في رسالة بعث بها الأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك د. ياسر ميرغني إلى رئيس تحرير صحيفة «اليوم التالي» الأستاذ مزمل أبو القاسم، كشف فيها عن العديد من المفارقات والتجاوزات في مجال صحة المواطنين وسلامتهم، وأشار إلى قصة الشاب الذي كان قد تحدث في ورشة عمل نظمتها الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس في عام 2009م تحت عنوان« النفايات الإلكترونية» وقال د. ياسر في رسالته «إن الشاب وقف محذراً من دخول نفايات إلكترونية بالأدلة والبراهين قادمة من دولة خليجية على أنها تمثل تبرعاً للسودان من إمارة استبدلت كل كمبيوتراتها الثابتة بالكمبيوترات المحمولة «لابتوب»، مشيراً إلى أنه في اليوم التالي عقد الوزير المسؤول عن المواصفات وقتها مؤتمراً صحفياً تحدث فيه بعصبية بائنة منتقداً الشاب، وقال بالنص «لقيناه ما دكتور وعنده اضطرابات نفسية، وما في حاجة اسمها نفايات إلكترونية.. قولوا خردة ولا إسكراب». ولعل القارئ يلاحظ أن الوزير المسؤول عن المواصفات الذي نفى مصطلح النفايات الالكترونية يبدو أنه نسي إن تلك الندوة التي نظمتها الهيئة السودانية للمواصفات والتي تحدث فيها الشاب صاحب القضية عنوانها يحمل «النفايات الإلكترونية»، ثم يكشف الأمين العام لجمعية حماية المستهلك مفارقة مدهشة، ويقول: «نفس الشاب «المجنون وما دكتور» تم تعيينه خبيراً لدى وزارة البيئة والغابات والتنمية العمرانية بموجب عقد خاص يتولى ملف المعالجة والتخلص السليم من النفايات الإلكترونية» يعني بعدما كان ما دكتور وما متخصص وعنده اضطرابات نفسية أصبح خبيراً وبعقد خاص في نفس مجاله الذي أنكره الوزير المختص بالمواصفات ذات يوم، أما بقية المفارقات فتركناه للأستاذ مزمل أبو القاسم ليتولى أمرها عبر عموده المقروء. حقتي وحقتكم كشف نائب المجلس التشريعي بولاية الخرطوم مختار الضو، عن فساد وتلاعب وتجاوزات وصفها بالخطيرة في تحصيل الرسوم بالولاية، وأشار إلى أن هناك مبالغ كبيرة تتحصل من المحال التجارية بدون وجه حق، وقال إن هناك رسوماً قيمتها «100» جنيه يدفعها التجار للمتحصل «250» جنيهاً، وأخرى قيمتها «300» جنيه يتم تحصيلها «مليون جنيه»، مطالباً بمعاقبة المخالفين. يعني بحسب كلام النائب المحترم أن المتحصلين «الشطار» يربحون أكثر من الولاية بكثير.. ترى كم من العمارات شيدوا وكم قطع الأراضي الفاخرة اشتروا وكم من الحسابات في الخارج سفروا؟! مافيا الأدوية المجانية قررت لجنة الاقتصاد والصحة بالبرلمان استدعاء وزير الصحة الاتحادي بحر أبو قردة بخصوص بيع الأدوية المجانية التي يتم بيعها في الأسواق. ويبدو أن لوثة وشبق الثراء السريع لم تستثن حتى عافية الناس، فمن بعد ذبح الحمير ودخول بعض الأغذية الفاسدة «التونة»، أخيراً أصبحت الأدوية المجانية تباع في الأسواق ويحرم منها الفقراء الذين يحملون روشتاتهم في هجير الشمس لديوان الزكاة بحثاً عن قيمة الدواء أو البحث في العطارات عن أعشاب بديلة لأدوية الصيدليات الباهظة السعر. وما نرجوه أن يتم الكشف عن هذه المافيا التي تهرب أدوية الفقراء إلى الأسواق، بينما تتسرب العافية من المرضى المعسرين حتى الموت.