٭ لن تنتهي فكرة تقسيم السودان إلى دويلات عند الذين لا يريدون له الخير. ولا يرفضها من هم بالداخل والخارج من السودانيين الذين لا يدركون خطورة الأمر، من باب كراهية الإنقاذ فيدفعون بتنفيذ الفكرة وفي الداخل يدعمونها.. لا حول ولا قوة إلا بالله. ٭ لأن السودان بلد عظيم وكبير وفالح وناجح وخطير ليس من باب الأوهام ولا الخطرفة، بل من باب الواقع المقارن هنا وهناك والواقع الملموس. ٭ ولاية كسلا من الولايات المهمة جداً جداً على حدودنا الشرقية، وتلعب دوراً إستراتيجياً سياسياً خطيراً، وهي جزء أصيل من هذا السودان، وهي واحدة من المواقع التي تتم بها الخريطة السودانية في شكلها الجديد بعد انفصال الجنوب. ٭ كسلا حديث كل أهل السودان، فهم يعتبرونها اسكندرية القاهرة، بل أكثر منها طعماً وطعامة. وحباها الله بجمال طبيعي نادر، وحتى جبالها خلقها مصممة تصميماً هندسياً رائعاً.. سبحان الله. ٭ الحديث عن كسلاالمدينة، هذا أمر آخر لا نود الخوض فيه، لأننا فترنا من الذي نسمع من قبيح الحديث هناك، فدعونا نأخذ مدينة حلفا الجديدة أنموذجاً واحداً من مدن هذه الولاية. ٭ من أكثر مدن السودان تخطيطاً وتنظيماً هذه المدينة التي جاءها الحلفاويون مكرهين في عام «1964» «عام ألف وتسعمائة أربعة وستين»، بعد أن ذهبت مدينتهم وادي حلفا ضحية إنشاء السد العالي الذي استفادت منه مصر بتخزين مياه لمدة مائة عام، بينما ضحى السودان إبان حكومة عبود وعبد الله خليل النوبي بغرق مدينة النخيل والجمال حلفا القديمة، طبعاً القديمة هذه جاءت على فهم أن هناك حلفا الجديدة التي سُميت بهذا الاسم لكثرة نمو نبات الحلفا في أراضيها. ٭ في بداية الأمر أغروا الحلفاويين إغراءات كثيرة.. وظن الحلفاويون أنهم سيعيشون حياة رغدة طول حياتهم عليها.. وحتى العنب والفواكه والمواد التموينية كانت تصرف لهم مجاناً بالكرت المصدق عليه ذلك من الحكومة. وأظنكم تعلمون بعد أن هدأت ثورة الحلفاويين وهدأ غضبهم من الرحيل المفاجئ وضياع نخلهم وزرعهم وأرضهم وجوهم الذي اعتادوا عليه، ضربت بهم حكومة عبود عرض الحائط، فعاش الحلفاويون أسخف مراحل حياتهم ضياعاً وقسوة ومرارة قادت غالبيتهم للموت نتيجة الحسرة والندم على ضياع حقوقهم هناك، وما كانت حلفا الجديدة بديلاً يساوي ربع ما كانوا عليه من عز وسيادة. وتركوا غالبيتهم حلفا هجرةً للخرطوم وبعض المدن الأخرى، فسيطر آخرون على حلفا في مدينتها، فاشتروا منازلهم ومحلاتهم التجارية وجعلوهم ضيوفاً ليس إلا!! «إبيا لايفا حلفا» ضاعت حلفا الجديدة المدينة التي كانت أنموذجاً لمدن السودان تخطيطاً وجمالاً. ٭ الآن حلفا لم تعد هي حلفا الجديدة التي عهدناها في بداياتها، فحتى نباتها الذي كان يغطي أرضها غذاءً لحيوانها استبدل، فعلى زماننا كنا نسميه نبات «اللبَانْ» له زهرة بيضاء فاقع بياضها. والآن النبات هذا صار كنبات الرجلة لا جمال في لونه حتى، فلم تألفه البهائم. ٭ هذا يؤكد أن كل شيء في حلفا صار دماراً وخراباً. وهذه الأيام تتصاعد من الناس أنفاس حرى دليل غضبهم ووجعهم من الذي يحدث في سياسات ولاية كسلا العرجاء التي ضيعت كل أحلام الحلفاويين وجعلتهم كالغرباء في مدينتهم التي سموا عليها نسباً إليها. ٭ سنفتح الصفحات المغلقة بكل وضوح وصراحة ونقرأها معاً لأجل إظهار الحقيقة وما يجري هناك، ونساعد حكومة المركز في اتخاذ ما هو صحيح من قرار بقراءة تخاف الله ورسوله في ما نقول، ولها أن تحكم وتقرر بعد ذلك أي الناس أصلح لولاية كسلا. وسنعكس أنفاس الناس الساخنة من مدينة حلفا الجديدة حول سياسات الوالي الحالي، وما هي درجات الفشل في إحداث التنمية للولاية؟ ومن هو الذي يثقون فيه لتولي أمرهم للمرحلة القادمة؟ وماذا فعل النائب البرلماني الدكتور بكري ربيع عبد الله لمدينة حلفا ولأهلها؟ وهل هو جدير بالعودة مرة أخرى لمقعد البرلمان الذي قلنا فيه يومها المقعد البرلماني النائم الغائب؟ وعن الرأي حول الجعلي عضو التشريعي بالولاية ماذا قالوا.. سنقول لكم كل هذا في «وهج» الغد فترقبونا بإذن الله. وماذا حدث لمسؤول الصحة بمدينة حلفا الجديدة بعد أن أشاد به رجل الحكومة القوي هناك خير إشادة؟!