرقة »16» مشاة بنيالا التي استقر مقام القوة المشتركة عندها، الا دليل على شوق هذا المواطن البسيط المتعطش لبسط الامن لينام قرير العين من تلك الممارسات والقتل الذي طال امده بالمدينة وشرد عدداً من تجار بلادي الذين غادروا نحو العاصمة الخرطوم، فما كان لحكومة الولاية الا أن تتجه لوضع حد لهذه الفوضى، وقد كان بعد اجتماع عاصف ضم لجنة امن الولاية ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي وكان ذلك بتاريخ 16 / 7 / 2014م، خرج باتخاذ تدابير عدة للحد من الانفلات الامني منها تجميد حركة المواتر نهائياً بالمدينة مهما كان انتماء اصحابها، محاربة ارتداء الكدمول، منع اطلاق الاعيرة النارية، مع حركة المركبات دون لوحات بالتركيز على اللاندكروزر، منع التظليل الا بتصديق ساري المفعول من قبل سلطات المرور، بجانب محاربة الشيشة، وتفعيل حظر التجوال ليلاً بعد العاشرة ومداهمة اوكار الجريمة اينما كانت، للقبض على المجرمين وانشاء محكمة خاصة للطوارئ مقرها قيادة الجيش برئاسة القاضي حاتم سيد احمد واشراف مستشارين من وزارة العدل، فكل تلك الاجراءات بدأ تطبيقها دفعة واحدة مع استمرار المحاكمات التي تفاوتت مابين السجن ثلاث الى اربع سنوات، بجانب الغرامات ومصادرة المواتر والعربات المخالفة للاوامر، بجانب مصادرة عدد من الاسلحة لصالح حكومة السودان لحيازتها دون ترخيص، علاوة على ضبط كميات من المخدرات والخمور البلدية والمستوردة فصل فيهما ما يزيد عن ال«80» دعوة بمحكمة النظام العام بنيالا طبقاً لمعتمد بلدية نيالا عبدالرحمن حسين قردود، عموماً كانت الاجراءات المتخذة قد نزلت برداً وسلاماً لتنام نيالا في هدوء تام منذ العشر الاواخر من رمضان وحتى الآن، وقد أكدت حكومة الولاية ان نسبة الجريمة بموجب ذلك انخفضت ل«90%»، ولدى مخاطبته الاحتشاد التلقائي للمواطنين الذين قدموا التحية لقواتهم الامنية اكد قائد الفرقة «16م» اللواء ركن السر حسين بشير، انهم سيضربون بيد من حديد كل عابث بأمن الولاية، وقال انهم في سبيل امن الولاية لا يجاملون احداً وقال «انا في استعراض القوة السابق قلت ليكم الحركات دي عويش وكلام فارغ اليوم وين البلد امنة لكنها مثل شوكة الكتر بتبتك وبكون عندها طابور خامس جوة لكن نحن وكت عقرنا ما بغلبونا الصغار ولابد ان يعيش شعب الولاية امن وما دايرين اي زول عامل فيها هيرو يكون وسط الناس ويعمل ليهم زعزعة وعدم طمأنينة» وتابع « انا رسالتي للجميع ولكل الاحزاب السياسية بما فيها المؤتمر الوطني الولاية تحت مظلة الطوارئ وهذه المظلة لا تستثني أحداً لا وزير ولا ضابط واي زول يحاول تهديد امن المواطن بنمسكه ووالله لا نبحث لحصانة له نقبضه فوراً ويحاكم خلال اربع ساعات» وزاد «اي زول عندوا لعب (darty game) احسن يلبد هذه الايام» واكد انهم قادوا حملات تفتيش واسعة للمواقع المشبوهة باحياء محليتي نيالا، بجانب بعض معسكرات النازحين اخرها السلام وقال انهم وجدوا اهلها طيبين ودعا الحكومة ان تتقدم خطوات نحوهم لانهم يعيشون فى ظروف سيئة» واضاف انهم وجدوا المعسكرات فيها نسيج وليست لفصيل واحد، داعياً الى ازالة الفكرة السالبة عن اهل المعسكرات وتهيئة سبل العيش الكريم لهم، من جهته حيا نائب الوالي د.مهدي بوش مجهودات القوات المشتركة التي أسهمت في عودة الحياة لنيالا، وقطع بأن الاجراءات الامنية سوف لن تتوقف، وستتم ملاحقة المجرمين والمتفلتين اينما كانوا بالقانون والدستور، وكشف بوش عن نفرة شعبية كبرى ستتم اليوم بقاعة شموس بنيالا لدعم المجهود الامني خاصة بعد ان اثلجت تلك الاجراءات صدور اهل الولاية، بينما قال معتمد بلدية نيالا عبدالرحمن قردود إن حملة تفتيش معسكر السلام تم من خلالها ضبط كميات من المخدرات والخمور واكثر من «10» متهمين واثنين قطعة سلاح، فيما ايدت القوة السياسية بالولاية تلك الاجراءات الامنية واشادت بالقوات النظامية واكدت سندها لها ليعم الاستقرار ربوع الولاية بمحلياتها ال«21»، وذلك من خلال اجتماعها مع معتمد بلدية نيالا عبدالرحمن قردود والذي ضم احزاب«الامة الوطني، العدالة القومي، التحرير والعدالة، الارادة الحرة، الامة القيادة الجماعية، والامة الفيدرالي، بجانب السودان انا، وحزب الامة المتحد» والذي جاء بمبادرة من قيادة تلك الاحزاب وغيرها بالولاية لتأكيد اللحمة والترابط من أجل الامن بالولاية، ووضع المعتمد قردود الاجراءات التي اتخذت امام قيادة تلك الاحزاب وقال مهما اختلفنا في الرؤى تربطنا الولاية والوطن، وان الهدف من الاجراءات اعادة المياه لمجاريها واستدامة الامن بالمدينة والحفاظ على أمن المواطن وممتلكاته، وقال إنهم من خلال دخولهم المعسكرات استقبلوا بالتهليل والتكبير للاجراءات الامنية، وقال ان شيوخ النازحين اكدوا تعاونهم مع الحكومة للتبليغ عن أي ظاهرة مخلة بالامن، واشاد قردود بما قامت به وسائل الاعلام المختلفة واسهامها الكبير وبنسبة تقارب ال«50%» لمحاربة الجريمة، بينما قال الامين العام لحزب الامة الفيدرالي بالولاية على حامد احمد إن ما قامت به الاجهزة الامنية رفع الثقل والكابوس عن كاهل المواطن، الذي ما كان ينام في بيته وآمن على متجره، مؤكداً تأييد كل القوى السياسية للقرارات، لكنه تخوف ان تكون وقتية وبعدها تعود الجريمة، فيما قال الامين العام للامة الوطني ان الهدف من مبادرة الاحزاب رد الجميل للجنة امن الولاية، وكل القوات النظامية ودعا الى اهمية التحوط لمستقبل نيالا واجمع قادة الاحزاب الاخرى على اهمية الاستمرار في تلك الاجراءات مع تنزيلها لباقي المحليات بدءاً بالقريبة من نيالا، وطالبوا بضرورة ان ينظر المركز لنيالا والولاية بوضعها الحقيقي واعطائها وزنها الفعلي، مشددين على ضرورة ان تصاحب اجراءات الامن من الخوف، اجراءات للامن من الجوع المتفشي بالولاية في ظل الغلاء الفاحش في الاسعار وتطفيف الموازين من البعض في الاسواق دون رقيب.