اختطاف الطائرة العراقية ميج 21 الموساد يبحث في تاريخ أسرة منير حبيب روفا: إن علماء النفس العاملين بالموساد يركزون في التحري الذي يسلطونه على هدفهم.. على الجانب النفسي المرتبط بالعاطفة وهذا ما حدث مع الطيار العراقي منير حبيب روفا والذي بدأ التحري بداية عن سيرته الذاتية.. فهو من مواليد بغداد عام 1934م لأسرة مسيحية ارثوذكسية فقيرة. مقيمة بحي «المسنتصرية» الشعبي الفقير.. وكان ترتيبه الثاني ضمن تسعة من الاشقاء.. لموظف بسيط يعمل بارشيف وزارة الزراعة ووفق البحث وتحري جهاز الموساد بانه عانى معاناة كبيرة في بحثه عن ايجاد مستوى معيشي يسد به رمق ابناءه وزوجته.. وذلك لكثرة الأولاد وقلة الدخل. وقد تكون اسباب قلة الدخل دفعت به إلى ادمان شرب الخمور البلدية «العرق العراقي» ومطاردة البغايا من النساء كذلك استغل عمله في الحصول على الرشوة من جمهور المترديين على مكان عمله وكانت نهايته ان فصل من العمل وتم حبسه لعدة أشهر جراء رشوة اثبتت عليه.. وبعد الخروج من الحبس.. واجهه مصيراً أسود وطريق ملئ بالمشكلات والديون ومزيداً من احتساء الخمر وملاحقة الساقطات فتعاظمت معاناته حد اليأس وذاقت اسرته الكبيرة صنوف الجوع والفقر والحاجة والحرمان.. وبدأ الهرب من دائنيه إلى أقصى الخليج العربي حيث استقر في امارة دبي.. التي كانت ادارتها وقتئذن خاضعة للنفوذ البريطاني .. حيث عمل بالتدريس لابناء الفقراء «البدو» وكانت بجوار سكنه اسرة هندوسية سرعان ما غرق في حب إحدى فتياتها. فأنسته زوجته وابناءه التسعة ولم يتذكر للحظة مدى معاناتهم وحاجتهم إليه ولم يقدر الظروف والمعاناة التي تحيط بزوجته وهي تصارع الحياة لتوفير لقمة العيش الكريمة لهذه الاسرة الكبيرة عدداً وامام امرأة لا تملك من مقومات الحياة شيئاً يعينها على توفير حتى القليل من متطلبات هذه الأسرة.. إلا أن الزوجة لم تقف مكتوفة الايدي امام سلبية الأب الغافل فخرجت إلى سوق العمل وكافحت في استماتة واصرار في توفير الطعام والعلاج والدراسة لابنائها وذاقت من الذل ما لا يتحمله بشر ودفعت بأبنها الثاني منير للالتحاق بكلية الطيران.. وبرغم كراهية منير لوالده. كانت أمه دائماً تحاول تجميل صورة والده امامه وتعلل اسباب اغترابه الطويل بعيداً عنهم.. مكذبة الاخبار التي يأتي بها العائدون من دبي وخاصة علاقته بالهندوسية وانفاق مدخراته عليها في بذخ مع مداومته على شرب الخمر.. وفي كفاح مرير من أجل أن يغير الكآبة والحرمان عمل منير حبيب روفا باجتهاد حتى تفوق في كلية الطيران وتخرج منها طياراً ليخدم في سلاح الجو العراقي بمرتب ضخم تمنحه له الدولة لطياريها. استطاع منير أن يساعد إخوته ويدخر بعض مرتبه ليتزوج من حبيبته «مريم» ابنة الاسرة الثرية التي تعلق قلبه بها.. كانت مريم فتاة خمرية اللون ممشوقة القوام مليحة الاهداب.. درست الأدب الانجليزي بجامعة بغداد واثناء دراستها تعرفت بشقيقة منير رُفيدة زميلة الدراسة ومن خلالها ارتبطت عاطفياً بمنير روفا، وعلى استحياء اتفقا على الزواج وبعد عودته من الدورة التدريبية الاولى في موسكو عام 1957م تزوجا في حفل عرس جميل وأقاما بإحدى شقق حي الديوانية وانجبا يوسف وناجي عامي 1959م و1961م على التوالي.. ثم بعدها أوفد في بعثة طويلة إلى الاتحاد السوفيتي للحصول على دورة تدريبية لقيادة الطائرة ميج 21 الانقضاضية الشرسة.. واعتقد روفا انه سينتقل اخيراً من القاعدة الجوية بالقرب من كركوك، لكنه ابقي مكانه على مسافة على بعد ثلاثمائة وخسمة وعشرون كيلو متر شمال بغداد، برغم الطلبات العديدة التي تقدم بها لقيادته لنقله إلى قاعدة الرشيد الجوية القريبة من العاصمة لكنه ابقى كما هو حتى عودته من دورة تكساس في مايو 1965م حيث لم تكن رغبة روفافي الانتقال لبغداد نابعة من حبة لبيته ولأولاده.. بقدرما كانت مطلباً حيوياً له.. حتى يستطيع ممارسة هوايته المفضلة في بغداد المزدحمة بالحسناوات الفاتنات وذلك بغرض مطاردتهن.. وكثير منهن يبهرن بالزي العسكري كطيار.. فينتقي منهن من تروق له متخذاً من شقة صديقه اليهودي يوسف منشو وكراً ومرتعاً اكثر أمناً. عكف خبراء الموساد على تحليل شخصية الطيار الشاب.. اكتشفوا ان هوايته هي مصاحبة النساء.. وهي تمثل له ملاذاً من الهرب من معاناته النفسية التي لازمته منذ ان كان طالباً بكلية الطيران ويبدو أن مسلكه هذا كان يعود في الاساس إلى نشأته بحي المستنصرية يحث تكثر به «الكوليات» والكولية هي عبارة عن منزل يستخدم لجمع النساء المومسات يمارسن فيه الدعارة باجر.. ومن خلال تحليل شخصيته وتشريحها بدقة كان المسمى العلمي لهوايته هو «اصابته بانحراف جنسي» يطلق عليه في علم الطب العقلي والنفسي Psychiatrg«هوس الجنس» لذلك ما ان تقابل مع ليزابرات في المطار حتى اوشك على الانهيار أمام جبروت جمالها الذي لم يصادفه من قبل لا في موسكو أو في تكساس ووقف حائراً يتأمل تلك المخلوقة الرائعة المثيرة التي فتقت كل غرائزه المريضة فمنى نفسه باغتراف فورانها البركاني المدهش..