المثنى عبد القادر: قال مبعوث جامعة الدول العربية لليبيا ناصر القدوة، إن دول الجوار الليبي ستعقد اجتماعاً يوم الإثنين المقبل بالقاهرة لبحث التطورات الراهنة في البلاد، جاءت تصريحات القدوة للصحفيين عقب لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكرى عقب «24» ساعة على العدوان الاجنبي على ليبيا، وقال القدوة إن اللقاء كان تشاورياً مع وزير الخارجية المصري، مضيفاً أن هناك العديد من الاجتماعات الهامة فيما يخص ليبيا ستعقد فى الايام المقبلة منها اجتماع يوم 25 أغسطس الجاري لدول الجوار اليبي «الجزائر ومصر والسودان وتشاد والنيجر» بالقاهرة و اجتماع آخر لمجلس وزراء الخارجية العرب الدوري فى 7 سبتمبر المقبل، وتأتي الاجتماعات عقب الضربات الجوية التى قامت بها دولة مجهولة لصالح المتمرد المتقاعد خليفة حفتر، فيما يلى الاحداث التى ارتبطت بالعدوان على ليبيا يوم الاثنين الماضي: القصة الكاملة للعدوان على ليبيا شهدت الأزمة الليبية تطوراً جديداً تمثل في تعرض بعض المواقع داخل العاصمة طرابلس إلى عدوان وقصف عنيف في ساعة مبكرة من فجر الاثنين، بعدما تجددت الاشتباكات في العاصمة، وسط تضارب حول هوية من يقف خلف تنفيذ هذا العدوان، وأعلنت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية، أن الطائرات الحربية التي شنت هجمات على مواقع في العاصمة طرابلس، أجنبية وليست محلية ، في المقابل، أكد صقر الجروشي، آمر القوات الجوية التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، لوكالة رويترز أن قوات ليبية موالية لحفتر هي المسؤولة عن ضربات جوية في العاصمة طرابلس ، وقال إن عملية الكرامة، وهي الحملة التي يشنها حفتر، تؤكد أنها نفذت ضربات جوية على بعض مواقع مليشيات مصراتة. وكان مصدر مُطلع قال إن الجروشي، قال لأحد أصدقائه في بريطانيا إن الغارة تمت بطيران صديق، في حين يؤكد قادة فجر ليبيا أن الضربة نفذتها طائرة واحدة، وأكد المصدر أن طرابلس أصبحت تحت رحمة هذه الطائرات وبالتالي يمكنها ضرب مواقع أبعد وأهم عسكرياً وسياسياً، وهذا ما يشكل خطراً كبيراً في المستقبل القريب إذا لم يتم التعامل مع قواعد هذه الطائرات. وكانت مصادر خاصة أفادت أن طائرات لا يمتلكها حفتر ولا أي طرف غيره، قامت بالقصف الجوى، بالتالي قد تكون غير ليبية، فيما نفت حكومة تسيير الأعمال الليبية برئاسة عبد الله الثني صلتها بالعدوان، كما قال المتحدث باسم دروع الغربية أحمد هدية إن كتائب القعقاع والصواعق والمدني بعد الهزائم المتلاحقة التي تلقتها بمواقعها في العاصمة طرابلس، تحاول رفع معنويات مقاتليها باستخدام الطيران الحربي وقصف مواقع عدة. وأوضح مصدر من قوات فجر ليبيا، رفض الكشف عن نفسه لأسباب أمنية، أن مواقع في قصر بن غشير وصلاح الدين ووادي الربيع وقاعدة الوطية غرب العاصمة طرابلس 160 كيلومتراً، تعرضت للقصف الجوي، ما أسفر عن مقتل ستة وإصابة العشرات. وبحسب المصدر نفسه، فإن قاعدة الوطية لا تزال تشهد طوقاً أمنياً كثيفاً تنفذه سيارات محملة بأسلحة متوسطة ، و وصف محللون عسكريون الضربات بالدقيقة جداً، إذ طالت مخازن الذخيرة الخاصة بالأسلحة الثقيلة واستهدفت مقرات لغرفة التحكم والسيطرة لقوات فجر ليبيا، لافتين إلى أن هذا الاستهداف يتطلب عملاً استخباراتياً متطوراً. وشرح المحللون أن القوة التدميرية محدودة، واستبعدت مصادر محلية أن تكون الطائرات جزائرية كون الجزائر مهتمة فقط بالحرب على تنظيم القاعدة، وغير معنية بالصراع الداخلي في ليبيا، في المقابل قال محللون عسكريون وسياسيون إن هناك محاولة لإقناع الرأي العام الليبي وكذلك للضغط على قوات فجر ليبيا أن ثمة استجابة من المجتمع الدولي لدعوة مجلس النواب الليبي للأمم المتحدة بالتدخل العاجل والفوري لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة، فضلاً عن إثارة لغط حول مشاركة مصرية أو جزائرية أو إيطالية لوقف تقدم قوات فجر ليبيا وقرب سيطرتها على جميع المرافق الحيوية والعسكرية في العاصمة، وفي السياق، نفى سفير إيطاليا لدى ليبيا جوزيبه جريما، ما تناولته المواقع الإخبارية. على صعيد متصل أفاد المكتب الإعلامي لبعثة الأممالمتحدة في ليبيا بأن الطيران الذي ضرب معسكرات فجر ليبيا لا يتبع حلف شمال الأطلسي «ناتو» وتعد هذه أول مرة تقصف فيها العاصمة الليبية منذ ثورة 2011، بدورها نفت واشنطن أي دور لها في الأمر وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إن الولاياتالمتحدة لا علاقة لها بهذه الأحداث بأي شكل كان، ودعت الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري للنار وبدء حوار سياسي، كما نفت فرنسا أمس شائعات تحدثت عن غارات إيطالية وفرنسية في ليبيا وأعلنت وزارة الخارجية أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، كما أكدت أن أولوياتها هي التوصل إلى اتفاق سياسي من أجل وقف المعارك في طرابلس وبنغازي وفي كل الأماكن الأخرى من ليبيا، بدوره نفى المكتب الإعلامي لقوات فجر ليبيا تقهقر قواته في المواقع التي سيطرت عليها في طرابلس منها طريق المطار، ورئاسة الأركان العامة ومعسكر ال«27» والأحياء السكنية التي كانت تتمترس فيها قوات القعقاع والصواعق. حفتر ومتمردو السودان ربما لم يكن اللواء الليبي المتقاعد «خليفة حفتر» قارئاً جيداً لسطور التاريخ، فما بين ظهور الرجل على سطح المشهد السياسي الليبي قبل أشهر قلائل، وما بين المآلات التي آل إليها وجوده السياسي في الوقت الراهن، فوزير الخارجية علي أحمد كرتي، فى حوار صحفى اجرى معه قال أن اللواء حفتر حري به الاهتمام بأوضاع بلاده فقط، ودعاه الى ترك السودان ومع ذلك، فإن الشواهد الظرفية والقرائن السياسية المتناثرة، ربما تشير إلى أن اللواء حفتر، بشكل أو بآخر، واتته هذه الفكرة الإستعانة بالحركات الدارفورية للقتال الى جانبه كمرتزقة، وإن أهم وأبرز هذه الشواهد أن اللواء حفتر نفسه، كان واحداً من جنرالات العقيد القذافي في ثمانينات القرن الماضي، وليس سراً في هذا الصدد أن اللواء حفتر، قد اسهم في وقت من الأوقات في ثمانينات القرن الماضي في تجنيد مرتزقة من بلدان أفريقية مجاورة، خاصة من النيجير، لأغراض دفاعية على أيام النزاع الليبي التشادي حول مثلث «أوزو»، كما لا يجب ان ننسى بأن الحركات الدارفورية المسلحة لديهم مكاتب تنسيق بالقاهرة مثل حركة العدل والمساواة وغيرها وسبق ان التقوا شيخ الأزهر د.أحمد الطيب ما يعني لديهم مباركة النظام المصري، ويضاف لذلك بان حفتر أيضاً موجود بالقاهرة عقب هروبه وهزيمة قواته الشهر الماضي، ما يعني بان على القاهرة اذ ارادت ان تمنع ندوات المعارضين للسودان عليها ايضاً ان تمنع احتكاك المعارضين السودانيين والليبين وايقاف اى تنسيق يمكن ان يجري بينهما للحفاظ على الامن الاقليمي للدول الثلاث. أمريكا لن تتدخل اما حول الموقف الامريكي فلقد أكد الدبلوماسي الأميركي السابق نبيل خوري أن تدخل القوات الأمريكية جواً في شمال العراق ضد الدولة الإسلامية لا يمكن اتخاذه كنموذج في الحالة الليبية، وأضاف خوري، في حوار مع إذاعة «صوت ألمانيا» نشر امس الثلاثاء أعتقد أنه سيكون من الصعب التدخل عسكرياً الآن في ليبيا، لأن الأوضاع هنالك تعقدت كثيراً، ولذلك فإن تنفيذ ضربات عسكرية جوية ستكون صعبة، وإذا تمت فمع مَن ستتم؟ ومع مَن ستتعاون؟ ولضرب مَن؟ ليست هنالك جهة مفضلة، وليس هناك جيش نظامي يمكنك الاعتماد عليه للقيام بالواجب، وتتولى الولاياتالمتحدة مساعدته ولكن الأمور صعبة ومعقدة الآن .