٭ انعقد بمدينة المسلمية في العشرين من سبتمبر الجاري أول مؤتمر قاعدي للحراك بقسم المسلمية بالمشروع وهو يمثل واحداً من سبعة عشر قسماً ستنتظم مؤتمراتها تباعاً بالمشروع، إضافة لمؤتمرات المحليات وشرق الجزيرة والمغتربين. ٭ الأمم في عالم اليوم تتعلم من بعضها البعض بالاحتكاك المباشر من خلال السمنارات، المؤتمرات، التفاعل العضوي ووسائل الاتصالات المختلفة. وقد حبى اللَّه ولاية الجزيرة بمشروع الجزيرة الذي كان لعهد قريب أهم ركائز السودان الاقتصادية، فقد رفد خزينة البلاد بالعملات الصعبة في الميزان التجاري الخارجي كما لا يخفى مشاركته وإسهامه الواسع في التنمية لكل أهل السودان، في التعليم والصحة والمياه النظيفة وتحسين معاش الناس وفوق ذلك فقد صهر قبائل السودان وأجناسه في بوتقته الودودة فخرج إنسان الجزيرة صاحب الثقافة المميزة والصافية من العنصرية والجهوية فأصبحت الجزيرة بحق قلب السودان النابض ترفده بالعطاء والنماء والثقافة المتسامحة المتعايشة. ٭ في العقود الأخيرة تدهور المشروع وتدهورت بنيته التحتية بصورة يصعب وصفها كل ذلك بفعل بنيه وفلذات كبده ممن كان يعول عليهم بنهضة غير مسبوقة للمشروع ولكن دائماً وأبداً البدايات الخاطئة لا تقود أبداً لنتائج جيدة فقد كان الحصاد حنظلاً زقوماً وقديماً قيل الجاتك في مالك سامحتك لو لا لطف اللَّه وتسخيره لمجموعة من أبناء الجزيرة «لجنة الملاك» للتصدي عبر المحاكم لقرارات مجلس إدارة المشروع السابقة في معالجة أراضي الملك الحر لأصبحت الجزيرة اليوم مثل بعض مناطق السودان الملتهبة ببذر الحقد والغل في نفوس الأسر من الملاك ثم بينهم والمزارعين المالكين الجدد والذين في نهاية المطاف حسب السياسة المتبعة ستفضي لعجزهم عن سداد ما مُلكوا من أرض فيصبحون داخل السجون والمعتقلات لتؤول في نهاية المطاف هذه الأراضي في حيازات كبيرة لبعض الشركات والملاك الجدد. ٭ المشروع أصيب بتدهور عام في بنياته التحتية في السكة حديد، المحالج والهندسة الزراعية ومستودعاته الضخمة ببورتسودان فهي في الأصل ملكاً لهم وإن كانت ظاهراً ملكاً لوزارة المالية الاتحادية. ٭ في عهد مايو لم تكن أطماع المركز واسعة فقد كان همهم خلق وظائف لبعض محسوبي السلطة المركزية فصدر قرار قيام مؤسسة الأقطان والذي نفذه محافظ المشروع فعلق ظريف بركات حينها بقوله، عطاء من لا يملك لمن لا يستحق. فكانت ثالثة الأثافي في عهد الإنقاذ أن تخرج هذه المؤسسة بالكلية من عباية ولاية وزارة المالية إلى القطاع الخاص تحت مسوقات ومبررات يدحضها الواقع تماماً بل إنني بصفتي مزارعاً ومواطناً ومن قبل مهندس بالمشروع أتساءل عن مصير مخازن مشروع الجزيرة وبناياته ببورتسودان. والتي هي ملك عين للمشروع أين هي الآن؟. ٭ المحن دائماً يلطفها المولى بمنح ظاهرة وباطنة فالمشروع الذي يضاهي في مساحته دولة هولندا الرافد الأول للعالم بمنتجات الألبان يمكن أن يسهم بصورة واسعة في غذاء أهل السودان وهو الهدف الرئيس لحكومات العالم الراشدة والإقليم من حوله وذلك بجهدٍ علمي متأني لتوليف تركيبة محصولية ودورة زراعية مناسبة مع حيازات أكبر مستفيدين من كنانة الكبرى وترعة الرهد الجديدة، ليصبح المزارع مضاهياً للمزارع الإنجليزي بامتلاكه للآليات صغيرة تفي بغرضه وخدمات مياه صحية وكهرباء بمزرعته ليرتبط بها سكناً وعملاً. ٭ الحراك في رسالته يعنى بتدريب وتأهيل إنسان الجزيرة وهو هدف ضخم يلي الحكومة كما يلي منظمات المجتمع المدني وإصلاح المشروع يبدأ من هنا. ٭٭٭ ٭ همساً لوالينا: كل أبناء الولاية معك وخلفك لبناء الولاية أقصر الطرق لانعاش الولاية وانعاش أهلها وتهدأت أعصاب حكومتك استخلاص إيجارة أصحاب الملك الحر من المركز. ٭ جهراً يا اتحاد المشروع الميمون أرى شجراً يسير بالإمضاءات فأحسن بالتي هي أحسن من الأخرى. ٭ كسرة شكراً القارئ الكريم لصبرك على قراءته حتى النخاع.