تلقيت دعوة كريمة من مدير تلفزيون شندي والمتمة الأستاذ خالد، وذلك لزيارة المحلية بمناسبة زيارة نائب رئيس الجمهورية لتفقد الأضرار التي لحقت بأهلنا في المحلية جراء السيول والأمطار. وقمنا بزيارة تلك المناطق وكانت المفاجأة التي لا يمكن أن تحدث الإ في السودان والإ عند أهلنا في محلية شندي وبقية محليات مناطق دار جعل. رغم الخسائر الكبيرة من تهدم كلي وجزئي للمنازل بلغت ما يقرب من الفي منزل الإ ان الاهالي كانوا صابرين ومحتسبين وشاكرين لله سبحانه وتعالى لم ترتفع أصواتهم مطالبين بالتعويض أو شاكين ومتبرمين بل إنصرفوا للعمل بجد واجتهاد في درء آثار هذه السيول والأمطار والتي لم تحدث أن جاءت من قبل خلال الخمسين عاماً الماضية. كان مسئولو المحلية وعلى رأسهم المعتمد أول من لبوا النداء في اعانة أهلمهم وكانوا يخوضون الطين والوحل ويساعدون الكبار والصغار ويحملون الأثاث حتى لا يتأثر بمياه الأمطار والسيول وفتحوا المعابر وتعاملوا بالحكمة والرزانة في كل الامور حتى لا تحدث إحتكاكات او مناوشات بين البعض في ذلك الوقت العصيب. حكى لنا الاهالي الكثير من المواقف التي تدل على عظمة ابن المنطقة في الإيثار، وهذا ليس بمستغرب من أبناء دار جعل. رغم المعاناة والخسائر الكثيرة والكبيرة إلا أن الأهالي كانوا فخورين بابن المحلية ومعتمدها وحملوه على الأعناق في مشهد يدل على العرفان لمسئول لم ينم الليالي الطوال ولم يركن إلى مكتبه بل نصب خيمة في الوحل والطين وسط إحدى قرى المحلية التي تأثرت بالسيول والأمطار. سألنا بعض المواطنين عن إمكانية مطالبتهم بالتعويض عن الخسائر وكانت اجابتهم واحدة التعويض «من الله وعلي الله» نحن محتاجين لبعض الخيام لايواء بعض الأسر ممن لم ينالوا الخيام -تمّ توزيعها لاحقاً- وتقدموا بالشكر لمعتمدهم الذي ظلّ واقفاً ومسانداً لهم. الخسائر كانت كبيرة ولكن بالإيمان بقضاء الله وقدره وقوة وعزيمة وإرادة أبناء المنطقة فإن الحال سيتبدل حتماً بإذن الله كان حديث المعتمد في اللقاء الجماهيري في قرية «الطندب» وهي اكثر القرى التي تأثرت بالسيول قابلته الجماهير بالتهليل والتكبير والتصفيق. كانت مطالبه واضحة ووجدت الإستجابة الفورية من النائب الضي اصدر توجيهاته لتنفيذها على الفور. من الجوانب المشرقة لهذه الرحلة زيارة واحد مكن المشاريع الناجحة وهو مشروع فابي للالبان والعصائر فقد رأينا ملحمة حقيقية قام بها شباب آمن بالله ومن ثمّ بقدراته والثقة في النفس وهم أبناء الراحل المقيم محمد أحمد فايت هذا المشروع الضخم الناجح يمكن أن يكون أنموذجا يحتذى في كل انحاء السودان. لو إتجه شباب المستثمرين لمثل هذه المشاريع فإننا بالتأكيد سنكتفي ذاتياً في كل المنتجات الزراعية والحيوانية ومنتجاتها وسنكون بحق سلة غذاء الوطن العربي. آخر الكلم التحية والتقدير لاهلنا في محليتي شندي والمتمة والتحية لابن عمي المعتمد الهمام حسن عمر الحويج ولكل العاملين في المحلية وللزميل خالد مدير تلفزيون شندي والمتمة.