٭ عام 0791م مجلة التايم تكتب عن معركة عمان بين منظمة التحرير الفلسطينية وجيش الملك حسين.. ٭ والنميري هناك لإنقاذ عرفات ٭ والتايم تقول إن «أحدهم هناك يلوي ذراع الآخر.. ويأمره أن يقول خالي .. وذراع أحدهم تطقطق» ٭ والسيد «مارتن أنديك» مستشار كلنتون للأمن في كتابه العام الماضي يقول إن من كانت ذراعه تطقطق هو الملك الحسين وليس عرفات ٭ وأنديك الذي كان أحد خمسة قاموا بتفكيك العالم العربي يقول إن إسرائيل كانت هي من يصنع معركة عمان حتى تجعل الملك الحسين يعرف أن منظمة التحرير تستطيع إبعاده من الحكم.. وأنها هي من يحميه.. ٭ والحسين بالفعل يتخذ من إسرائيل حامياً وحليفاً ٭ والتايم عام 6891 تحدِّث عن كيف أن بوش يجعل من السفارة الأمريكية في الخرطوم مسكناً دائماً يدير فيه عملية اقتلاع النميري. ٭ والنميري الذي صنع الشريعة كان يومئذٍ يستدير للتراجع عنها ٭ ومغنية أمريكية مجهولة اسمها «فيكي بلين» يدعوها الإتحاد الاشتراكي.. والصحافة تحمل صوراً لها وهي تجالس النميري وسيجارة بين أصابعها وفستان قصيير جداً.. ٭ النميري كان يحدِّث السفارة الأمريكية .. والأسلاميين بالصورة هذه ٭ ومجالسه تحدِّث عن كيف أن الإسلاميين يتحدثون الآن عن الانتقال من «الرئيس القائد» إلى «الرئيس العالم». ٭ لكن إسرائيل في مشروعها الثابت الطويل لتفكيك العالم العربي = ابتداءً من حرب الحسين وعرفات.. ثم كامب ديفيد وما بعدها = كانت تصل إلى خطوة ضرب السودان والعراق.. ولا تستمع إلى صرخات النميري.. (6) ٭ وانديك في كتابه يقص كيف أن إسرائيل تخيف الحسين بالفلسطينيين ثم تعرض عليه الحماية.. ٭ ثم تعرض الأماكن المقدسة على عرفات.. ٭ والحسين يعتبرها ملكاً موروثاً له.. ٭ وإسرائيل تفسد ما بين الحسين والأسد حين تعرض الجولان على الأسد إن هو ابتعد عن الحسين.. ٭ وتعرض غزة على الحسين إن هو ابتعد عن الأسد ٭ وبعد كامب ديفيد إسرائيل تفصل مصر عن العالم العربي.. ٭ وتنقل الجامعة العربية إلى تونس بورقيبة.. ٭ وتنقل منظمة التحرير إلى هناك ٭ ثم حرب العراق وتفتيت آخر.. ٭ ثم.. ثم ٭ لكن السودان يبقى شيئاً خاصاً في المشروع الإسرائيلي. ٭ «السودان الزنجي غير المسلم» ٭ والجملة هذه التي تقود قرنق يعيدها موسيفيني الأسبوع الماضي في لقائه بسلفا كير.. فالأمر واحد مستمر.. ٭ قبلها بشهر كان سلفا كير يجمع منظمات تمرد دارفور حول الجملة ذاتها ٭ وغريب أن الكتاب الوحيد من بين آلاف الكتب الذي تعاد طباعته هذا الشهر هو كتاب كتبه الإنجليزي «سبنسر ترينجهام» عام 7491م. ٭ الكتاب يحتفي به عبد الله علي إبراهيم والكتاب كل ما فيه هو أنه يقول الجملة ذاتها «السودان زنجي مسيحي والعرب غرباء عنه».. والكتاب نموذج لألف كتاب آخر.. ٭ (3) ٭ وحديث الكتب ينتقل منذ السبعينيات إلى الأرض وينتج تمرد قرنق من هنا والنهب المسلح في دارفور يعاد تشكيله ليصبح تمرداً ضد الدولة ٭ ثم يجري تعديل القذافي وتشاد ودول الجوار للهدف ذاته.. ٭ .. وطرد الإسلام «بعنف» من السودان يجلب نتائج عكسية. ٭ وكل شيء يتجه الآن إلى الطرد الناعم. ٭ وأنس المثقفين الذي كان يتحدث عن كيف كانت مخابرات السودان تدير المعركة الليبية الأخيرة «وترد الزيارة للقذافي» كان يتجه إلى شيء آخر.. ٭ الحديث يذهب إلى أن «الغرب جعل من إسلام طالبان الخشن = والذي لا يعرف فقه التجديد = نموذجاً يثير النفور من الإسلام ومن المسلمين ٭ بعد طالبان كان نموذج سلام السودان «يخنق» لأن «دارفور» تصبح هي «الإسلام» عند العالم الغربي.. ولا يرى غيرها.. ٭ .. الآن إسلام تونس يصبح تجديداً عصرياً مثيراً وشديد الذكاء يقدَّم للعالم. ٭ تنتهي الدائرة عائدة إلى السودان الذي له شيء في الأمر الليبي = عملياً = وله آخر في الشأن التونسي فكرياً ٭ .... و.... ٭ لكن كل شيء يصل كذلك إلى أن أسلوب الغرب في الحرب الآن ضد السودان هو : لا تدعه يفكر .. لا تدعه يستريح.. ٭ وأسلوب صناعة التمرد يُستبدل بصناعة الأزمات.. والأسعار و... و... ٭ والأزمة القادمة هي «تفسير نصوص اتفاقية الدوحة».. ٭ والمؤتمرون في قاعة الوطني الآن.. ما لم يذاكروا التاريخ فسوف يعجزون حتماً عن الإجابة عن الأسئلة!!