ماتنفع الشكوى، وشعرك جف بالشعر الخيال وكان رأسي في يدي روحي مشقشقة بها عطش شديد للجمال وعلى الشفاه الملح واللعنات والألم المحنط بالهزال وكان رأسي في يدي ساقاي ترتجفان من جوع ومن عطش ومن فرط الكلال وأنا أفتش عن ينابيع الجمال وحدي بصحراء المحال ... بسراب صحراء المحال ... بسموم صحراء المحال ... أنا والتعاسة والملال وكان رأسي في يدي والمركبات تهزني ذات اليمين أو الشمال والمركبات تغص بالنسوان واللغط الشديد وبالرجال وكان رأسي في يدي ما زال يقذفني اللعين كأنه الغربال من أقصى اليمين إلى الشمال وبقلبي الأمل المهشم والحنين إلى الجمال والوحشة الغراء والنور المكفن بالطلال وخلو أيامي ورأسي في يدي ********** ورفعت رأسي من جحور كآبتي وأدرت عيني في المكان وكنت أنت قبالتي عيناك نحوي تنظران عيناك .... واخضر المكان وتسمرت عيناي في عينيك ماعاد المكان أو الزمان عيناك بس!!! ومسكت قوس كمانتي عيناك إذ تتألقان عيناك من عسل المفاتن جرتان عيناك من سور المفاتن آيتان عيناك مثل صبيتين عيناك أروع ماستين (هذا قليل) عيناك أصدق كلمتين عيناك أسعد لحظتين (هذا أقل) عيناك أنظر روضتين عيناك أجمل واحتين (ما قلت شيء) عيناك أطهر بركتين من البراءة نزل الضياء ليستحم بها، فألقى عند ضفتها رداءة الفتنة العسلية السمراء والعسل المصفى والهناء وهناك أغرق نفسه (عجز الخيال) عيناك فوق تخيلي فوق انطلاق يراعتي فوق انفعال براعتي عيناك فوق تأملي ********** ومضيت مأخوذاً وكنت قد اختفيت من أنت؟ ما اسمك يا جميل؟ وكنت من أي الكواكب قد أتيت وقد اختفيت ********* مازلت تملأ خاطري مثل الأريج كصدى أهازيج الرعاة تلمه خضر المروج كبقية الحلم الذي ينداح عن صبح بهيج ومضيت مأخوذا وكنت قد أختفيت ومضت ليال كالشهور فما ظهرت ولا أتيت وأنا أسائل عنك في الليل القمر وأنا أفتش في ابتسامات الرضا... لك عن أثر في كل ركن سعادة لك عن أثر في كل نجم خافق في كل عطر عابق في كل نور دافق لك عن أثر حتى لقيتك أنت تذكر في ضحى من غير ميعاد وغير تعمد ولمحت وجهك فجأة وظللت مشدوها بهول المشهد وتزلزلت روحي ونط القلب يهتف صائحاً هو نفسه... هو نفسه وتفتح وكأن ليلاً أصبح ووقفت في أدب وفي فرط احتشام ومددت كفي بالسلام لكن كفك في الطريق ترددت وتعثرت وامتد في عينيك ظل توجس وكأنما كفي حرام وكأنما قتلت حسينا أو رمت بالمنجنيق قداسة البيت الحرام لكنني لم أنبس وخنقت في صدري كلام وحبست في حلقي ملام ومضيت مغتاظا أضمد مهجتي ألم من فوق التراب كرامتي وأسب يوما كنت تجلس أنت فيه قبالتي ********** ولكم دعوتك كم دعوتك بيد أنك لم تلبي ما زلت تخشى أن ترى نوري .... ... وتغرق نورك الوضاح في أرجاء قلبي وتخاف لمس أناملي وتخاف قلبك أن يجيب تخاف من خطوات حبي لك ماتشاء!!.. فلسوف أغلق جني ولسوف أطفىء نورك الخابي وأوقد شمعتي ولسوف أطرد طيفك المغرور أنفيه لأقصى بقعة صلاح أحمد إبراهيم