في وقت ما من العاام 1982م تكرم قِطّ مسئول بنادي أساتذة جامعة الخرطوم بإثارة حيثيات هذه المألة الكديسية .. و القاعدة العامة تقول : أن عظمة المناسبة من عظمة اطرافها .. سيما وأن المعضوض كديسياً هو المجني عليه مولاي الحساس محمد حساس راعي هيئة حلمنتيش العليا .. ولا أخالن في حاجة لذكر سياق احداث هذه العضّة و تسلسلها الدرامي الذي وصل قمته باطباق أنياب الكديس العلوية و السفلية على اصبع مولاي الحساس .. إلى هنا والأمر محصور حتى شمت اصامت بن كلام من مولاه الحساس بقصيدة (كائية) و لم يراع أن المجني عليه ذو مركز رعوي للهيئة .. ولم يقدر وضعيته النسبية كعميل شامت في راعيه .. ولما لدغ أبو الزنبور العقرب انتدبنا الحساس بتوكيل رسمي بسرقة لسانه للرد على الصامت بن كلام .. فتكاملت بذلك أركان هذه المسألة الكديسية : عضّ الكديسُ بنانكم فنعاكَ ناعٍ فكِدتُ "أدُقُّ" من ينعاكا هاجت شجوني و المدامعُ عصّرت دمعاً عليَّ تضنّه عيناكا فلكم عرفتُك جامداً متحجِّراً تمثالُ ديناصورَ في معناكا حَجَراً ثقيلاً لا يزحزِحُك البِلى فاليومَ كيف القِطُّ قد أفناكا يا قاتلَ القرن الكَميّ بكلمةٍ باللهِ كيف القطُّ شلَّ قواكا ؟ لو كنتَ تُكرمُهُ بعُشْر رغيفةٍ لمضى و لم تهرد كلاي كلاكا لكنه لم يلق منك سوى الذي كنّا نلاقي عندما نلقاكا نأتي إليكَ بجوعِنا فتردّنا بالماءِ قد ملأت كِروشْ مَنْ جاكا و لقد هَمَمْنا أن نعضّك مرّةً لكن خشينا نابَك الفتّاكا و القطُّ يا حسّاسُ وغدٌ ماكرٌ لولا الأصابعَ كانَ علّقَ فاكا لمّا تدلّى أصبعٌ غدَرَت به نابُ الكديسِ و ظنّه مُفراكا و الحقُّ أنه أصبعٌ مفراكةٌ دارت على ورقٍ تثيرُ عراكا فَلَكَم فَرَكْتَ به أناساً همّهم ملءُ الكروشِ بكلِّ ما لاقاكا و لَكَم طَبَزتَ به عيوناً بحلقَت فيما تخُطُّ و ساءها مرآكا و لَكَم قَرَصتَ به فتىً متأدِّباً كانت مواهبُه لنا أشواكا و لَكَم خنقتَ به نهيقَ مشعشعٍ ملأ الليالي كلّها كوراكا ولَكَم أشرتَ به لكلِّ حقيقةٍ طُمِست وصارت باطلاً و ركاكا يا أصبعاً فوق الصحائفِ صائلاً اليومَ في خَشمِ الكديسِ نراكا و نرى صويحبكم يُهَوهِوُ مثلما غنّى فلانُ المطرب اليوم داكا حسّاسُ إن هَوْهَوْتَ إثرَ عِضيضيةٍ و مضيتَ مسعوراً إلى مثواكا فالناسُ بعدكَ فرقةٌ شمتانةٌ تضحكْ على أخرى ترومُ رؤاكا فالشامِتون لفقدِكم قد سرّهم موتَ الذي أبداً يَقُجُّ شراكا و نسوا بأنّهُمُ ضمائرَ عُفِّنت بعدَ المنيّةَ و النفاقِ تباكى إن غابَ ذو شَنَبٍ و أظلمَ نجمُه للقيتَ ذا ضَنَبٍ يرومُ حِرَاكا و الذارفون الدمعَ مثلي فاتهم في "الاستراحةِ" ما تخُطُّ يداكا حتى الجرائدُ قد بكتك لأنها ما كان يمكن بيعها لولاكا يا عالماً بين الدبايبِ عاكفاً دهراً بقيتَ ولا دبيبْ عضّاكا من لم يمُت باللدغِ مات بعضّةٍ من نابِ من لم يعرف المسواكا حسّاسُ إن ركزوا رُفاتك في الثرى فالكلُّ ميّتُ بالهمومِ معاكا إن وسّدوكَ الطوبَ فاعلم أنه قد صار أغلى حاجةً تبراكا أو كتّحوكْ بالتُربِ فاعلم أنّه لو كان مثلي شاعرٌ لرثاكا يا ربي ذا حسّاسُ فاصلح حاله إذ عاشَ لا مالاً ولا أملاكا الصامت بن كلام هو وهي هَِو لَي بَيتكُم مَشَينَا ولَي أُمِّك شَكَينَا سَكلَبنَا وبكَينَا لَكِن للأسَف مَافِي زَول إشتَغَل بَينَا قُلنَا يا زَول مَا عَلَينَا سُقنَا أصحَابنَا ومَشَينَا ولِعبنا فِي حَوشَ الجِنَينَه ورَقَصنَا لامِن إستوَينَا وفجأه عَمِّك قَام عَلَينَا مَلَّصنَا نِعلَاتنَا وجَرَينَا هِي صَحِيح إنتُو نَاس شَمَّاشَا نَاس دَايشِين ومَا عِندَكُم اوتُوكَيت ومَا مُتحَضِّرِين والمَفرُوض تَكُونُو مُفَتِحِين ومَظهَركُم يَسُر العَين وشَايلِين الهَدَايَا علي البَوكس ابُو القَبِين عَشَان لو أمِّي سألتنِي : دَيل يِبقُو مِين أقُول لها: أي نَعَم في الحين دَيل أولَاد المَصَارِيين والنَّاس المُرَطِّبِين وجَاييِن مِن الرِيَاض وَالمَنشِيه عَشَان يَخطُبُونِي مِنِّك إنتِ يَا سِت الحَرِيم عَشَان تَفرَحِي وتَزَغرِدي وتقُولِي يُيُيوُووُوي ..... بِتِي جَابَت لَيهَا عَرِيس سَمِين