الاثنان من جيل الصحافة السودانية الذي بدأ العمل الصحفي في فترة الاستعمار البريطاني وتحديداً في العقد الرابع منه من القرن المنصرم. شكلت حلقات الثقافة والأدب بكلية غردون التذكارية السبب الرئيس في بروز عدد من الشخصيات التي وصلت في سنوات لاحقة لسدة العمل بمختلف القطاعات الصحفية والسياسية والرياضية والفنية كذلك. فكان من ضمن هؤلاء الكثير من الذين شكلوا وصاغوا تاريخنا بمختلف أوجهه. بالطبع برز اسم الاثنان من ضمن تلك الأسماء. فكانت الصحافة مجال عملهما.. ومهبط إبداعهما في الكتابة والعمل الوطني. الشخصيتان من مواليد العام 1908م والاثنان كذلك من الرعيل الأول من حملة مشاعل التنوير الصحفية والثقافية بعد تأسيس مؤتمر الخريجين. يشترك الاثنان في مشتركات ثلاثة جعلت منهما شخصيتين من شخصيات الصحافة السودانية الأبرز خلال العقود الممتدة من العقد الرابع من القرن الماضي وحتى وفاتهما. أولى المشتركات بينهما هي بالطبع القدرة على الصبر حيال المعرفة والبحث عنها قراءة وتحليلاً ومناقشة وذلك أثناء دراستهما بالكلية العتيقة. ثاني المشتركات وجودهما ضمن مجموعة المثقفين الوطنيين الذين قاموابتأسيس مؤتمرالخريجين في فبراير 1938م. ثالث المشتركات دأبهما الواضح على تطوير الصحافة السودانية وذلك بتأسيسهما لصحيفة «الرأي العام» في العام 1945م. عمل الاثنان ما في وسعهما لجعل الصحافة السودانية تسير نحو تطور واضح.. وذلك من خلال تتبع أرشيف صحيفة «الرأي العام» منذ تأسيسها في 1945م وحتى تأميمها في يناير 1970م. يظهر ذلك من خلال الصفحات التي كانت ذا متابعة جيدة من قبل القراء مثل صفحة القضايا والحوادث. وصفحة التحقيقات ولأول مرة صفحة للرياضة وأخيراً الصفحة الأخيرة التي برع في الإعداد لها حسن نجيلة. قبل انشغالهما بالصحافة عمل الاثنان لفترة كأعضاء فاعلين بجمعيات القراءة والاطلاع. فحسب نجيلة كان أحد أعضاء جمعية الهاشماب للقراءة والاطلاع. أما إسماعيل العتباني فقد كان عضواً فاعلاً بجمعية أبي روف للقراءة والمثاقفة. بمؤتمر الخريجين التقى الاثنان فكان العمل الوطني هو الذي جعل علاقتهما تمتد نحو أفكار متقدمة للعمل الوطني. كتب الاثنان مئات المقالات الضاجة بالوطنية والتبشير بالغد المشرق للسودان، هذا غير الكتب التي جعلت من الأستاذ حسن نجيلة الصحافي الوثائقي الأول في تاريخ الصحافة السودانية. ويشهد على صدق ما ذهبنا إليه كتبه التي ما زالت تجد الاهتمام والرواج والتعليق، بدأ بملامح من المجتمع السوداني بجزئيه، وذكرياتي في البادية. أما إسماعيل العتباني فقد كتب وقبيل وفاته كتاب مذكرات مودع الكتاب الذي كشف الكثير عن فترة لم يتطرق إليها الكثيرون من الكتاب.