بعد الفراغ من الرد على الاتهامات الجائرة التي كالها المذيع السابق أيوب صديق وانتهك بها حرمة الشيخ البرعي رحمه الله خرج علينا كاتب آخر من كُتاب صحيفة «الإنتباهة» ألا وهو د. عارف الركابي لينتصر للمذيع السابق ويرد على مقالاتي ومقالات أخي الشيخ العلامة المحقق الدكتور صلاح الدين البدوي الخنجر والذي أدلى بدلوه أيضاً في رد وتفنيد الشبهات والمزاعم التي جاء بها المذيع فأجاد وأفاد كما هو العهد به دوماً فجزاه الله خيراً بقدر ما أوضح وبيَّن. وبدل أن يخرج علينا الركابي بالجديد إذ به يدور في فلك صنوه صاحب الفهم المقلوب وكرر بالكلمة والحرف كل ما خطه قلم المذيع السابق مما يؤكد أن هنالك حملة عدائية منظمة تحالفا عليها معاً وتواثقا. وسأشرع الآن بعد الاستعانة بالله في الرد على د. الركابي كما رددت على قرينه من قبل. أولاً: جاء مقال الركابي في رده على الدكتور صلاح الخنجر بعنوان: (تعبه حصار الأستاذ أيوب.. فلا يجديه هذا النوع من الهروب). وجاء رده على مقالاتي بعنوان: (لغة التهديد في ثنايا الحوار وسيلة المنهزمين). أقول للركابي: عن أي هروب وأي هزيمة تتحدث؟!! يا له من غرور وتبجح!! وكيف للدكتور صلاح أن يهرب وهو يدافع عن الحق بقوة حجة ونصاعة برهان وصدق إيمان؟!! إن المقال الذي كتبه عن خطر الوهابية والتي تفرخت منها كل الجماعات التكفيرية يجب أن يؤخذ من قبل القائمين بأمر هذه البلاد مأخذ الجد فهو مقال يدل على قوة وصلابة كاتبه في قول الحق لا على الخوف والهروب كما زعم الركابي في مقاله رجماً بالغيب وكان على الركابي أن يلتزم في كتاباته المنهج العلمي الذي التزمه الخنجر ولكنه انحط إلى أسلوب الرجرجة والدهماء وظل يردد عبارات خاوية جوفاء لا صلة لها بموضوع النزاع مطلقاً ومن أمثلة ذلك: (عشم إبليس في الجنة) و(الحس كوعك) و(وأوهام ساذجة) و(المديدة حرقتني) كل هذه العبارات وأمثالها كثير وردت في مقالات الركابي والأدهى والأمر أنه جعل من الساسة والعوام مرجعية له في هذه العبارات السمجة وضرب بالقرآن والسنة عرض الحائط فيا للعجب!!.. ونقول للركابي إن التحدث بمثل هذه اللغة والعبارات الساقطة من السهولة بمكان ولكن منهج التصوف الذي نحن عليه يمنعنا من ذلك ونربأ بأنفسنا أن نكون كمن قال فيه القائل: إذا جاريت في خلق دنيئاً.. فأنت ومن تجاريه سواء. ثانياً: جاء في مقال الركابي قوله (كنا نتابع المقالات السديدة المستمرة هذه الأيام التي حاصر بها الأستاذ المذيع الأديب أيوب صديق في رده على د. صلاح الخنجر عبر صفحات هذه الصحيفة الغراء لندرك حجم التعب والمشقة التي يجدها د. الخنجر من هذه المقالات العلمية الرائعة التي يجتهد فيها الأستاذ أيوب صديق على طريقته وأسلوبه في التزام الموضوعية والعلمية) هكذا وصف الركابي لحليفه المذيع وهكذا وصف عباراته وإنى بصدد نقل بعض العبارات التي وردت في تلك المقالات ليقف القارئ الكريم على مدى أدب المذيع ومدى موضوعية وعلمية مقالاته. فيقول أيوب صديق: (والشتم والإسفاف في القول خصيصة تجمع بين التلميذين وكأنهما أخوا رضاع من ثدي ظئر شاتمة مشهود لها بزفارة الفم ونتن المقال). ويقول الأستاد الأديب في موضع آخر في معرض وصفه لقصيدة الشيخ البرعي رحمه الله بمخالفة محكم القرآن: (وإنما ذلك أمر واضح وضوح الشمس بنصوص لا يعمى عنها إلا ذو عينين مصابتين برمد الهوى وقلب ران عليه زيغ الانحراف عن صحيح عقيدة التوحيد) هذا غير العبارات التي حكم فيها على الشيخ البرعي متحنياً بالشرك صراحة كقوله (البرعي يشرك شيوخه الأقطاب مع الله) هل هذا هو الأدب والموضوعية والعلمية يا د. الركابي؟!!! إنها عبارات لا تصدر إلا عمن شم للأدب رائحة وإنما تصدر ممن خامر عقله الهوى والتعصب فأفسده فأخذ ينعق بما لا يسمع ويهرف بما لا يعرف. فهل عن مثل هذا يكون الهروب؟! والعجيب أن الحليفين يستعملان المجاز في كلامهما السمج وينكرانه على شعر الشيخ العالم الورع! ثالثاً: جاء في مقال الركابي قوله: (أنا أدعو د. صلاح الخنجر لمناظرة عامة وعبر الأجهزة الإعلامية لنستعرض فيها كيف دخل الإسلام للسودان) وأنا أتكلم بلسان د. صلاح الخنجر وعنه أجيب وأقول لك نحن نوافق على قبول مناظرتكما ونطلب أن تحدد زمانها ومكانها في أسرع وقت دون مماحكة أو مماطلة. أما عن موضوع المناظرة فلن يكون عن كيفية دخول الإسلام للسودان كما طلبت وذلك لأن القاصي والداني حتى (راعي الضأن في الخلا) ليعلم أن دخول الإسلام للسودان تم على يد مشايخ وعلماء ورجالات الطرق الصوفية ولاينكر هذا الأمر إلا جاحد أو مكابر وما عليك أيها الركابي إلا أن تعيد قراءة التاريخ لتعلم أن دخول الصحابي عبد الله بن أبي السرح نتجت عنه اتفاقية سمحت بدخول العلماء الدعاة من رجال التصوف الذين أدخلوا الإسلام في هذا البلاد سلماً بسماحتهم وتسامحهم وحكمتهم وحسن أخلاقهم. والمناظرة نريدها أن تكون حول تلك الشبهات والاتهامات والافتراءات التي قمت بإثارتها أنت وحليفك المذيع حول فضيلة الشيخ العارف بالله عبد الرحيم البرعي رحمه الله وسنقوم بدحضها بإذن الله تعالى وتوفيقه (ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيّ عن بينة).. ولي عودة للغة التهديد التي ادعاها الركابي بإذن الله تعالى.