نعم.. ف «البعشوم» هو الثعلب، و «الضاناية» هي النعجة، و «القندول» هو السنبلة، و «الريكة» هي أُخت «الطبق» الكبرى، و «الدكتور» هو وزير الدولة بالخارجية عبيد الله محمد عبيد الله، وهذه مفردات يجدها القارئ في المتن، فقد وصف الأخ الوزير في مؤتمر وزراء خارجية منظومة عدم الانحياز المنعقد في طهران أخيراً، وصف تعاطي المنظمة الدولية ممثلة في شخص أمينها العام «بان كي مون» بإزدواجية المعايير، والكيل بمكيالين حيال قضايا وشؤون المنطقة عامة والإسلامية منها على وجه الدِّقَّةِ والتخصيص «غزة»، وفي الأثر المحلي عندنا أنَّ الغزالة والضاناية أقامتا حلفاً اجتماعياً نبيلاً في غايته ولكنه مضطرب ومتضعضع في أركانه، وذلك من خلال «أصدقاء الحلف» كما هو ماثل في حياتنا «أصدقاء الإيقاد» وغيرها الذين هم أسُّ الداء ومكمن البلاء. فزرعتا حقلاً للذرة مشتركاً، ولكنَّ آفة الأحلاف كما أسلفنا دوماً هم «أصدقاؤها»، فهم لا يأتون بخير، وقد نما الزرع وآن زمان حصاده، فحصدتاه بالريكة «قندولاً.. قندولاً»، فجاء البعشوم متلمظاً وهو يدَّعي صداقتهما!! وأخذ يكيل: «واحد للغزال.. إتنين للغزال.. تلاتة للغزال.. أربعة للغزال.. الخامس للضاناية.. والسادس للكيال»!!، وعلى ذات الوتيرة: «واحد للغزال.. إتنين للغزال.. تلاتة للغزال.. أربعة للغزال.. خمسة للغزال.. السادس للضاناية.. والسابع للكيال». فاعترضت الضاناية وهي ميقنةٌ أنَّ هذه قسمةٌ ضيزى، وهي تقترح بحجة مضي الوقت وتأخره أن تعلَّق الأمور لجولة قادمة، وقد أضمرت في نفسها أمراً، وفي ذات الأمسية عقدت الضاناية اتفاقاً مع الكلب، وهما رفيقا حضرٍ واستئناس، وملَّكته كل معلومات وحيثيات الجولة الأولى، فوصلا إلى المقر مبكراً قبل وصول الآخَرين، وقام الكلب بحشر نفسه تحت المحصول موغلاً في التخفي، وهو يوليهم مؤخرته بذيله الذي لا يغبى أحد، فجاء الطرف الآخر متأخراً، وقد سجَّلت الضاناية في المحضر تحفظها على التأخير وإضاعة الوقت، فاعتذر بحجج ومسوغاتٍ واهية. وبدأت الجولة: «واحد للغزال.. إتنين للغزال.. تلاتة للغزال.. أربعة للغزال.. الخامس للضاناية.. والسادس للكيال»، وهو يكيل بذات المنوال الجائر، ولكن ما لبث أن ظهرت بوادر أزمة ما كانت في الحُسبان «ذيل الكلب» الذي يعرفه البعشوم تماماً كما يعرف نفسه، وهو يدرك مغزى ذلك تماماً، فأخذ يكيل: «واحد للضاناية.. إتنين للضاناية.. تلاتة للضاناية.. أربعة للضاناية.. سبعة للضاناية.. التامن للغزال.. والتاسع للكيال»، واستمر على ذات المنوال لمصلحة الضاناية، فاعترضت الغزالة بقولها: «ده كيل شنوه يا البعشوم»؟!! فأجابها بذعرٍ وقد أدرك تماماً حجم الأزمة التي برزت معالمها بوضوح أمام عينيه: «إتِي ما شايفة الدنيا دي ماشة على وين و......»، وقبل أن يكمل جملته برز الكلب بقوة من تحت المحصول، بصوته وسَمْته المعروف لكل الأطراف، ولكنه لم يجد غير المحصول والضاناية. فهذا هو حالنا وحال قضايانا على كافة الصُعُد «إقليمية، ودولية، وعالمية»، ولكنَّ الضاناية كانت أكثر حكمةً مِنَّا جميعاً بكل أسف يا دكتور، والمودِّر فينا «يفتَح خشم الضاناية»!! ولا بد لنا من فزَّاعة تحمي مصالحنا، وتحفظ حقوقنا «إقليمياً، ودولياً، وعالمياً»، ولتكن «حماس» هي فزَّاعتنا، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكنَّ أخلاق الرجال تضيق فتحي حسن عجب عشي تعليق: بكل أسف هذا كيل جميع البعاشيم في الساحة الدولية وليس بعشوماً واحداً، إنهم يصنعون الفرانكشتاين بتاعهم ليخيفوا به الدول من أمثالنا حتى إذا قوي عليهم وحاول أن يأكلهم ... أكلوه ونحن معه.