ذاكرة مواطني ولاية كسلا ما زالت تحفظ أحداث فيضان نهر القاش الذي اجتاح المدينة في العام 2003م، وما زالت آثاره باقية في العديد من مناطق وأحياء المدينة، وعلى الرغم من الارتباط الوثيق بين النهر والمدينة وعلاقة العشق الممنوع الذي يربط مواطن الولاية بالنهر المتمرد، فليس هنالك فكاك سوى التعايش مع زفرات نهر القاش عندما يضيق عليه مجراه، فيخرج ثائراً يأخذ كل ما يقف في طريقه . مشهد مواطني الولاية صبيحة يوم الاثنين عقب عطلة العيد، كان يعبر عن قلق واضح دفع اغلب المواطنين لزيارة النهر فكانت هنالك جموع غفيرة تقف على ضفاف القاش، لتطمئن عليه والدعوات الهامسة تخرج من داخل القلوب «ربنا يستر» فقد سجل نهر القاش خلال الساعات الأولى من قدومه اعلى المناسيب، حيث بلغ «2.80» سم عند نقطة القياس بمحطة الكبرى، فيما سجل القياس في محطة القياس المتقدمة بمدخل المدينة «2.90» سم وفي ذلك اليوم لم تهدأ هواجس المدينة حتى صباح اليوم التالي، على الرغم من بعض الأخبار التي تؤكد انكسار الجسر في منطقة ما، لكن ثبت عدم صحة الخبر، إلا أن خبر فيضانه بمنطقة أروما لم يجد من ينفيه فقد احدث أضراراً بالغة بعدد من مناطق محلية ريفي أروما، فما كان من حكومة الولاية التي كانت تراقب الموقف ألا الإسراع بنجدة مواطني المنطقة المنكوبة، فهبت بسرعة فورية في محاولة لاحتواء الموقف عقب مسح متكامل أجرته مفوضية العون الإنساني والتي تمكنت من تمليك المعلومة لكافة المنظمات الطوعية العاملة بالولاية، بالإضافة إلى الأجهزة الإعلامية التي تناولت الخبر في مساحات لا تتناسب مع حجم الحدث فقد بلغ حجم الأضرار التي تعرضت لها الولاية من جراء السيول والأمطار حيث تأثرت «4» آلاف و«226» أسرة، فيما بلغ عدد المنازل التي انهارت انهياراً كلياً «30255» منزلاً وعدد «8017» منزلاً انهياراً جزئياً وذلك وفقاً لتقرير مجلس تنسيق المنظمات والعون الخارجي، فيما بلغت عدد المنازل الآيلة للسقوط «1149» منزلاً . وأوضح الأستاذ عثمان إبراهيم الشريف مسؤول إدارة الطوارئ بمفوضية العون الإنساني، أن عدد الأسر التي تضررت بمحلية ريفي أروما «3» آلاف و«223» أسرة فيما بلغ عدد المنازل التي انهارت انهياراً كلياً «2» ألف و«649» منزلاً وبلغ عدد المنازل التي تضررت جزئياً «570» منزلاً ، مشيراً إلى أن حجم الخسائر بمحلية همشكوريب بلغ «565» منزلاً انهياراً كلياً فيما بلغ عدد المنازل التي انهارت كلياً بمحلية كسلا «91» منزلاً وعدد المنازل التي تضررت أضراراً جزئية «91» منزلاً وتوجد بمحلية كسلا «111» منزلاً آيلة للسقوط. وأشار مدير إدارة الطوارئ بالمفوضية إلى أن حجم الأضرار يتفاوت بمحليات الولاية إلا أن أكثر المحليات تضرراً محلية ريفي أروما. مبيناً أن هنالك عدداً من المتطوعين هبوا للعمل في نجدة المتأثرين بالفيضان حيث بلغ عدد المتطوعين «374»متطوعاً ... كما تنادت منظمات المجتمع المدني والمؤسسات لنجدة المتأثرين حيث سيرت منظمات تلاويت، ومنظمة كرم مداد الخيرية، ومنظمة مشكاة، وجماعة أنصار السنة المحمدية، قوافل للمتأثرين بجانب قافلة صحية سيرها الصندوق القومي للتامين الصحي بالولاية والصندوق القومي لرعاية الطلاب بالإضافة للدعم الحكومي من المركز والولاية، وبالرغم من كل تلك الجهود إلا أن الأضرار التي لحقت بالأهالي جعلتهم يجأرون بالشكوى، حيث أكد عدد من قرى حلفا الجديدة من المتأثرين بالأمطار، أنهم لم يصلهم شيء من تلك القوافل وقال المواطن قاسم عمر محمد صالح من سكان القرية «6» عرب إنهم من القرى التي غمرتها المياه، إلا أنهم لم يجدوا سنداً أو دعماً من أية جهة تذكر فيما أشار إلى أن هنالك قرى انعزلت تماماً حيث إن قرية «2 ،7» من القرى التي تأثرت بالسيول وما زالوا يأملون في الدعم والمساندة لتخيف مصابهم.