شهد الموسم الشتوي خلال السنوات الماضية العديد من التحدِّيات التي أسهمت بصورة واضحة في تدني الإنتاجية والموسم الحالي ليس ببعيد عن تلك المشكلات التي تمثلت في ضعف التمويل بجانب عدم توفر المدخلات الزراعية وهذا ما واجه الموسم هذا العام بمشروع الجزيرة حيث أوضح الناطق الرسمي للمشروع جمال دفع الله أن المساحات الزراعية بالنسبة لمحصول القمح انخفضت المساحة من 300 ألف فدان إلى 250 ألف فدان لوجود مشكلات لتوفير التمويل اللازم وقال في حديثه ل (الإنتباهة) تم توفير التقاوي عبر العديد من الشركات الزراعية التابعة للهيئة العربية للبذور وعبر إدارة المشروع والمزارعين مشيرًا لتوفير الأسمدة عبر مصرف المزارع التجاري موضحًا عدم وجود مشكلات تواجه عمليات الري وتوفير المياه وأضاف الى توجه إدارة المشروع الى إدخال بعض المحاصيل الزراعية الأخرى كالخضروات والكبكبي مشيرًا لزراعتها في مساحات متفرقة وضعيفة بالمشروع، أما محصول القطن فأبان دفع الله بدء عمليات جني وبشر بإنتاجية عالية حيث بلغ إنتاج الفدان 7 قنطارات للفدان مشيرًا لتوفير التمويل عبر شركة السودان للأقطان. وأبان الأمين العم لاتحاد مزارعي السودان عبد الحميد آدم مختار أن الموسم الشتوي يبدأ بصورة رسمية في الأول من نوفمبر، موضحًا أن المساحات المستهدفة بزراعة القمح تقدر بحوالى 750 ألف فدان في ولايات الجزيرة والشمالية ونهر النيل والخرطوم ومشروع حلفاالجديدة. وأوضح أن هذا الموسم يواجه مشكلة ارتفاع تكلفة الإنتاج لتذبذب سعر الدولار الذي أدى إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج، والذي بلغ هذا العام بين 80 100 جنيه للجوال زنة 50 كيلو جراماً، على الرغم من وجود محفزات الإنتاج، خاصة إعلان سعر التركيز بحوالى 150 جنيهاً للجوال زنة 50 كيلوجراماً، بالاضافة إلى الطلب الكبير على القمح، وقد واجهت بعض المناطق مشكلات في التقاوي المحسنة، لكن هذه الإشكالية تم تجاوزها باستخدام التقاوي المحلية، بالإضافة إلى الإشكالات المتعلقة بالري في بعض المناطق، الامر الذي قد يقلص المساحات المستهدفة، ومن أهم العوامل المؤثرة على الموسم تدني درجات الحرارة، الأمر الذي يساهم في رفع الإنتاجية، وقال تم الاتجاه لزراعة محاصيل أخرى حيث تم استهداف مليون فدان بكل ولايات السودان تزرع فولاً مصرياً وخضروات وبقوليات، وهذه لا تواجه أية مشكلات؛ لأن الطلب عليها كبير، كما أن الموسم بدأ في وقت مبكر، حيث بدأت بعض المحاصيل تدخل السوق خاصة الطماطم التي انخفض سعر الكيلو منها من 22 جنيهاً إلى أربعة جنيهات. ومن جهته عقد مجلس وزراء حكومة ولاية نهر النيل اجتماعه الدوري بقاعة الاجتماعات بالأمانة العامة سير عمليات الموسم الشتوي للعام (2011 2012م) الذي تناول جهود وزارة الزراعة لمعالجة كافة القضايا التي تواجِه الموسم الشتوي حيث بلغت المساحة المستدفه 38 ألف فدان من جملة 450 ألف فدان. وأوضح الأمين العام لاتحاد مزارعي ولاية الخرطوم صديق علي في حديثه ل (الإنتباهة) أن الزراعه بولاية الخرطوم بدأت بزراعة المحاصيل الأساسية المتمثلة في محصول البطاطس والبصل والطماطم مشيرًا لتوفير التقاوي ورغم ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس تمكن المزارعون من استلامها وزراعتها بالولاية بنسبة 50%، وقال إن وزارة الزراعة بالولاية ساهمت بتوفير 50% من التقاوي وتوفير تقاوي البصل موضحًا أن التحضير للموسم يسير بصورة جيده إلا أنه رجع وقال توجد العديد من المشكلات التي قد تساهم في تدني الإنتاجية بالموسم كمشكلة الري في بعض المناطق لانخفاض مناسيب نهر النيل وقال مما يتطلب على الجهات المختصة توفير المعينات والآليات لمساعدة المزارعين لري زراعتهم بجانب وجود مشكلة ارتفاع المدخلات الزراعية كالأسمدة التي تشهد ارتفاعًا ملحوظًا مبينًا أن سعر الجوال زنة 50 كيلو بلغ 100 جنيه إضافة إلى مشكلة التمويل التي لم تتم معالجتها عبر الجهات الممولة كالبنك الزراعي داعيًا الدولة إلى توفيرها بأسعار معقولة حتى تساهم في زيادة الإنتاج وكشف عن انتشار بعض الأمراض والآفات الزراعية كآفة(توتا) والتي ظهرت خلال الموسم الصيفي السابق والتي أدت إلى فتك بعض المحاصيل الزراعية مشيرًا لعدم وجود رؤية واضحة لمكافحتها من قبل الأجهزة المختصة، وقال إذا لم تتم معالجتها ستكون عواقبها كبيرة بالنسبة للإنتاج الزراعي خلال الموسم، مضيفًا: من المتوقع خروج محاصيل كثيرة من العروة الشتوية.. وأبان صديق ضرورة وجود صناعة تحويلية لتقليل الضرر على المزارعين في حالة حدوث وفرة بالموسم.