قامت وزارة الدفاع بعدم السماح لممثلي الصحف والأجهزة الإعلامية حضور مناقشة ورشة «المكون المدني السوداني في قوات شرق إفريقيا لحفظ السلام» رغم حضورهم بدعوات رسمية، الأمر الذي جعل أحد الحضور يهمس بالقول إن القاعة كلها إعلاميون. وعكست هذه الخطوة استمرار الفجوة الكبيرة بين الوزارة والإعلاميين رغم مطالبات وزير الدفاع نفسه بضرورة إشراك أجهزة الإعلام في القضايا العسكرية وردم الهوة التي ظلت تشكل حاجزاً أمام الكثير من حضور برامج الوزارة المهمة. والطريف في الأمر أن الورشة عقدت لمناقشة ضعف مشاركة المدنيين في قوات حفظ السلام، الأمر الذي تنبهت له وزارة الدفاع أخيراً من خلال مشاركة منسوبيها. ففكرت الإدارة العامة للعلاقات الدولية في تنظيم هذه الورشة. وقال وزير الدولة الفريق يحيى محمد خير إن الورشة هدفت إلى حل مشكلة نقص المكون المدني السوداني ومناقشة القضية على مستوى المؤسسات المدنية والعسكرية، مشيراً إلى امتلاك الوزارة لجسم جهاز حظر الأسلحة الكيمائية يضم مجلساً بداخله كل الوزارات والجامعات، وطالب بضرورة تمثيل وزارة المالية لرصد ميزانية من الدولة لتدريب المشاركين ورفع قدراتهم، مشيراً إلى أن البلاد مطالبة بتسديد مديونية لقوات شرق إفريقيا لحفظ السلام. الفريق مهندس عماد الدين مصطفى عدوي أكد أن المكون ليس بالضرروة أن يكون حكومياً أو رسمياً، بل يمكن أن يكون منظمات أو جهات ذات صلة، مشيراً إلى أن الوجود المدني موجود في البعثات والإدارات المختلفة والعديد من الأوضاع التي تهدف إلى مساندة الدولة المعنية، مضيفاً بأن المشكلة تكمن في قلة الأعداد المشاركة ضمن المكون المدني، داعياً إلى ابتكار سبل لزيادة أعدادهم واختيار الجهات المشاركة والمؤهلات والكفاءة لعكس الإمكانيات البشرية للبلاد وبدونها تصبح الأمور مختلة، موضحاً أن متخذي القرار في شرق إفريقيا انتهجوا إصلاحات تهدف الى زيادة الفاعلية والكفاءة، مشيراً إلى تدخل رؤساء الدول في إجراء المعاينات الأولية، موضحاً أن المرشح يخضع لمعاينات وبالتالي قد يفشل غير المؤهلين. وقال إن التخصص والخبرات من أهم الشروط. وعاب عدوي ضعف مشاركة السودان في المنظمات الدولية والإقليمية، وزاد بالقول إنها لا تتناسب والخبرات العلمية الموجودة، وأوضح أن مهام حفظ السلام تتضافر فيها جهود قوات الشرطة والمكون المدني والقوات المسلحة، مبيناً أن الوزارة قامت بإنشاء معهد حفظ السلام خطوة منها لتدريب منسوبيها وسبقت ذلك بإعداد منهج خاص بحفظ السلام في كل المقررات العسكرية لحين قيام معهد خاص. وأبدى استعدادهم لاحتضان المكون المدني السوداني. مشيراً إلى توقيعهم مذكرة تفاهم بين قوات شرق إفريقيا والأكاديمية العسكرية بهدف عقد دورات. وقال إن المرحلة القادمة تحتاج إلى تدعيم القدرات في المقرارت والمناهج ومؤسسات التدريب. العقيد الركن محمد الطيب المبارك قدم تنويراً حول قوة شرق إفريقيا، مبيناً أن ترقية السلم والأمن والاستقرار في القارة من أهم أهداف تكوين الاتحاد الإفريقي. وقال إن التطور السريع للصراع في إفريقيا من أخطر الأشياء التي قادت القادة الأفارقة إلى الإجماع بأن المشكلات الإفريقية لا تحل إلا إفريقياً، مؤكداً أن قوات التدخل السريع هي قوات ذات إمكانية عالية يمكنها القضاء على الصراع في فترة لا تتجاوز الأسبوعين، وهي من أخطر القوات وتضم في داخلها عشر دول. وأرجع عدوي مشكلات القارة الإفريقية إلى ضعف التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال إن البلاد لديها خمسة عشر ضابطاً في المكون العسكري في قوات شرق إفريقيا ومن المتوقع أن يحدد الاجتماع المقبل عدد القوات المتبرع به البلاد، مضيفاً أن قوات التدخل السريع لديها ستة سيناريوهات لتدخلها في الدولة المعنية، من أخطرها حالة حدوث إبادة جماعية والجرائم ضد الإنسانية، موضحاً أن القوات تعتمد مادياً على دعم المانحين من دول شمال أوربا. وأجمل التحديات في ضعف الموارد المالية واختلاف العقائد وعدم الاستفادة من الأجسام الاقتصادية، بجانب عدم وجود كوادر مؤهلة في مراكز حفظ السلام. وبدوره أرجع الأستاذ فيصل عبد الله محجوب ضعف المكون المدني السوداني في القوات إلى ضعف التدريب الفني وغياب التمثيل الدبلوماسي وتراجع السودانيين العاملين في المنظمات الإقليمية والدولية، وألقى باللوم على تدخل وزارة الدفاع بصورة مباشرة في اختيار المرشحين الأمر الذي خلق نوعاً من التعقيدات وعدم وجود تنسيق واضح في التدريب وعدم إكمال جرعات تدريبية لعدد كبير منهم .