السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ٭ لأول مرة، وباسم الله، أطرق باب «الوهج» مقدماً كتابي المرفق، على أمل أن يجد لديكم القبول، ويجد متسعاً في عمودكم الذي يتميز بالتركيز على عرض وتناول القضايا الحيوية. واعتقد ان عرض الموضوع الذي يتضمنه كتابي على الرأي العام، وأهل الاختصاص فيه إثراء لخبرات الأحزاب وزعمائها، وفيه توعية وتبصرة للجمهور، فهلاَّ تكرمتم مشكورين بالنشر.. وبالله التوفيق.. ٭ نقرأ في الأخبار أحياناً، أن عدد الأحزاب السياسية القائمة الآن على الساحة يربو على السبعين، وأحياناً نقرأ أنها فوق الثمانين. فما الذي ادى الى نشوء هذا العدد الكبير من الأحزاب؟ والذي ربما لا يوجد مثيل له في بلد من بلاد الدنيا. والى ما قبل قيام الإنقاذ كانت الأحزاب البارزة الموجودة على الساحة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، فهل طرأت على المجتمع بعد قيام الإنقاذ متناقضات ومتغيرات أدت الى ميلاد ونشوء هذه الأحزاب؟ هل وجود الأحزاب بهذه العددية الضخمة في بلد كالسودان بظروفه وأوضاعه الاجتماعية والسياسية والأمنية الحالية يعد نعمة أم نقمة؟ وهل هذه الأحزاب قامت على مبادئ حزبية راسخة تبني عليها توجهاتها وسياساتها لتحقيق المصلحة القومية العامة، أم هي مجرد تكتلات تقف وراءها المنفعة والمصلحة الخاصة والتطلع إلى المواقع والمناصب السلطوية؟ أليس في تقليل عدد الأحزاب تقليل للنزاعات والصراعات، وحيلولة دون استنفاد طاقة الشعب فيها، ودون إعاقة نهوض وتقدم الأمة؟ هل في مقدور هذه الأحزاب أن ترسي قواعد الديمقراطية الصحيحة، وتحقيق مبدأ حكم الشعب للشعب وبالشعب؟ وبالنظر للأوضاع الداخلية في السودان والمهددات والمخاطر الخارجية التي تحيط به، أليس من الأجدى والأنفع أن تتجمع وتلتئم الأحزاب التي تلتقي في أهداف سياسية متماثلة ومتشابهة في حزب واحد أو اثنين على الاكثر، أو تتواثق جميعها بميثاق واحد يحفظ الجبهة الداخلية من التشرذم والانقسام، ويمكنها من مجابهة الأخطار والمهددات التي تحيط بالسودان وإفشالها؟ ٭ أسئلة عديدة، لا بد أنها تدور بخلد المهتمين، ولا نشك أن الإجابة عنها من قبل أهل الاختصاص ستعين مؤسسي هذه الأحزاب على إرساء قواعد الديمقراطية الصحيحة، وصولاً إلى تجربة حزبية جديدة تتيح الحرية الكاملة للشعب لممارسة حقوقه في إبداء الرأي والمشاركة في الحكم تحقيقاً للاستقرار عوضاً عن النزاعات والصراعات التي غالباً ما تفتح شهية الدول الاستعمارية للتدخل.. فيتعرض استقلال السودان وسيادته للخطر. وأحسب أن الانقلابات العسكرية الثلاثة لم تقع إلاّ بسبب هذه الصراعات التي شغلت الأحزاب كثيراً، وصرفتها بعيداً عن قضايا الشعب والوطن الحيوية. سعيد الطيب عبيد - الكلاكلة المنورة ٭ من الوهج: شكراً الأخ سعيد الطيب على مساهماتك للعمود. ونعتذر لك على التأخير في النشر لوجودي خارج البلاد طيلة هذه الفترة. ونعشم في أن تستفيد الجهة المعنية مما كتبت.. «وإن قدر لنا نعود».