تتلخص حياة الفنان حسن عطية في مجملها كإشارات دالة على التصميم وقوة الإرادة في الوصول لقمة ما تمناه لنفسه في مقتبل حياته، وهو الغناء والسمو به نحو آفاق التميز والريادة. ولد الفنان حسن عطية في منتصف عام 1919م بالخرطوم بحي المراسلات، وهو الموقع الذي تقع فيه الآن المنطقة التجارية ما بين شوارع الحرية والسيد عبد الرحمن والطابية. ولانتمائه لأسرة كان يعمل معظم أفرادها في خدمة الدولة كموظفين، رأى أهله الحاقه بالمدرسة النظامية بعد أن أكمل سنتين في دراسة القرآن الكريم بخلوة الشيخ محمد بابكر بالخرطوم. دلف الفتى حسن عطية نحو المدرسة الوحيدة بالخرطوم آنذاك كمدرسة أولية، فأظهر نبوغاً واضحاً أهله للالتحاق بكلية غردون التذكارية.. وفي كلية غردون التذكارية قضى سنتين يرشف من معين العلم بالقسم العمومي بها، فكان أن تم اختياره وبرفقته خمسة من زملائه ليصبحوا أول فنيين معامل طبية في تاريخ السودان، وهي المهنة التي تعرف بالفحيص «بكسر الفاء والحاء». وبمعمل استاك كانت فترة تدريبية، ومن ثم اصبح فنياً في العمل المعملي الطبي. وأثناء فترة دراسته بكلية غردون وتدريبه بمعمل استاك وهي أربع سنوات، كان شديد التعلق بليالي الغناء بالخرطوم. وساعده في سرعة الحفظ والتدريب الغنائي قرب سكنه من منزل أول عازف عود سوداني الأستاذ عبد القادر سليمان الذي كان منزله محجة لهواة الغناء ومحترفيه. وفي هذا المنزل شاهد عطية الفنان خليل فرح صديق عبد القادر سليمان. ولعلاقة الجوار والزمالة التعليمية ما بين حسن عطية وحسن سليمان شقيق عبد القادر سليمان السبب في ظهورهما على مسرح الغناء في عام واحد وهو عام 1938م. وشكلت إيقاعا «التم تم» و«الدهولة» والدهولة إيقاع خاص بالدلوكة يضرب تباعاً من عدد من الدلاليك ليشكل ايقاعاً منتظماً شكل هذان الايقاعان دهشة لديه، فبدأ يغني على إيقاعهما أغنيات الحقيبة في تلك السنوات. وداخل هذه المنطقة التي نشأ فيها حسن عطية كانت اسطورة الغناء النسائي أو قل غناء البنات المعروفة باسم «بت العقاب» تسيطر على حفلات الأعراس والمناسبات السعيدة. وهو ما جعله يستفيد منها في الغناء بذات الإيقاعات داخل اغنياته الأولى التي غناها. وتعلم حسن عطية العزف على العود على يد الأستاذ عبد القادر سليمان في بدايات الأربعينيات، وهو ما جعله يدرب نفسه كثيراً لتجويد العزف عليه حتى صار حاذقاً له، ومن ثم أطلق عليه لقب «أمير العود». وحين افتتاح الإذاعة السودانية في منتصف عام 1940م كانت أغنياته وصوته قد وصل لاسماع الكثيرين من المهتمين بفن الغناء. وهو ما حدا بمستر فنش دوسون مدير الإذاعة آنذاك للاتصال به للغناء بها.. وتغني حسن عطية بالاذاعة بعد موافقة والده على الأمر بعد تحفظاته الكثيرة على ذلك، على الرغم من علمه بغنائه داخل الحي والمنطقة التي كانوا يعيشون فيها. وانهمرت أغنياته بعد دخوله الإذاعة، فكان ان تعاون مع الشاعر عبد الرحمن الريح أولاً ومن ثم مع الشاعر عبد المنعم عبد الحي. فتغنى لعبد الرحمن الريح بأغنيات «يا ماري عند الأصيل» ، «هات لينا صباح» وغيرهما. أما الشاعر عبد المنعم عبد الحي فكان تعاونه معه في أغنيات «الرملة البيضاء» و «ننو يا ننو»، «النيل الفاض وامتلأ»، وسبع أغنيات أخرى. ونقل حسن عطية الفن الغنائي من عدم احترام الناس له الى آفاق الأناقة واحترام الفن والفنانين، بدأبه على الأناقة وعدم السعي نحو المال، زائداً عدم ذهابه للغناء في بيوت الأفراح، بل كان يأتي الناس إليه. واشتهر بأناقته المفرطة وحياته الخاصة هدوءاً وبحثاً عن تطوير فنه، ومن ثم عدم ارتياده لبيوت الأفراح كمغنٍ كما اسلفنا سابقاً، واخيراً اختياره للشخصيات التي يجالسها. وشارك حسن عطية في الترفيه عن الجنود السودانيين بجبهات القتال اثناء الحرب الكونية الثانية، فكان واحداً من الذين تغنوا للوطن والجندي السوداني. وله بمكتبة الإذاعة «67» عملاً غنائياً زائداً عشرين حواراً مع عدد من الإذاعيين. وفي شتاء عام 1992م رحل حسن عطية لدار الخلود بعد سنوات من العطاء الثر. رسائل إلى الأستاذ السموءل خلف الله المدير العام للهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون تنتظرك مهام جسيمة، ومنها بالطبع إبعاد الوجوه التي سيطرت وظلت تسيطر على عمل جهاز التلفزيون طوال سنوات سابقة دون تقديم أداء منتوج إبداعي يذكر. ثاني المهام الجسيمة هو بالطبع جعل المشاهد السوداني يعود لمشاهدة القناة القومية، بإعطاء العمل لمن هو أجدر به. وعهدناك ذا علاقة واضحة بالإبداع والمبدعين.. فهلا أعدت أهل الإبداع لحوش التلفزيون؟! إلى الإدارة العامة للمرور بالرغم من صرامة تنفيذ سياسة تفويج المركبات أثناء فترات الأعياد، إلا أن هناك عدداً من حوادث السير تحدث في كل عيد. ويظل بالتحديد شارع التحدي واحداً من هذه الشوارع التي تشهد أكبر قدر منها مقارنة بجميع الطرق القومية، وذلك بالرغم من وجود الرادارات بالطريق. أكثر ما يجعل هذه الحوادث تنحسر هو بالطبع وجود عربات المرور على طول الطريق وتحرير المخالفات.. هل يمكن سماع هذا الرأي؟! الأضاحي.. أسعار خرافية وحتماً ستشهد هبوطاً لثلاث سنوات سابقة ظلت أسعار الأضاحي قبل العيد بأيام او قل اسبوع في ارتفاع وبل عدم معقولية للجميع. والسبب الوسطاء الذين لا هم لهم سوى حصد أكبر قدر من الأرباح من جيوب البسطاء. وأثبتت التجارب السابقة في السنوات الثلاث الماضية أنه ما أن تطرح المؤسسات والجهات الحكومية كميات من الأضاحي لمنسوبيها حتى تنخفض الأسعار وهو ما سيحدث هذا العام.. والدليل على ذلك ركود سوق الماشية هذه الأيام. وحتما ستهبط الأسعار بعد أن اعلن اتحاد العمال المركزي وفي جميع الولايات توفير الأضاحي بأسعار معقولة تدفع على عشرة أشهر. تجارة خردة الحديد والألمونيوم.. للتصدير أم للتدوير؟! هي تجارة تعتبر واحدة من مستحدثات التجارة في بلادي، فبعد أن كانت قاصرة على تجار بالاسم داخل المدن الكبرى، أصبحت لها فنون وأسرار وغرائب، ومن ذلك أن الحديد غير المصنع كادوات أو أوانٍ أو مُصنع «بضم الميم» يكون سعره منخفضاً، اما الحديد الذي يكون مصنعاً «بضم الميم كذلك» كاواني أو سراير أو حتى خاص بمحركات مركبات أو ماكينات هو الأغلى. وفي جانب الألمونيوم فالطلب عليه في زيادة ذات شراهة من قبل التجار لتصديره لدولتين من دول الجوار، حيث تقوم المصانع بهاتين الدولتين باعادة إنتاجه «تدوير التالف». كل هذا يحدث دون أن تهتم وزارة الصناعة بالأمر الذي من الممكن أن يجعل هذه المتلفات من الحديد والالمونيوم ذات فائدة لاقتصاد الدولة.