شهدت جلسة مجلس تشريعي ولاية الخرطوم أمس، مواجهات ساخنة بين النواب وحكومة الولاية، وحمل النائب بالمجلس التشريعي بولاية الخرطوم جودة الله الطيب، والي الولاية عبد الرحمن الخضر مسؤولية ما حدث من كوارث بسبب السيول والأمطار في الولاية، ووصف ما حدث بالمخجل، واتهم حكومة الولاية بإغراق العاصمة. وشدد جودة الله خلال تداولهم لتقارير النواب بالمحليات حول فصل الخريف بالمجلس التشريعي أمس، على ضرورة تكوين لجنة تحرٍ وتقصٍ حول حقائق آثار السيول والفيضانات بالولاية، واعتبر التقارير التي قدمت أمام المجلس بالباهتة «ولا تسمن ولا تغني من جوع»، في الوقت الذي اعترف فيه وزير البنية التحتية بالولاية أحمد قاسم بتحمله المسؤولية بالتضامن مع وزير التخطيط ومعتمدي المحليات، وأعلن جاهزيتهم الكاملة للمحاسبة سطراً سطراً وكلمة كلمة، فيما شن رئيس لجنة الشؤون الثقافية بالمجلس عبد السخي عباس هجوماً عنيفاً على وزارة التخطيط محملاً مهندسيها مسؤولية ما حدث في العاصمة من دمار، وقال عباس: «الوزارة تعين مهندسين بشهادات ضعيفة لا يجب أن يوكل لهم مثل هذا العمل». بينما وصف معتمد الخرطوم السابق عبد الملك البرير حكومة الولاية بعدم المنهجية، وقال: «هذه الولاية تدار بالأزمات وليس بالخطط والمناهج»، وفي السياق أجمع عدد من النواب بالمجلس على غلاء المعيشة بصورة كبيرة في المناطق المتأثرة بالسيول، وقالوا إن الفأس وقع في الرأس وتابعوا: «رطل الزيت وصل 30 جنيهاً وعيشتين بألف واللحمة بقت بالمسكول»، داعين الأجهزة التنفيذية لإعادة مسح الخرطوم ومراجعة المصارف، ودعوا وزارة الصحة بالولاية لمكافحة الذباب والبعوض المنتشر بكثافة في الولاية، وقالوا: «عشان ما تبقى علينا ميتة وخراب ديار». بينما كشف وزير الصحة بالولاية مأمون حميدة عن تحضيرهم ل «71» عربة رش رزازي للبعوض، وقال إن الوضع الصحي تحت السيطرة، مقراً بتأثر بعض المراكز الصحية بالولاية بسبب السيول والأمطار، غير أنه قال إن العمل فيها مستمر ولم يتوقف، مؤكداً توفر المبيدات بكميات كبيرة في مخازن الولاية. وقال: «أي زول شاكِّي في إنو المبيد ما متوفر يجي المخازن ويشوف بعينو»، وتابع حميدة: «البعوض والذباب ديل حقننا لكن الضفادع دي ما تبعنا وحقوا نستفيد منها وهي بروتينات».
